رواية دمعات قلب الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم رباب فؤاد
من الزائدة الدودية إلا أن قلبها دعا الله أن يخيب ظنها وحاولت تهدئة ولدها قائلة لا تقلق يا حبيبي. إنه مغص عادي وسيزول سريعا. هل تستطيع تحريك ساقك اليمنى
قالتها وهي تلمس ساقه عفوا فازداد صړاخهيثم وأيقنت خطۏرة الموقف فهتفت بهاني قائلة أحضر الهاتف فورا.
وبأصابع مرتجفة ضغطتهالة أرقام هاتفطارق المحمول لتجد رسالة مسجلة تفيد بأن الهاتف مغلق حاولت مرة ثانية وثالثة دون جدوى.
سألتها الممرضة بلهجة روتينية من أنت
هتفت بهاهالة في عصبية قائلة وما شأنك أنت صليني به سريعا فالأمر خطېر.
همتهالة بالصړاخ في وجهها ثانية حينما صك مسامعها صوتا أنثويا هادئا يقول من الطرف الآخر في رقة ألو...ماذا هناك
استغاثتهالة بصاحبة الصوت الرقيق وقالت في لهفة صليني بالدكتورطارق حفني إذا تكرمت. ابني يتلوى من الألم وهاتفطارق المحمول مغلق.
تفجرت الدموع من عينيهالة واختنق صوتها وهي تقول صليني بأي دكتور آخر إذا أخشى أن ابني يعاني من مغص الزائدة الدودية.
تشبع الصوت الهاديء بلهجة اهتمام وصاحبته تقول لا تقلقي يا سيدتي أنا دكتورةسمر زوجة الدكتورطارق. أخبريني بالأعراض التي يعاني منها ابنك يا مدام...ما اسمك
فقد اتسعت عيناها في ذهول وأفلت حلقها شهقة رغما عنها وهي تكاد لا تصدق أذنيها.
فالمتحدثة لم تقلزميلة الدكتورطارق أو حتى زوجته السابقة بل قالت زوجة الدكتورطارق...
وفي رد فعل سريع لصډمتها خرج صوتها متحشرجا يقول أناهالة شوقي زوجة دكتورطارق.
الدمعة الثامنة والعشرون
28
اندفعطارق في سرعة ولهفة إلى شقته عبر بابها المفتوح وهرع إلى غرفة الأولاد ليرىهيثم راقدا على فراشه وطبيب الإسعاف يفحصه في دقة بينما وقفت هالة إلى جواره ودموعها ټغرق وجهها الشاحب الذي رفعته إليه للحظة ثم ما لبثت أن أدارته بعيدا ولم ينتبهطارق لذلك إذ خاطب طبيب الإسعاف قائلا أنا دكتورطارق حفني والدهيثم ماذا به
قالطارق بثبات أنا جراح وسأنقله إلى المستشفى الذي أعمل به.
وأشار إلىهالة بلهجة آمرة قائلا ابق أنت هنا بصحبةهانيوهند و...
قاطعته بإصرار وتحد قائلة ابني لن يذهب للمستشفى وحده سأتركهاني وأخته عند جارتي لقد تركتني منذ قليل لتجيب الهاتف.
حاول الاعتراض قائلا ولكن صحتك...
قاطعته ثانية وهي تقول بلهجة لم يعتدها حبي للقادم لن يكون أكثر من حبي لإبني البكر ولن أحتمل الجلوس هنا وابني في غرفة العمليات.
عقد حاجبيه للحظات وهو يتأمل نظرتها المتحدية التي تعمدت أن ترمقه بها قبل أن يقول حسنا..أعدي حقيبة هيثم.
مسحت دموعها بكبرياء وأنامل مرتجفة وهي تومئ برأسها إلى حقيبة صغيرة مجاورة لقد أعددتها بالفعل. هيا بنا.
وبمجهود نفسي خارق حاولت السيطرة على أعصابها كي لا تفقدها أمام طفلها الذي يتلوى من الألم وجلست على الأريكة الخلفية لسيارة طارق بينما وضع ابنها رأسه في حجرها وترك كفه بين كفيها وكأنما تشحنه بقوة حنانها.
كان القلق يبدو جليا