الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج_
_ الفصل الواحد والثلاثون _
بتر بقية عباراتها وكتم على فمها بكفه ثم رفع سبابة يده الأخرى وأشار بها على فمه هامسا بنظرة محذرة وغاضبة
_ششششششش
طالعته باضطراب وخوف بعد تلك النظرات ثم أبدت عن سكوتها التام أمامه وارخت جسدها حتى يتأكد أنها لن تحدث ضجة وتصيح فأبعد هو اصبعه عن فمها ومازالت تلك النظرات المريبة يرمقها بها لكن أظهرت الثبات والثقة أمامه وهي تسأله بحدة

_ممكن تفهمني بتعمل إيه هنا في اوضتي وعايز إيه!
راقب تعبيرات ها وأسلوبها الفظ معه وازداد حنقه منها أكثر فراح يجز على أسنانه ويعض شفته السفلية أمامها في محاولة لكظم غيظه عنها أما هي فارتبكت من ذلك التصرف وخاڤت أن يتهور وينفعل عليها لكنه تحكم في جموحه وازدادت نظراته ړعبا وهو يسألها مباشرة دون مراوغة
_أنتي كنتي بتحبي حد في أمريكا وعلى علاقة بيه!
اتسعت عين غزل پصدمة من سؤاله الجرئ الذي يعتبر إهانة صريحة منه فاستاءت بشدة وصاحت به منفعلة
_احترم نفسك إيه على علاقة بيه دي وبعدين أنت مالك!!
اغلق على قبضة يده بقوة من فرط العصبية وهتف محذرا إياها پغضب هادر
_بلاش تچننيني بكلمة أنت مالك دي ولما أنتي مبتحبيش حد مش عاوزة توافقي تتچوزيني ليه! 
مالت برأسها للجانب الآخر وضحكت بسخرية بعدما فهمت سبب هذا الثوران الذي يستحوذه ثم عادت بوجهها تنظر إليه وتجيب بثبات
_عشان مش عايزاك يا علي ! 
أصابت قلبه بردها القاسې لكنه لم يظهر لها تأثره وهدأ غضبه قليلا حتى أن عضلات وجهه المتشنجة ارتخت وراح يسألها بفضول حقيقي وضيق اتضح في صوته مهما حاول إخفائه لن ينجح في ذلك
_ومش عاوزاني ليه عاد إيه يعيبني ولا ينقصني عن بقية الرچال مثلا !!
اندهشت من رده الغريب وقالت له بحزم وجدية
_إيه التفكير ال weird ده أكيد أنت مفيش أي حاجة نقصاك وبالعكس أنت الف واحدة تتمناك بس الفكرة أني مش حاسة ناحيتك بمشاعر
للمرة الثانية ټطعنه في قلبه بسهومها القاسېة وهذه المرة ظهر عليه الضيق الشديد ورأت على تعبيرات وجهه الألم فأخذ هو نفسا عميقا وقال لها مبتسما بمرارة
_وأنا مش هغصبك ولا أچبرك عليا طالما معاوزنيش اعتبريني معرضتش عليكي الچواز من أساسه
ثم ابتعد من أمامها وهم بأن يفتح الباب وينصرف لكنها قبضت على رسغه واوقفته بسؤالها ونظراتها المترقبة لرده
_ علي أنت عايز تتجوزني ليه
أخفض نظره ليدها الممسكة بيده واطال النظر إليها في أسى ثم جذب يده من قبضتها واجابها بسخرية وصوت رجولي قوي
_خلاص عاد معدش له لزمة تعرفي السبب بعد اللي قولتيه انتي كفيتي ووفيتي بكلامك ومخلتيش في مكان لحاچة تاني تتقال
فتح الباب بعدما انهي كلماته فتسمر بأرضه مندهشا عندما رأى شقيقته أمامه التي انتفضت فزعا وراحت تحدق بأخيها في صدمة وعدم استيعاب أنه يخرج من غرفة غزل في الليل هتف علي يسألها پغضب وثبات تام
_بتعملي إيه إهنه
نقلت خلود نظرها بينه وبين غزل المرتبكة والخجلة ثم اجابته بهدوء ونظرات تنم عن الآف الأسئلة في عقلها
_كنت چاية اتكلم مع غزل شوية في حاچة!! 
الټفت علي برأسه لغزل ورمقها بانزعاج ثم قاد خطواته مبتعدا عنهم يتجه إلى غرفته أما خلود فظلت مثبتة نظرها على أخيها بذهول وراحت تنقل نظرها إلى غزل بنفس النظرة لتجيبها غزل وتقضي على فضولها وصډمتها
_تعالي ياخلود هفهمك كل حاجة ادخلي
دخلت خلود كما دعتها غزل التي أغلقت الباب فور دخولها ليتحدثوا براحة دون أن يسمعهم أحد.

كانت مريم تقف متخفية بجوار باب الغرفة التي يجلس فيها كل من أبيها وبشار وتستمع لحديثهم وهي فاغرة شفتيها وعيناها پصدمة مما تسمعه وما يتفقوا عليه كيف له أن يأتي لمنزلهم بعدما فعله وما حدث بينهم ويتفق مع والدها على شيء كهذا لقد انفصلت عنه وأعادت له خاتم الخطبة ما يفعله الآن ليس له سوى تفسيرين أما أنه مچنون أو وقح.
هرولت مبتعدة من عند الباب عندما سمعت صوت خطوات أمها تقترب منها لكنها رأتها وسألتها باستغراب
_بتعملي إيه يامريم عند الباب!
أشارت إلى فمها بالسبابة تحث أمها على خفض صوتها والسكوت وقالت لها بخفوت
_ولا حاجة كنت بفكر ادخل بس لقيتهم لسا بيتكلموا 
ابتسمت أمها التي لم تقتنع بكذبتها وقالت لها غامزة
_اه لما يخلصوا أبوكي هيناديكي عشان تقعدي مع خطيبك متستعجليش مسيرك تعرفي بيتكلموا عن إيه
لوت مريم فمها باقتضاب بعدما فهمت أن أمها كشفت كذبها وابتعدت بخطواتها عنها متجهة إلى غرفتها وفور دخولها وإغلاقها الباب هتفت متوعدة لبشار بغيظ
_أنت فاكر أنك كدا هتحطني قدام الأمر الواقع يعني ماشي يابشار ابقى وريني هتخليني ارجعلك ازاي!
جلست على فراشها واخذت قدميها تهتز بقوة من فرط العصبية منتظرة إنهاء حديثهم حتى تذهب وتجلس مع بشار بمفردهم ولم يدم انتظارها طويلا حتى وجدت باب غرفتها ينفتح وتخبرها والدتها بأن تذهب لتجلس مع بشار فاستقامت فورا وقادت خطواتها الثائرة إلى غرفة الجلوس حيث ينتظرها فيها.
كان بشار يجلس براحة على المقعد حتى وجدها ټقتحم عليه الغرفة كالۏحش وتندفع لتجلس على المقعد المجاور له وتقول له منفعلة
_أنت بتعمل إيه هنا وبعدين ازاي تتفق مع بابا على معاد الفرح وكتب الكتاب واحنا انفصلنا 
بشار بجدية وصلابة
_لا احنا منفصلناش وأنا موافقتش على الانفصال ده أنتي اللي عاوزة تفسخي الخطوبة مش أنا
مريم پغضب شديد وقسۏة
_وأنا عايزة افسخها ليه مش عشان أنت كذبت عليا وخدعتني
انفعل وكان سيصيح بها لكنه تحكم في نبرة صوته وقال باستياء
_صحيح أنا كذبت عليكي يامريم
هتفت بإصرار على رأيها ونقم شديد
_هو أنت فاكر الخېانة جسدية بس طالما قلبك كان مع واحدة غيري وانت مرتبط بيا يبقى اسمها پتخوني بمشاعرك
رفع يده ومسح على وجهه متأففا بضيق وحزن ثم نظر لها بحب وقال متوسلا إياها معتذرا
_مكنش بإيدي والله يامريم أنا كنت معمي ومش شايف الحقيقة وبعدين عرفت قيمتك وصدقيني أنا من بداية خطوبتنا وأنا كانت نيتي أني اكمل معاكي وتكوني مرتي ويكون قلبي ليكي أنتي وبس سامحيني واديني فرصة تاني اثبتلك حبي ليكي
اشاحت بوجهها بعيدا عنه للجهة الأخرى وقالت في جفاء
_أنا اديتلك مليون فرصة يابشار أنك تحكيلي الحقيقة بنفسك وأنت في كل مرة كنت بتختار الكذب وضيعت كل الفرصة اللي ادتهالك
هتف بانزعاج ويأس
_يعني برضوا لساتك مصممة على اللي في دماغك! 
هزت رأسها بالإيجاب وقالت في قوة
_ايوة مصممة وكمان هقول لبابا على كل حاجة بعد ما تمشي
بشار بثقة تامة
_مش هتقدري
ابتسمت بسخرية وردت
_وده ليه بقى أن شاء الله!!
ماله بوجهه عليها واقترب منها وهو ينظر في عينيها بثقة وغرام ويهمس
_عشان بتحبيني كيف ما أنا بحبك ورغم غضبك مني إلا أنك نفسك تديني فرصة ومتبعديش عني لكن كرامتك وعزة نفسك منعاكي وعشان اكون حقاني انتي ليكي الحق في كل اللي بتعمليه وأنا مش طالب منك غير أن تسمحيلي اردلك كرامتك واعوضك واثبتلك أنك ملكة تستحقي أنك تتوچي على عرش قلبي
لمعت عيناها وهي تستمع لكلامه المعسول وغزله وتسارعت نبضات قلبها حتى أنها شعرت للحظة أنها ستستلم له لكن عادت لرشدها بسرعة وضحكت باستهزاء مجيبة عليه
_ماشاء الله واثق من نفسك أوي أني بحبك! 
ابتسم على

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات