رواية سجينة جبل العامري الفصل الخامس عشر بقلم ندا حسن
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الخامس عشر
قاربت على لمس الحب والشعور بلهفة العشق مررت بلوعة الاشتياق فلا تعترض على مرارة الكبرياء ولا تحزن عزيزي من كسرة الأحباب
بعد تفكير دام طويلا ونظرات يتبادلونها الاثنين واحدة لا تبغي إلا تحقيق حلمها بذهاب غريمتها من الجزيرة بأكملها لتبقى هي الوحيدة معه فيعود عما يفعله ويترك كبريائه على أحد جوانب مڈلة الحب..
أما الأخرى طال تفكيرها في كيفية الهروب ولما! ترك الجزيرة وجبل ترك حقيقة زوجها وماضي عائلة ابنتها..
هل ستذهب ولن تنظر وراءها ماذا عن الوعد الذي قطعته لجبل أنها هي المرأة التي ستكشف كل شيء وستهدم شموخه وقوته وتجعله يعود محملا بالخيبات معترفا بحريتها.. معترفا بأنه لم يكن جديرا بها ولم يستطع ترويضها..
لأ يا تمارا.. أنا مش عايزة أهرب ولا عايزة اسيب الجزيرة
أكملت تنظر إليها بخبث ومكر تعلم كيف تكيدها وتجعلها تستشيط ڠضبا وغيرة
أنا هنا في بيتي.. قصري مع بنتي وجوزي وعيلتي وقولتلك إني لما هربت كنت لسه متجوزتش جبل لكن دلوقتي مقدرش أبعد عنه
جزت على أسنانها بعصبية وغيرة شديدة تنظر إليها بملامح حادة تود لو تتقدم منها تأتي بخصلاتها بين يديها وتلقيها خارج القصر تحدثت بجدية
هديكي فرصة تفكري يا زينة وأنا بنفسي هخرجك من الجزيرة
وأنا مش محتاجه أفكر يا تمارا قولتلك الهرب مش لازمني أنا هنا في مكاني ومش هسيبه
وأنا هكدب ليه اسألي أي حد في الجزيرة قوليله مين هي زينة مختار هيقولك مرات كبير الجزيرة جبل العامري
امتعض وجهها وشعرت بالسخط منها اعتدلت في جلستها تنظر إليها بحدة وعنفوان قابل للخروج في أي لحظة وتفوهت محاولة إظهار السخرية والبرود
ليه بتحاولي تبيني أن أمورك معاه تمام مع أن عارفه أنكم مش طايقين بعض
خرج صوت زينة الضاحك بصخب وارتفع عاليا تابعتها وهي تسألها عدة مرات وقد راقت لها اللعبة كثيرا
أجابتها الأخرى بضيق تحاول كبته داخلها
علشان أنا هنا مثلا
لوت شفتيها باستهزاء وابتعدت عينيها إلى ابنتها وهي تبتسم بتشفي ثم عادت إليها مرة أخرى تكمل دون اهتمام مقلله منها دون أن تدين نفسها
وايه يعني أنتي هنا ولا مش هنا.. هل ده عامل فرق تمارا حبيبتي الشخص لما بيدي لنفسه حجم أكبر من حجمه بيخسر كتير
استردت تكمل ما بدأته ترسل إليها من خلال كلماتها أنها على علم بما كان بينهم سابقا حتى لا تظن أن هذا سيكون فرصة لها للتغلب عليها
أنتي مثلا كان ليكي مكان هنا لكن زمان.. قبل ما تسيبي جبل وتمشي حتى مكانك اللي كان في قلبه أنا أخدته فأنتي بالنسبة ليا وليه مش موجودة
مش واضح.. لو أنتي شايفة كده يبقى مستغفلك
حاولت أن تزعزع ثقتها به وتظهر بأنها هي القوية ولكن زينة لم تترك لها الفرصة لفعل ذلك بل نفت حديثها بمنتهى البرود واللامبالاة
تؤ جبل مبيستغفلنيش ومش بيبص لواحده غيري وأنا عارفه ده كويس
أكملت بغرور وعنجهية
ولو أنا مكنتش عايزاكي في القصر كنت خليتك تمشي بكلمة مني..
اعتدلت تمارا تنظر إليها بشراسة قائلة بصوت جاد يشبه الصړاخ عليها
هو ده ټهديد!
اتسعت ابتسامتها ترسل إليها أسهم مشټعلة بالنيران تنهش قلبها من حالة البرود الذي انتابتها وقالت بثقة وغرور
طيب ابقي قولي الكلمتين دول لجبل ونشوف هيقول هو ايه
رأته يأتي عليهم ينظر إليها بجدية يستغرب جلوسهم سويا فقالت لها
أهو جه
وقفت تقترب منه وهو يقدم عليهم وكأنها زوجة أصيلة وزوج محب حقا يتبادلون النظرات ولكنه كان مستغربا من ابتسامة مشعة مشرقة مرتسمة على محياها في استقباله..
حبيبي
لحظة واحدة كانت تقرع بها الطبول داخل أذنيها وهي مستغربة من نفسها للغاية.. كيف خرجت منها هذه الكلمة كيف عبرت له أنها تحبه بقول حبيبي وحتى إن كان كل ما يحدث ماهو إلا تمثيل..
رفع يده يحيطها بها وقد فهم أنها تحاول كيد ابنة عمه فلم يجد شيء يفعله إلا أن يجاريها فيما تفعل.. فهذا يصب في مصلحته من الأساس
ارتعش جسد تمارا وهي تنظر إليهم بهذه الطريقة يبدو أن ما قالته كان حقا لا يوجد شيء يبقى على حاله..
لقد نسى جبل حبه الوحيد ونظر إلى زوجة أخيه وأحبها أيضا ينظر إليها بقوة وعيناه تقابل عينيها بجمود وكأن ما كان بينهم لم يكن.. يقول لها من خلال بريق عيناه أن وجودها لا يمثل فارقا.. لا يحدد موقفا لا يسعد أو يحزن أحد أنها هنا كما لو لم تكن هنا..
ابتسمت إليه باتساع ولكن الحقيقة أنها لم تكن تستطيع مجاراته هو.. لقد كانت تحاول أن تتعالى به على تلك ابنة عمه وفعلت ذلك وجعلتها تعلم أنها المرأة الوحيدة بقلبه وحياته وكل هذا كان بالكذب..
حقا كل قوي هناك الأقوى منه.. لا تستطيع النظر إلى عيناه والاستماع إلى تلك الكلمات القاټلة وكأنها حقيقة..
نظرات عينيه المخيفة دائما في تلك اللحظات كانت شغوفه نحوها تلتمع بحنان وغرابتها تحدثها بالحب تلقي سهام العفو والمغفرة شفتيه الغليظة التي عذبتها دوما بكلمات من القسۏة
تبادل النظرات كان عڼيف للغاية حرب