السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سجينة جبل العامري الفصل الثامن بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

قائلة
شايفة.. شايفة الوليه قريبتك بتعمل ايه
تقدمت السيدة من الشباك التي تقف به ليالي وقالت بهدوء
افتحيلها يا خالتي ليالي بلاش فضايح كل يوم معلش افتحي
روحي يا صالحة.. روحي دارك 
انسحبت بهدوء بعد أن صړخت بوجهها أنها تعلم أن هذه فتحية ليس لديها رقيب ولا أحد يحاسبها على خطأها
تفوه ولدها الذي يقف أمام زوجة أخيه قائلا يحاول أن يتوصل لحل وسط
هاتي يا فتحية المفتاح وأنا اجبلك اللي أنتي عايزاه من فوق
تشدقت وأصدرت صوت مزعج من فمها تشير بيدها إليه تقول بحدة وسخرية وهي تهينه
أنت عايز تدخل شقتي يا حرامي الهون يلا يا حرامي
لقد أهانته حقا في منتصف الشارع والجيران تنظر إليه. لقد كان هذا ماضي ولا يعلمه أحد والآن هي جعلت الجميع يتسائل ما الذي سرقه منها..
أشار إلى نفسه قائلا
أنا حرامي طب وريني هتدخلي إزاي
أجابته بتأكيد وثقة تسخر منه
حرامي وستين حرامي يا ابن الكلب
أشار بيده وهو يتقدم من باب المنزل ليدلف فقد جعلته لا يستطيع الرد عليها من الأساس
غوري من هنا يلا يا بت
استمع إلى صوت والدتها وهي تقول بحړقة
تغور.. مافيش غيرك يتكلم يا حرامي والله لاخليك مرا زي أمك
نظر إليها وابتسم بسخرية وتهكم يهتف
ودي هتعمليها إزاي
تشدقت هي الأخرى تفعل كما فعلت ابنتها تصيح پغضب
هي لسه هتتعمل ما أنت مرا يا ولا..
نظرت إلى الجيران في شرف منازلهم ثم صاحت بعلو صوتها
يلا يا شارع مفيهوش راجل
وأخذت تسب الناس وشقيق زوج ابنتها لا تخاف من أحد تعلم أن ليس هناك من يردعها عما تفعله فاستمرت في الصړاخ وضړب الباب بالحجارة بعد أن دلف شقيق زوجها..
سيدة بهذا العمر وبعد كل هذه السنوات التي مرت في شقاء وتعب تأتي فتاة بعمر بناتها وأصغر تفعل بها هكذا في منتصف الشارع وتجعل الجزيرة بأكملها تتحدث عما فعلته معها ويتناقلون الألفاظ والكلمات التي نعتتها بها..
سيدة من مليون سيدة تمر بهذه الظروف بعد التربية والتعب بعد الشقاء عليهم ومواجهة حياة صعبة لأجلهم بعد أن تجعل كل واحدا منهم يصل إلى مرسى يبدأ منه أسرة سعيدة يقومون برميها بالحجارة وسبها أمام العالم..
هذه كانت مكافأة نهاية الخدمة لها!..
رفعت بصرها إلى سقف الغرفة التي تجلس بها وتمتمت بهدوء وخفوت تخرج الكلمات من شفتيها دون ملامح
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم
الإبن لا يعلم ما أثر دعوة كهذه تخرج من قلب أم مفتور على حياتها الضائعة بينهم قلب ېحترق بالنيران الملتهبة لأجل ذالك العطاء الوفير والمستمر الذي يخرج منها إليهم دون أي مقابل فقط لأنهم أبنهائها وهي والدتهم..
شعور بالضيق والحسړة أحتل كيانها وهي تجلس وحيدة تفقد أبنائها وكأنها لم تنجبهم من الأساس..
أتى على خلدها ولدها الآخر الذي تغرب بعيدا عنها وترك زوجته وأولاده معها فقد أحسن إليها فوجدت نفسها تتمتم بنفس الخفوت
ربنا يديك ويرضيك ويوقفلك ولاد الحلال يابني
هذه الدعوة أيضا لا تدري ما السر بها لتجعل السعادة تحل عليك من كل جانب وتأتي بالرزق الوفير والمستمر إنها دعوة من قلب أم بات مجبورا من ولدها ففتحت له أبواب السماء تستقبل دعوتها بصدر رحب لتكون دعوة واجبة التنفيذ..
شتان بين هذا وذاك ولكن أنت الوحيد الذي يقرر ما الذي تريده من شفتاي والدتك دعوة تدوم العمر بأكمله بالحياة والرضا والصلاح أو دعوة تقضي على حياتك ومماتك أيضا تقابل بها ربك وتكن سبب كافي غير كافة ذنوبك لتمنعك من رائحة الجنة..
منذ أن أتت إلى هنا وهي تراه ذلك الحيوان الذي لا يرتضي أبدا يفعل ما يشاء وما يحلو له

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات