الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية دمعات قلب الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم رباب فؤاد

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الدمعة السابعة والثامنةوالعشرون
27 
جلستهالة على فراشها ترتب الملابس النظيفة التي غسلتها في غيابطارق الذي يمنعها من القيام بأي مجهود زائد ووافق_على مضض_ أن تقوم هي بالطهي حتى تعود والدتها من رحلة الحج.
وفي هدوء شردت بذهنها بعيدا وهي تتذكر الأيام التالية على معرفة طارق بحملها وبحور السعادة التي أغرقها فيها زوجها بحبه وحنانه ورقته معها.

كانت لمعة عينيه وابتسامته العذبة تثير في جسدها قشعريرة لذيذة كلما نظرت إليه وتزيد من دقات قلبها التي تبدو وكأنها تهتف باسمه.
وهو كان لا يألو جهدا في سبيل إسعادها وتعويضها الأيام السابقة...وتعويض نفسه أيضا.
كانت تشعر بالصدق في عينيه وصوته وهو يهمس في أذنيها بكلمات العشق والغزل.
كما كانت تشعر بلهفته عليها وهو يساعدها بأعمال المنزل منذ أصبح زوجها فعليا وكأنه يخشى أن يرهقها بطلباته.
كانت تشعر بطارق مختلف...مختلف كزوج وحبيب و...رجل.
وارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها وهي تتذكر خروجها معه كزوجة تتأبط ذراعه للمرة الأولى أمام العالم وهو يصحبها وأطفالها في رحلة سريعة إلى الملاهي.
وبعينين حالمتين رفعت كفها اليسرى إلى مستوى نظرها لتتأمل دبلته الذهبية الجديدة التي أحاط بها بنصرها خلف دبلة أخيه التي رفض أن تخلعها.
وبكل الحب الذي تحمله بين شرايينها لهذا الرجل قربت كفها لتلثم دبلته بعمق وهي تهمس حفظك الله لي ولابنائنا.
ثم أعادت كفها لتتحسس برقة بطنها الذي يحمل ثمرة هذا الحب.
كانت سعادتها بهذا الحمل لا تضاهيها سعادة سوى سعادتها بحملها الأول.
فحينها كانت سعيدة لأنها ستصبح أما
ولكنها الآن سعيدة لأنها ستصبح أما لطفله...لكائن صغير نصفه لها ونصفه له.
لحظتها تذكرته حينما طلب منها ألا تنظر إليه حتى لا يشبهه المولود
وبابتسامة ناعمة نقلت عينيها إلى المنضدة المجاورة لفراشهما والتي حملت صورة جماعية لها معه ومع أبنائها.
تناولت الصورة ذات الإطار الأنيق وتأملتها قليلا
لا تزال تذكر اليوم الذي أصر فيه طارق على أن يذهبوا جميعا إلى المصور ليلتقط لهم صورة جماعية.
حينها برر إصراره هذا بأنه لا توجد صورة تجمعهما سويا كزوجين وهذه الصورة بدلا عنها
ولكن المصور أوقف كل منهما في جانب بينما وقف الأطفال في المنتصف وكأن طارق و هالة يحيطانهما بالحب والحماية.
وبكل الحب الذي تغلغل في أعماقها لهذا الرجل تحسست ملامحه في الصورة وهي تتأمل نظرة عينيه الحنونة والتي لا تخلو من نظرة شقاوة تذكرها بإبنها الأوسط هاني.
ثم ما لبثت أن قربت الصورة من وجهها لتلثم وجهه في الصورة بحنان وتتخيله أمامها وهي تبثه حبها
كانت تفتقده في شدة هذا الصباح وكأن وجوده معها هو وحام الحمل الجديد
فقد خرج إلى المستشفى بعد صلاة الفجر مباشرة ولم يوقظها كعادته منذ علم بحملها خاصة وأنه يوم السبت ولن يذهب الأولاد إلى المدرسة
ولهذا فهي تشعر وكأنها لم تره منذ زمن رغم أنها كانت بين أحضانه طوال الليل
تنهدت في عمق وهي تعيد الصورة إلى موضعها وتسللت ابتسامة شقية إلى شفتيها وهي تتخيل رد فعلطارق حين يعلم أنها غسلت ملابسه المتسخة دون علمه وتوقعت أن يهتف بها في عصبية قائلا ألم أقل لك ممنوع الإرهاق أو المجهود الزائد ألم...
وعلى حين غرة قطع تخيلاتها دخول ابنهاهاني المفاجئ إلى غرفتها هاتفا في فزع ماما...هيثم يمسك بطنه ويتأوه من الألم.
ألقتهالة ما في يدها ونهضت مسرعة إلى حجرة ابنيها لتجدهيثم يتلوى من الألم واضعا يديه الصغيرتين على جانبه الأيمن فسألته في جزع ماذا بك ياهيثم أين الألم
أشار إلى جانبه الأيمن ولسانه لا ينطق سوى بتأوهاته من شدة الألم وهذا ما جعل قلبهالة يهوي من بين ضلوعها لا بد وأنه يشكو

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات