السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثاني عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وتحركت تدلف للداخل وقلبها خالي من الغيرة تجاهها في فترة لحظية فقط لأن قلبها ينشغل الآن بالسعادة لأجل ما حدث منذ لحظات ينشغل بفرحة الإنتصار لأنها ظهرت بالوقت المناسب لتسجل ما حدث بينهم ويكن ذلك السيف بين يدها لتتخلص منها وتبعدها عنه إلى الأبد..
كان مخطئ للغاية عندما وقف أمامها وتحداها.. إنها فرح العامري من فرع العامري وامتداد العائلة الكريمة والتي لم ترى كرم يوما.. إنها من امتداد عائلةت تجارة الس لاح وغيره..
ذهبت الأخرى باكية پقهر وحړقة ولكنها محت دمعاتها عندما دلفت القصر وصعدت إلى الأعلى دون أن يراها أحد ولجت إلى الغرفة وأغلقت بابها خلفها عليها من الداخل ثم ألقت نفسها على الفراش وأخذت تبكي بقوة وصوت بكائها يعلو للغاية.. استمعت جدران الغرفة والأبواب إلى بكائها وشاهد الطلاء حزنها وكسرتها.. وكل ركن شهد على كل شهقة خوف ورهبة خرجت منها ومن أعماقها..
لقد شعرت بالذل والمهانة وهو يقترب منها بهذه الطريقة القڈرة يقبل عنقها ويضع يده عليها يتحسسها كما يريد شعرت بالانكسار والضعف وهي تقف مكتفة الأيدي خائڤة من تطاولة عليها بتلك المدية التي كانت معه..
يا لها من لحظات بشعة قهرية مرت عليها وحطمت ما بها لقد وقع قلبها على الأرض ولم تعد تدري أين هو فقد أشعرها بالخۏف الممېت وهو يقترب منها إلى هذا الحد ويقول كلمات لم تفهم منها شيء ولم تعرف السبب الذي جعله يفعل بها هكذا!..
أسئلة كثيرة تدور داخل رأسها تحاول أن ترى لها أي إجابة من أي إتجاه ولكن لا يوجد.. لا يوجد سوى الشعور بالخۏف وعدم الأمان والرهبة..
إنها كانت هناك فقط لرؤيته ذلك الذي أرهب قلبها وجعلها تشعر بالحب تجاهه كانت تتقدم للبحث عنه والنظر إلى وجهه والاستمتاع بقربه هو الوحيد فقط هنا الذي اكتسبته واكتسبت معرفته وقربه.. وحبه لها.. ولكنها لم تكن تتوقع أبدا أن تقابل لحظة مصيرية فارقة في حياتها أما كانت تكتمل أو تنتهي كما بدأت مثلما حدث منذ لحظات..
توقفت عن البكاء واعتدلت على الفراش تنظر أمامها بعمق تضيق عينيها بتفكير.. لما فعل هذا في لحظات وتركها! كان يريد أن يرهبها فقط أم هناك سبب آخر لا تستطيع الوصول إليه!..
جلست ابنة عمها وصديقتها التي كانت مقربة إليها للغاية قبل أن ترحل وتترك الجزيرة.. بقيت أمامها على الفراش تجلس معتدلة تنظر إليها بعمق ثم سألتها بجدية مستفسرة
قوليلي يا فرح.. جبل وزينة اتجوزوا إزاي
تركت فرح الهاتف من يدها واعتدلت هي الأخرى تنظر إليها بجدية وقالت بعدما زفرت الهواء من رئتيها
دي حكاية
تعمقت الأخرى في النظر إليها والاستماع إلى حديثها بجدية تامة وقالت بحماس
احكيهالي بقى
غمزتها فرح بعيناها السوداء وهي تتابعها تحاول أن تفهم ما الذي تريد الوصول إليه بعد أن أتت إلى هنا مرة أخرى
جاية ترجعيه قوليلي ولا هتخبي عني
استنكرت جملتها ثم أبعدت وجهها وهي تتحدث بضيق
أنا اخبي عنك بس خاېفة تكوني زي أخوكي ومرات عمي اللي اتشقلب حالهم
رفعت الأخرى أحد حاجبيها تأنبها على تركها لكل شيء خلف ظهرها فقط لأنها فكرت بنفسها بأنانية
ما أنتي اللي خايبة مشيتي وسيبتي كل ده يروح من ايدك ولما رجعتي لقتيه فعلا راح
أومأت برأسها وهي توضح لها أنها أخطأت وتريد الصلاح ولكن ذهولها منه تحكم في نبرتها
واديني عايزة ارجعه واتعلمت من غلطي بس ازاي ده جبل كأنه واحد تاني.. ده كأنه محبنيش يوم
فهمت شقيقته أنها تود أن تلقي باللوم عليه بعد أن تأكد خطأها قائلة بأنه لم يحبها من الأساس

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات