السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثاني عشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني عشر
الشعور بالانكسار قد يكون أبشع شعور على الإطلاق أن تكون شخص يشعر بأن هناك من يقف خلفك يشجعك على الاستمرار ويكن العون إليك.. والسند الذي تبغاه ثم فجأة تقف أمام ذئاب متوحشة في صحراء جرداء وحدك دون الحامي لك فتشعر أنك مجرد حتى من ملابسك.. فهذا انكسار!.. وهناك غيره أنواع متعددة..
حاولت رفع يدها الاثنين لتدفعه للخلف على الرغم من أنها تعلم أن المدية في جانبها ولكنها لا تطيق تلك الرائحة القريبة للغاية منها في أثناء محاولته لتقبيلها ولكنه شعر بها فوغزها بطرف المدية مهددا إياها بقسۏة وغلظة

اثبتي.. قولتلك الموضوع كله مش واخد وقت
كانت دمعاتها تتهاوى على وجنتيها بغزارة تقف مربطة بجسد متشنج تستند إلى ظهر السور تحاول دفعه للخلف لتبتعد عنه وهي تقول بتعلثم
أنت عايز مني ايه
عاد للخلف برأسه ومازال يقف أمامها مباشرة يحاوطها بيد والأخرى في جانبها بالمدية ينظر إليها قائلا بخبث ومكر
واحدة قمر زيك كده هيتعاز منها ايه... غير كل خير
أبعد عني أنا معملتش فيك حاجه
عملت ايه طيب
قربتي.. وحبيتي.. وعاندتي
ابتسم وهو يرفع يده التي على الحائط إليها يضعها فوق ذراعها يسير عليه برفق ورقة وهو يتحسسه قائلا ببرود ومكر
لأ أنتي فاهمه كويس وأنتي اللي عملتي في نفسك كده.. مش أنتي اللي قربتي بردو ولا أنا جيت من نفسي
شعرت أنه يتمادى وهو يسير بيده عليها فدفعت يده وحاولت أن تستجمع نفسها وقالت من بين بكائها وشهقاتها المستمرة بتعلثم وضعف شديد
أبعد عني والله ممكن اصړخ وألم القصر عليك
اصړخي وأنا هدب المطوة دي هنا ونخلص بعدها ونقول واحد نط من على السور زي اللي حاول ېقتل جبل كده
اعتصرت عيناها وهي تبكي نادمة على كل شيء مر عليها هنا سواء كان فرح أو حزن جيد أو سيء وقالت وهي ترتعش
أبعد عني يا..
قاطعها سريعا وابتسامته تتسع أكثر قائلا اسمه
عاصم.. ولا نسيتي الاسم
صړخت به بانفعال وهي على وشك الاڼهيار والوقوع إلى الهاوية
أنت مچنون.. حرام عليك أبعد أنا معملتش حاجه
عاد للخلف وأخفى المدية بيده وهو يأخذها إلى جيبه سريعا وقال بسخرية ضاحكا
هبعد.. أنا بس كنت بهزر معاكي بس عارفه لما أبعد لو فتحتي بوقك لحد مش هسمي عليكي
أومأت إليه برأسها سريعا عدة مرات بقوة وقالت من بين بكائها الذي حاولت السيطرة عليه
مش هتكلم أبعد بقى
عاد للخلف أكثر وأفسح لها المجال للعبور وقال مرة أخرى محذرا إياها
أنا حذرتك.. أي حد
تعود ثانية تومأ له برأسها بهستيرية وهي تنظر إلى ابتعاده عنها وأبصرته ينخفض إلى الأسفل يأتي إليها بهاتفها ثم أعطاه لها وهو ينظر إليها مبتسما بسخرية وتهكم لم تعطي إليه الفرصة لفعل شيء أخر أخذته منه ثم سريعا دفعته بيدها وذهبت راكضة إلى الأمام تاركة تلك المنطقة المشؤومة وهي تبكي بقوة وصوت بكائها يرتفع كلما ابتعدت عنه فصاح بصوت عال يحذرها
ها
انخفض صوتها وهي تركض ورأها تضع يدها على فمها كي تكتم شهقاتها وصوت بكائها الذي خرج منها بفعل تلك الخضة والشعور بالخۏف والذعر الذي مرت به معه..
أبتعد هو يعود إلى مكانه مرة أخرى وعلى وجهه ابتسامة خبيثة تظهر للأعمى وتوضح أنه شخص قذر..
بعدما أبتعد عن خلف القصر وذهب إلى الأمام تعالت ضحكات آخرى تأتي من الأعلى.. لم تكن سوى فرح التي كانت تقف في الشرفة أعلاهم تتمسك بالهاتف وتقوم بتسجيل كل ما حدث لحظة
بلحظة.. كل فعل ومعه رد الفعل الخاص به ولكن من أي زاوية وكيف كان المشهد بالهاتف!.. فهذا هي فقط ما تعرفه..
ابتسمت بانتصار

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات