السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والثلاثون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تماما وهي تستمع لنصائح خلود وأخذت تفكر في كلامها بعقلانية وحكمة لكن مازالت لم تحسم قرارها النهائي والتردد يلازمها ففهمت خلود وضعها وابتسمت لها باتساع ثم قالت لها برزانة
_خدي وقتك وفكري زين قبل ما تاخدي قرارك ومتتسرعيش عشان متندميش كيف ما ندمتي دلوك على اللي قولتيه
مطت غزل شفتيها بأسى وقالت في عبوس شديد ويأس
_تفتكري هو هيسامحني ولا هيبص في وشي تاني أصلا بعد اللي قولته أنا جرحت كرامته أوي
استقامت خلود واقفة وقالت لها ضاحكة وهي تغمز لها بلؤم
_راضيه.. ولا أنتي عاد بتعرفي تزعلي الناس منك بس ومبتعرفيش تراضي
سألتها غزل بلهفة ورجاء
_طيب ما تقوليلي اعمل إيه واصالحه ازاي أنتي أخته وأكيد فاهمة دماغه
هزت خلود كتفيها بجهل وردت بالرفض القاطع
_لا أنا معدتش بتدخل في حاچة واصل ودي حاچة بينك وبينه أنا مليش صالح بيكم راضيه أنتي بطريقتك عاد أنا كان عليا النصيحة وقدمتها الحمدلله
زمت غزل شفتيها للأمام بيأس وزفرت بقلة حيلة ثم ودعت خلود التي غادرت وتركتها تفكر في طريقة مناسبة وحل فعال لتجعله يسامحها ولكن قبل كل هذا يجب عليها أن تحسم قرارها في أمر الزواج.

داخل منزل عمران الصاوي.....
كانت آسيا تقف بشرفة الغرفة تراقب الطريق بأعين متلهفة وقلقة على زوجها وتحمل بحضنها ابنها الصغير تهزه بلطف ليتوقف عن البكاء ثم نظرت له وهتفت بأعين ممتلئة بالدموع
_كفاية بكا ياسليم حرام عليك أنا مش حاسة بروحي من كتر الخۏف على أبوك اللي مرچعش لغاية دلوك
سالت دموعها فوق وجنتيها بغزارة لا إراديا مجرد تخيلها أن يصيبه مكروه بسببها للمرة الثانية هذه المرة لن تسامح نفسها أبدا ظلت تدعو ربها أن يحفظ زوجها لها ويعود سالما لمنزله وكأن ربها استجاب لدعائها في لحظتها حيث رأت سيارته تقف أمام البناية ويخرج منها سالما فاتسعت بسمتها واشرقت عيناها بفرحة غامرة وأخذت تشكر ربها وتحمده ثم دخلت للغرفة بسرعة ومنها خرجت للصالة تنتظره فيها وهي تتنفس براحة حتى أن ابنها توقف عن البكاء كأنه يدرك كل شيء وهو أيضا فرح لعودة أبيه.
دقائق معدودة حتى سمعت صوت المفتاح في الباب ثم انفتح ودخل هو ثم اغلق الباب خلفه وتحرك للداخل يقصد غرفته لكنه توقف بمنتصف الطريق في الصالة عندما رآها تنتظره وهي حاملة ابنه في حضنها وتنظر له بعين تلمع بوميض العشق والفرحة فتجاهلها وتصرف ببرود كأنه لا يراها ولا يبالي بها ثم اقترب منها وعيناه عالقة على ابنه وأخذه منها ليضمه لصدره هو يمطره بوابل من قبلاته ويداعبه بالكلام ويضحك معه بحنو أبوي.
ضيقت آسيا عيناها بحيرة من تصرفه معها واختفت لمعة عيناها في ثانية وحتى بسمتها اختفت وحل محلها العبوس لكنها لم تهتم كثيرا وقررت أن تبادر هي في التحدث معه والاطمئنان عليه حيث سألته باهتمام
_عمران أنت كويس 
رد عليها بصوت ممتعض
_أنتي شايفة إيه!
لوت فمها بندم وقالت في ضيق
_أنا شايفة أنك لساتك زعلان مني
أجاب بحدة دون أن يحيد بنظره عن ابنه
_كويس أنك عارفة
أطلقت تنهيدة حارة بشجن ثم سألته بقلق
_طيب قولي عملت إيه روحتله!
لم يكترث لها وتصرف كأنه لم يسمعها ثم اتجه إلي الغرفة مع ابنه وظلت هي واقفة مكانها لثواني عابسة تفكر كيف ستنال رضاه عنها ثم تحركت وسارت خلفه إلى الغرفة وعندما دخلت وجدته جالسا بابنه على الفراش ويداعبه ويحادثه ويقهقه معه رغم أن سليم مازال صغير ولا يعي حتى لحديث ولا مداعبة أبيه لكنه يشعر به ويسمع صوته فيسكن عليه ابتسمت بحب وهي ترى تلك اللوحة الأبوية الدافئة ثم تقدمت منهم وجلست بجوار عمران ثم رفعت يدها وراحت تمسح فوق كتفه وهمت بأن تضع رأسها أيضا عليه لكنها وجدته يبتعد عنها نافرا بانزعاج ملحوظ ويهتف بجفاء
_هو مفيش عشا ولا إيه!!! 
تجمدت تعبيرات وجهها بعد عبارته وتعامله القاسې معها ثم أجابته بحزن
_حاضر هقوم أحضرلك العشا
ابتعدت عنه ثم استقامت واقفة وغادرت الغرفة متجهة إلى المطبخ وفور وصولها سقطت دمعة حاړقة من عيناها وتتابعتها الدموع وراحت تبكي في صمت واستمرت هكذا لدقائق حتى استعادت بأسها وبدأت في تحضير الطعام الذي استغرق تحضيره تقريبا خمسة عشر دقيقة ثم بدأت في نقل الصحون من المطبخ إلى طاولة الطعام بالصالة وكان هو يجلس على الأريكة يشاهد التلفاز بعد نوم سليم ويراقبها خلسة دون أن تلاحظ وهي تضع الصحون على الطاولة وبعد انتهائها استقام واقفا ثم اتجه للطاولة وجلس على مقعده وبدأ في تناول الطعام جلست هي على الأريكة وتابعته بترقب منتظرة منه أن يدعوها لتشاركه في تناول الطعام كما اعتادت منه فهو لا يأكل ولا يجلس على الطاولة دونها أبدا لكنه فعل هذه المرة ولم ينظر لوجهها وأكمل طعامه بكل أريحية متجاهلا إياها كأنها نكرة لا وجود لها شعرت بأنها ستفقد صوابها مجددا وستنهار باكية فهبت واقفة فورا واتجهت إلى غرفتها مسرعة قبل أن تفقد زمام التحكم بنفسها أما هو فالټفت خلفه تجاه الغرفة بعدما انصرفت وتوارت داخلها وتأفف بحنق ثم عاد ونظر للطعام بعدم شهية فقد كان ما يفعله للتو أمامه ماهو إلا عرض ليجعلها تدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته ويثبت لها غضبه الحقيقي منها ومن كذبها عليه في أمر خطېر كهذا قد يلحق بها وبابنه الأڈى لو أخفته عنه.

في مدينة مرسى مطروح......
كانت فريال تجلس على الأريكة المقابلة للفراش وعيناها عالقة في الفراغ شاردة الذهن الهدوء القاټل يهيمن على الغرفة بعد نوم أولادها في غرفتهم الداخلية طال جلوسها وحيدة حتى أصابها الملل فراحت تزفر بضيق وهمت بأن تلتقط هاتفها لتجري اتصال بزوجها وتسأله أين هو ولماذا تأخر لكن وجدت الباب ينفتح يعلن عن وصوله ورغم فرحتها بعودته إلا أنها سألته بتذمر
_كنت وين ياچلال كل ده أنا زهقت من كتر القعدة وحدي!
ابتسم لها وهو ينزع حذائه بجوار الباب ثم اتجه إليها وجلس بجوارها هامسا في غرام
_كنت بدور على هدية تليق ب لفريالي
لمعت عينيها بدهشة امتزجت بفرحتها وراحت تسأله بفضول
_أنت چبتلي هدية!
هز رأسه بالإيجاب في دفء فارتفعت بسمتها لثغرها وزينت وجهها وهي تتطلعه بترقب وحماس لمعرفة هديتها فيضحك هو على فضولها الطفولي ويغمز لها بمرح ثم يهتف
_غمضي عينك يلا
أغلقت عيناها فورا وهي تضحك متشوقة لمعرفة ماهو نوع الهدية التي اشتراها لها أما هو فأخرج من جيبه عبلة مستطيلة صغيرة الحجم وفتح العلبة ثم همس لها
_فتحي 
فتحت عيناها ببطء تجهز نفسها لرؤية ما احضره لها فسقط نظره على العلبة التي بيده وداخله عقد كلاسيكي ورقيق يتدلى منه نجمة مفرغة بفصوص لامعة فغرت عيناها وهي تحدق في ذلك العقد الذي كان ملكها لكن أخذته منه جليلة وقررت إيلامها بهذا العقد لمعرفتها أنه تحبه كثيرا وأنه هدية ثمينة من جدتها الحبيبة الراحلة نزعته من رقبتها في ذلك اليوم بكل غل ومزقته ثم كسرت تلك النجمة لنصفين أمامها.
مدت فريال يدها پصدمة إلى العقد والتقطته بحرص وسألته دون أن تحيد نظرها عنه
_ده العقد بتاعي ولا أنت چبت واحد شبهه!!
ابتسم بحنو على صډمتها ورد بخفوت جميل
_لا هو صلحته
رفعت نظرها عن

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات