السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل العاشر بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

الكبير عنهم جميعا..
فقال جبل مرة أخرى ولكن ما قاله خرج منه بقذارة وتفكيره منحدر نحو الهاوية
ولو عندك بنات قبل ما يسافروا ليك بردو الرجالة تجرب عليهم حاجات تانية
رفع رأسه سريعا عنوة عنه وهو لا يستطيع ولكنه صړخ عاليا وارتجاف جسده لم يهدأ
لأ... لأ هتكلم بس تدوني الأمان أنا وعيالي
أومأ إليه بثقة
خدته.. أتكلم
سأله پخوف وعدم ثقة
خدته إزاي يعني
أكمل بصرامة وقوة
كلمة جبل العامري أمان وسيف.. أتكلم
استرسل الرجل في الحديث يسرد عليه من أمره بفعل ذلك ولما قد يفعل
اللي خلاني أعمل كده واحد اسمه طاهر أداني فلوس كتير علشان عيالي وقالي اضربك پالنار.. أنا شغلتي اخوف حد أعمل لحد عاهة لكن مموتش بس الفلوس غوتني
أكمل بجدية وهو ينظر إليه
قالي محدش في الجزيرة يقدر يعملها مافيش غيري وافقت
اجابه بصدق وجدية فلم يكن يعلم حقا
أنا معرفش يا بيه هو اللي امنلي طريق الدخول من النيل ومشيت فيها كأني واحد من العوامرية
أومأ إليه برأسه ثم نظر إليه وباغته بسؤاله الذي استغربه الجميع
دفعلك كام
قال الرجل پخوف
عشرين ألف
صړخ جبل في وجهه حتى أنه افزعه وهو يقول بعد ذلك بمنتهى البرود والنرجسية
غبي.. حياة جبل العامري بعشرين ألف بس!
وقف على قدميه ليخرج من الغرفة وهو يقول بقسۏة ضارية
علموه الأدب وارموه في النيل يا إما حد لحقه يا إما غرق
صړخ الرجل عليه وهو يراه يخرج من الغرفة بعد أن أعطى الأوامر القاټلة له
جبل بيه أنت ادتني الأمان يا جبل بيه
استدار ينظر إليه بعينين ثابتة مخيفة لكنه قال باستهزاء
تصدق.. كنت ناسي تحب تخرج عن طريق الغابة ولا النيل
قال بتوتر وهو ينظر إليه
اللي تشوفه يا جبل بيه
أبتعد إلى الخارج وتركه لا يدري ما الذي سيحدث له وقف مع عاصم في الخارج وهتف بنبرة حادة
كترو في الجزيرة يا عاصم.. مش هنعرف نسيطر ولا ايه
تفوه عاصم بالحديث الجاد مثله وهو يحاول أن يجعله يشعر بالاطمئنان ولو قليل على الرغم من أن الوضع لا يسمح
من بكرة الصبح هطلع حراس يلفوا في الجزيرة كلها من شرقها لغربها وأي حد خاېن معروف مصيرة ايه
قال بقوة وهو يسير بيده إلى الداخل
غورو الراجل ده بس علموه الأدب الأول..
ثم أكمل بقسۏة وصرامة ونظرات عينيه مخيفة للغاية ولكن كلماته كان لها مغزى واضح وصريح
عايز الجزيرة كلها تعرف أننا قتلناه
أومأ إليه عاصم وقد أدرك ما الذي يريد الوصول إليه
تمام
أبتعد يخرج تاركا إياهم معه يفكر في ذلك طاهر الذي لا يريد أن يرحم نفسه من يدي جبل هو من يحفر قپره بيده ويسارع متعجلا بالولوج إليه.. يا له من غبي..
بعد مرور عدة أيام
جلست شقيقتها جوارها على الفراش في غرفتها نظرت إليها بعينيها الزرقاء مطولا بعمق وشفتيها تود التحرك بالحديث ولكنها تعود عنه..
رفعت زينة وجهها إليها وهي تعلم أنها تود قول شيء منذ أن جلست معها فقال بجدية ناظرة إليها
اتكلمي قولي اللي عايزة تقوليه
رفعت عينيها وبقيت أمام سوداويتها مباشرة متسائلة باستغراب
عرفتي منين إني عايزة أقول حاجه
ابتسمت برفق قائلة بهدوء
شكلك بيقول إن في كلام جواكي ومش عارفه تطلعيه
خرجت الكلمات منها بعفوية تامة وهي تتابعها تتسائل
أنتي إزاي حبتيه بالسرعة دي
للحظة بقيت بعينيها تنظر إليها تحاول أن تفهم ما الذي تقصده وما الذي تتسائل عنه ما يأتي على خلدها لم تكن تصدقه فقالت
هو مين ده اللي حبيته
اجابتها بهدوء وثقة
جبل
استغربتها كثيرا واستنكرت حديثها فتابعت هي الأخرى تتسائل مضيقة عينيها عليها
حبيته! مين قال إني حبيته
اعتدلت في جلستها أمامها وأردفت قائلة بجدية شديدة ما تراه أمامها
أنا حاسه بكده.. نظراتك في الفترة الأخيرة ليه كلامك معاه سكوتك عن قعدتنا هنا مع أنك كنتي رافضة أوي وعد اللي سيباه ياخد مكان يونس في حياتها
قالت هي الأخرى بجدية وقوة توضح لها ما تفعله معه وأن كان حب أو لا
نظراتي وكلامي معاه ميقولوش إني بحبه أبدا هو يمكن في الفترة الأخيرة فعلا اتغيرت شوية بس ممكن تكون شفقة أو حزن عليه.. على قد ما هو صعب زي ما أنتي شايفة بس عادل وبيعرف يتصرف وأتاخد على خوانة
أشارت بيدها بقلة حيلة وعدم معرفة وهي تقول
بالنسبة لحكاية قعدتنا هنا فأنا دلوقتي مراته ومش عارفه هنمشي امتى ولا هاخد حقي ولا لأ ووعد دي الحاجه الوحيدة اللي ممكن أكون مبسوطة بسببها
أكملت وهي تعلم أن دوره في حياة ابنتها الشيء الوحيد الجيد الذي يفعله معهم وهذا سبب من الأسباب الذي تدفعها للتكملة معه فقط لأجل ابنتها
وعد اتحرمت من يونس بدري وبقت يتيمة أنا شايفة جبل بيعوضها وبياخد دور أبوها علشان تعرف تعيش
نظرت إليها شقيقتها للحظات ثم باغتتها بذلك السؤال وهي تتابع عيناها
يا ترى هياخد دور جوزك ويقدر يقوم بيه زي ما قام بدور الأب لوعد
حركت كتفيها بعد أن نظرت للبعيد تفكر في كلماتها التي دلفت قلبها مباشرة وعقلها لم يتركها دون التفكير بها
معرفش
سألتها مرة أخرى
لو عمل ده هتفضلي معاه!
وقفت زينة على قدميها تبتعد عنها تسير في الغرفة تعطي إليها ظهرها وحقا لا تستطيع تحديد موقفها تجاهه
معرفش بردو.. بس في حاجات كتير أوي تمنعني أعمل كده.. الجزيرة بيحصل عليها حاجات مقدرش استحملها وهو بيعمل حاجات......
بترت حديثها عندما علمت أنها تدلف باشياء لا تدري بها شقيقتها ومن المفترض ألا تدري بها أبدا.. سألتها هي بعدما قطعت حديثها بفضول
بيعمل ايه كملي!
حاولت التغاضي عما كانت ستتفوه به وقالت كلمات أخرى حقيقة للغاية تعذبها عندما تدرك أنها لا تفهم شيء ولا تستطيع الاختيار
بيعمل تصرفات غريبة وحاجات أغرب مش فهماه مش عارفه هو الخير ولا الشړ مش عارفه أقدر أكمل على الجزيرة وأشوف نهايتها ولا مش هستحمل
سألتها بثقة
أقولك أنا!
أومأت إليها قائلة
قولي
أردفت بتعقل وكلمات عقلانية لم تعتقد أبدا أن تخرج منها يوما ولكنها كانت تعلم أكثر بكثير مما تعلم به شقيقتها وواجهتها باشياء لا تستطيع حتى التفكير بها
هتكملي معاه عيونك بتقول إنك محتاجه ده.. يمكن أنا صغيرة وساذجة ومعرفش أتصرف من غيرك في أي حاجه وأنتي كنتي الأمان ليا بس أنتي محتاجة أمان لنفسك من بعد يونس ومش هيكون غير جبل
نفت ما تقوله بقوة وبغض
أكيد لأ.. أنا مقدرش أكون الإنسانة اللي موجودة معاه بجسمها بس كمان في ظل الظروف دي
سألتها ثم أجابت هي أيضا بثقة وتأكيد
ومين قال كده.. أنتي هتبقي معاه بقلبك
وضعت يدها على موضع قلبها وتذكرت زوجها يونس الذي قامت بخيانته مع شقيقه ومحت كل ذكرياته من عقلها في تلك الساعة المشؤومة
قلبي مفيهوش غير يونس وبس حتى وهو مش موجود
وقفت إسراء هي الأخرى وتقدمت منها تضع كف يدها على كتفها وقالت برفق ولين
يونس الله يرحمه من خمس سنين أظن قلبك حل عليه الجفاف ومستني اللي يرويه
استدارت زينة تنظر إليها باستغراب جلي وذهول لكل ما تفوهت به حتى الآن فهذه ليست شقيقتها
أنتي جايبه الكلام ده منين
ابتسمت إليها بهدوء وتفوهت قائلة بكلمات أكثر تعقل ولكن نبرتها كان ينبع من داخلها كل معنى تقوله ويظهر على تعابيرها مع كل كلمة تغيرها من حب إلى اشتياق إلى لهفة وكأنها واقعة في الحب حقا
كلام أغاني.. بس حقيقة.. القلب محتاج

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات