السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل التاسع بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

ورغبته الملحة في الاقتراب منه والغوص داخل أمواجه لمعرفة أسراره المكنونة في أعماقه..
دوما ما كانت سريعة الفهم جيدة التركيز ولكن الآن سرعة الإدارك لا تعمل عندها ترى كل شيء وتستغرب حدوثه تبصر بعينيها أفعاله ولا تصل إليها أهدافه..
تنهدت بعمق تخرج زفرة حادة من صدرها المكبوت تستغرب أفعاله تجلس الآن جلسة صافية مع حالها لتحاول إدارك ما الذي يحدث وما الذي يريد فعله..
هل تعيد على عقلها كل ما حدث منذ بداية الأمر لتحاول الفهم أم ماذا!..
نعم ستفعل ذلك.. بداية الأمر أنه كان باردا معها متجبر ومتكبر أشعرها بأنه لا يبالي وجودها.. حضورها أو غيابها لا يعينه
ثم في الخطوة التالية أظهر إليها قليل من حقيقته فقط ليجعلها تهابه.. لم تخضع له ولم ترتوي بحديثه فازاح القناع عن وجهه وأظهر إليها ما بداخله لتقع خائڤة والرهبة تزحف إلى قلبها وعقلها وارتجاف جسدها ما كان إلا ړعبا منه..
رأت وجهه الحقيقة للبشر تحديه لها عنفه معها وتهديده الصريح والواضح والأسوأ والأسوأ من كل ذلك مرة بعد مرة إلى أن بغضته شعرت بالكراهية الشديدة تجاهه لو كانت نالت الفرصة لقټله لفعلتها وهي بالفعل حاولت..
عندما قام بانتهاك ما لا يحق له أنه فعلها مرة واحدة منذ أن كتبت زوجته والآن أدركت لما فعلها فقط ليريها أنه يستطيع فعل أي شيء وبأي وقت ليجعلها تعلن أنه الأمر الناهي والمتحكم الوحيد والقاضي الذي يحكم وينفذ
عندما عارضته ورفضت هيمنته عليها علم كيف يستطيع أن يجعلها تنظر إلى عيناه الخضراء القاسېة بكل قهر وكسرة علم كيف يشعرها بالمذله والضعف ولم يبخل عليها في فعل ذلك بل منذ أول لحظة لها معه نهب أنوثتها وحريتها..
أقترب منها مرة واحدة فقط! ولم يفعلها ثانية ثم من بعد ذلك حاولت التأقلم وفهم ما يحدث فبادر هو بمعاملتها أفضل من السابق..
تغيره معها جعلها لا تفهم شيء أبدا بدأت تتحدث معه هي الأخرى ليس أفضل ولم تتقبله بعد ولكن تتحدث معه..
أصبح أب لابنتها لاحظت تغير واضح في حياة ابنتها بعدما أصبحت تنادية باسم والدها وقد شكل هو هذا الدور حقا معها منذ أن تزوج منها.. ترى حبه إلى الطفلة ظاهر بعينه وترى حب الطفلة إليه فتخاف أن تفعل شيء يفقدها ذلك الحب والحنان منه لأنها حرمت منه مبكرا.. هل وجود جبل الآن يعوض ابنتها عن والدها يونس
هل تبقى فقط لأجل ابنتها أو لأجل نفسها وتحاول خوض حياة أخرى معه!..
وقفت على قدميها ودق قلبها بعد ذلك الهراء الذي هتف به عقلها ما الذي تتفوه به ما الذي تفكر به..
لوعة فراق زوجها المحب أثرت عليها أم ماذا!
آخر ما حدث تلك الړصاصة التي أخذها بدلا منها لقد كان يعلم أنه سيموت أن أتت به ولم يتردد في فعلها بل بصدر رحب استدار ليجعل نفسه في المواجهة
ثم هتف بكلمة زوجتي بكل حړقة خوفا عليها!..
ما هذه التراهات!.. ما الذي يريده من كل هذا أو ما الهدف منه ما الذي تفعله هي وما الذي ينتظرها بعد..
احتارت في وصف مشاعرها واحتارت في الوصول إلى بر جاف تقف عليه! لن توصل إلى مرسى معه إلا بعد أن تسير في دروبه جميعها سوى أن كانت قاسېة أو

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات