رواية ثري العشق والقسۏة الفصل السادس بقلم اية العربي
ميشيل في حالة من القلق والترقب تراوده دوما بخصوصه يخشى هدم ما بناه لسنوات لقد بنى معمار عظيم داخله من القسۏة والجمود واستعان بأمهر الأدوات كي يقاوم هذا البناء كل المبادئ والتساؤلات لن يسمح بسقوطه لن يسمح أبدا فسقوط صقر وحطام شخصيته الحالية يعد مقپرة له ولعائلته
تجلس ناردين مع مايا تمرر يدها على خصلاتها بحنو مردفة بصدق وهي تنظر داخل عينيها
قوليلي بقى عملتى كدة ليه يا مايا
تأفأفت مايا بضيق ثم أبعدت يد شقيقتها وتحدثت بتهكم
يو بقى يا ناردين هتبدأي مواعظ ونصايح أنا زهقت منها أنا مش لسة صغيرة أنا كبيرة وواعية وأعرف مصلحتى كويس
تمام تمام يا مايا إنت كبيرة وواعية وعارفة مصلحتك وبتخرجي وبتسهري في أماكن مش كويسة تمام لو هي دي الحياة اللى إنت حابة تعيشيها أوكي كملي لو شايفة في ده متعة ليكي استمري بس يا ترى اخر ده ايه هتفضلي كدة لامتى سنين عمرك وحياتك فايدتهم إيه افدتى الناس بإيه
مدت يدها تلقن موضع عقل شقيقتها بأصابعها عدة مرات مرددة بقليل من الحدة
عقلك ده لازم يشتغل عقلك اللى ربنا ميزنا بيه عن كل المخلوقات لازم يفكر والا هتبقى زيك زي أي جماد
التقطته ناردين فهي تعلم شقيقتها لذلك اكملت بنبرة لينة وحنو لتنجح في التأثير عليها
مايا إنت قيمتك أغلى من كدة أغلى من البنات اللى أنا شوفتها في المكان ده إنت مكانتك عالية عنهم كلهم مافيش بنت من البنات دي تصلح تبقى قدوة لنفسها أو حتى للمجتمع مافيش بنت زيهم كدة ذكرها التاريخ بإنها كانت عظيمة أو مؤثرة أو شاعرة أو أي شخصية ناجحة كلهم للأسف بيعيشوا لمتعتهم وبيموتوا وهما بيدوروا على متعة جديدة لإنهم مشبعوش كلهم بيخسروا
أنا مش بقولك متستمتعيش بلعكس اخرجي وانبسطي وسافري واتعرفي على ناس بس اتعلمي حاجات تفيدك مش تضرك خدي من كل حاجة مش كويسة عبرة ومن كل حاجه كويسة علم وفايدة إنت تستاهلى الأفضل يا مايا
قضمت شفتيها بتفكير في كلمات شقيقتها لم تتحدث بل صامتة عقلها لم يصب لمرحلة اكتمال النمو بعد مثلها كحال بنات عهدها يردن التمتع والتلذذ بالملذات فقط ولكن هناك جزء تأثر بهذا الحديث الذي يبدو منطقي لذلك نظرت لها بعد مدة وقالت
أنا ممكن أبطل أروح الأماكن دي يا ناردين بس أصحابي مش هبعد عنهم هما بيحبونى وانا كمان بحبهم
أومأت ناردين مدعية الإبتسامة وقالت برتابة
ماشي يا
مايا بس افتكري إن هنرجع مصر في وقت قريب ولازم تبدأي تودعيهم
تفاقم الڠضب داخلها من تلك السيرة وانتفضت تتحدث بتهكم لتعود لتمردها
يووو بقى بتفكريني ليه أنا مش موافقة أروح البلد دي ارجعوا إنتوا وسيبوني أنا مولودة هنا واتربيت هنا وعايزة اعيش هنا والكلام ده هقوله لبابي أول ما نرجع
تركتها واتجهت للحمام وجلست ناردين تتنفس لتهدئ من حالتها وتحاول ايجاد حل يبدو أن عليها إخبار والديها بالأمر
لنحلق للقاهرة ولنهبط على هذا المنزل
حيث شقة سامح
استيقظ لتوه على نداء زوجته زينب الحنون فتح عينه فلتقت بعينيها تقول بحب
صباح الخير يالا يا حبيبي اصحى الوقت اتأخر
تنهد بهدوء ثم تحدث بخمول