رواية سجينة جبل العامري الفصل الخامس عشر بقلم ندا حسن
ضارية ولجوا بها سويا وكل منهم يبحر داخل أعين الآخر في محاولة بائسة منه معرفة ما المخفي داخله وما السبيل للوصول إليه..
خرج من كل هذا وهو يشير إليها أمامه قائلا بصوت رجولي أجش أثرت عليه مشاعره
تعالي معايا عايزك
لن تتركه لن تصمت وتتركه يسلب منها بهذه الطريقة المهينة.. إنه كان ملك لها هي من تركته ومن ستعيدة مرة أخرى.. لن تكون لغيره وهو لن يكن لغيرها..
ستنشب حربا قريبا ستخرج منها فائزة فرحة بجمع الغنائم..
ولج إلى الغرفة وهي خلفه أغلقت الباب ووقفت تنظر إليه محاولة الثبات تمحي ما فعلته بالأسفل منذ قليل تتعامل بهدوء وكأن لم يحدث شيء ولكنه لم يسمح لها بهذا بل بقي ينظر إليها بابتسامة خبيثة ماكرة يتابعها بزاوية عينيه..
أشارت إليه بيدها مضيقة عينيها السوداء عليه تدرك جيدا إلى ماذا يريد أن يصل فقالت موضحة
بقولك ايه أنا فهماك كويس.. اللي عملته ده كان بسبب تمارا دي بنت مستفزة
سألها مبتسما معتقدا أنها تبرر فعلتها ليس إلا
ليه ايه الحاجه الكبيرة أوي اللي عملتها خلتك تتخلي عن كل حاجه وتقربي مني كده
أشاحت بيدها وهي تبتعد للخلف تتحدث ببرود ولا مبالاة
كانت عايزة ايه
نظرت إليه ولم تدرك ما فعلته إلا بعدما باغتها بنظراته الغاضبة والشرسة الموجهه نحوها لم يجد منها ردا بل وقفت متوترة فصاح بعصبية
انطقي.. كانت عايزة ايه
استفزتني بالكلام إني حاولت أهرب قبل كده وإني ممكن أعملها
أنتي كدابة.. قولي الحقيقة يا زينة وإلا مش هيحصل كويس
لم تجد مفر آخر بعيد عنه فقالت ما حدث بجدية
قالتلي أنها ممكن تساعدني يا جبل علشان أهرب من هنا وأبعد عنك من غير ما حد يعرف ولا حد يمنعني لأنها تقدر تعمل كده.. فأنا حاولت افهمها إني مش عايزة
استردت تكمل مبررة ما فعلته
بس هي كانت فاهمه إني بكدب وأننا مش كويسين مع بعض أصلا علشان كده لما أنت جيت عملت كده وقربت منك
أنتي رفضتي
أومأت إليه برأسها قائلة بتأكيد
أيوه رفضت
سألها مستغربا محركا رأسه بغرابة وذهول ولم يكن يتوقع أن ما قالته سابقا ستفعله حتى وإن أتت إليها فرصة للهرب منه
جذبت يدها منه بإصرار قائلة بجدية وثقة ورأسها عاليا تنظر إليه بقوة وتأكيد
مش عايزة أخرج من الجزيرة.. أنا وعدتك إني هفضل ووعدت نفسي إني مش هامشي غير لما أعرف كل حاجه بتحصل ووقتها هقرر ايه اللي هعمله
تابعها للحظات ثم سار مبتعدا عنها متجها يفتح باب الغرفة قائلا بانفعال
هي اللي جابته لنفسها
جبل رايح فين
جبل ماينفعش كده أنت عايز تطلعني كدابة مش معقول اللي بتعمله
لحقته وهو يهبط الدرج متقدما للأسفل تمسكت بيده بقوة تحاول إقناعه قائلة بصوت جاد
أنا قولتلك اللي حصل وخلاص مش لازم تعمل مشكلة وتطلعني وحشه كده
أبعد يدها عنه مقررا عدم التنحي عما يريد فعله قائلا بقسۏة وعڼف وهو يدفعها عنه
أتت والدته على صوتهم المرتفع خرجت تنظر إليه واقفة أسفل الدرج متسائلة باستفهام
في ايه يا جبل
خرجت تمارا وفرح من الغرفة خلف والدته لينظروا إلى جبل و زينة أعلى الدرج بغرابة ولا يفهم أحد منهم ما الذي يحدث..
نظر إلى تمارا عندما خرجت من الغرفة پعنف وقسۏة يبعث إليها من خلال عيناه كم يكرهها ويبغض النظر إليها أبتعد عن زوجته وهبط إليها ليقف أمامها مشټعلا بالڠضب يسألها
قوليلي ايه بقى اللي قولتيه لزينة
تقدمت زينة سريعا تجذبه من ذراعه قبل أن تجيب ابنة عمه قائلة بانفعال منزعجة من طريقته وما فعله
جبل خلاص محصلش حاجه لكل ده
نفض ذراعه منها وأبصرها بحدة قائلا بغلظة
قولتلك اخرجي من الموضوع ده.. أنا هعرف اتصرف كويس مع اللي زيها
نظرت إليه تمارا بقوة وذهول وعينيها متسعة عليه من هول الصدمة إلى هذه الدرجة أصبحت لا تعنيه في شيء.. إلى هذه الدرجة!.. كررت كلمته پصدمة
اللي زيها
آه اللي زيك.. عايزة زينة تهرب ليه مفكرة أنها زيك مش كده عايزة تسهلي ليها طريق الخروج من الجزيرة وتكرري اللي حصل قبل كده.. عايزة يبقى أنتي بس اللي قدامي
دفعها للخلف بقوة فتراجعت للوراء واستمعت إليه يقول باشمئزاز
تعرفي إن حتى لو زينة مشيت وسابت الجزيرة أنا مش هبصلك يا تمارا.. وجودك زي عدمه في حياة جبل العامري
هي لحقت تقولك.. أنا كنت عايزة أساعدك يا مدام زينة معرفش إنك عصفورة سريعة كده
بررت زينة موقفها محاولة تجميل مظهرها الذي شوهه هو بفعلته تلك
أنا مكنش قصدي أقوله
زينة
ضيق عينيه عليها محى كل ما كان بينهم من حب وذكريات أنفاس لاهثة وغرام واشتياق تناسى كل شيء بمجرد تركها له.. إذا فالعودة لا تشكل فارقا..
أردف بصوت حاد غليظ مهددا إياها ټهديد واضح وصريح وهو كفيل به ويستطيع تنفيذه الآن
ده أول وآخر تحذير ليكي يا تمارا.. الغلط الجاي أنا بنفسي هرميكي بره الجزيرة
نظرات ڼارية خرجت من عيناه تجاهها غير مهتم بنظرات عينيها التي تبادلة پصدمة وخذلان تحاول أن تبعثه إليه ربما بعطف عليها ولكنه استمر على وضعه ثم استدار تاركا إياها يرحل عنهم.. لاعنا الساعة التي أتت بها هنا مرة أخرى..
أنا