رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون والاخير بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
عام حققت ذاتها والآن هي حرة سيدة نفسها لا يمكن لأحد أن يكسرها أو يحاول تحطيمها ومن كان لديه الجرأة ليفعل فليحاول ويلقى عقابه.
رفعت رأسها عن الأوراق عندما دخلت مساعدتها الخاصة وقالت
_في ضيوف مهمين من طرف مستر ادهم يا استاذة خلود وهو قالي اوصلهم لحضرتك وتشوفي هما محتاجين إيه
ردت خلود بثبات تام ووجه جامد
هزت رأسها بالموافقة وخرجت من الغرفة تاركة الباب مفتوح وكانت خلود قد أعادت رأسها تنظر وأوراقها مجددا إلى حين دخول هؤلاء الضيوف بعد لحظات سمعت صوت أنثوي يقول
_استاذة خلود
استقامت خلود واقفة لترحب بالضيوف وهي على ثغرها ابتسامة صادقة لكن سرعان ما تلاشت تدريجيا عندما سقط نظرها على مروان وهو بجواره تلك المرأة لم تكن أبدا تتوقع رؤيته مجددا وبالأخص بتلك الطريقة تبادلوا هم الاثنين نظرات الصدمة للحظات فلاحظت حتى لاحظت تلك المرأة فقالت له بتعجب
تملكت الصدمة من خلود وللحظة شعرت بأن كل ما بنته بالسنتين دمرهم هو بلحظة واحدة كانت نظراتها له تحكي ألف كلمة لكن سرعان ما تمالكت مشاعرها ونجحت في إظهار ثباتها وقوتها التي اكتبستها من نجاحها العملي وتحقيق ذاتها ووقفت أمامهم بكل ثقة وابتسامة خفيفة رغم أنه هو كان مازال يتأمل مظهرها المختلف كليا بذهول.. لولا أنه يحفظ شكلها جيدا كان ربما لن يعرفها.
_انتوا تعرفوا بعض ولا إيه!
سبقته خلود بالرد في ثبات وقوة شخصية طاغية وهي تمد يدها لتصافح المرأة
_لا خالص اهلا وسهلا بيكم اتفضلوا
مدت يدها وصافحت خلود ببشاشة ثم جلست على المقعد وجلس بعدها مروان وهو بعالم آخر من أثر الصدمة أما تلك المرأة فتحدثت وهي تشير إليه بيدها
التفتت خلود برأسها تنظر لمروان بابتسامة حكت الكثير وقالت مرحبة به
_اهلا بخضرتك يابشمهندش
ثم عادت بنظرها إلى زوجته وسألتها بلطافة
_اقدر تساعدكم ازاي
ردت زوجته وهي تمدح خلود بود
_وااله احنا مستر ادهم شكر في حضرتك كتير أوي ولأنه معاه اجتماع ضروري قال لمروان هو صديق مروان جوزي نيجي عند حضرتك وانتي هتساعدينا احنا كنا عايشين في ايطاليا وهننقل دلوقتي هنا وعايزين نجهز شقتنا من كل حاجة
_تحت امرك هفرججك دلوقتي حالا على التصاميم اللي موجودة عندنا في الشركة وتقدروا تختاروا منها اللي يعجبكم
ثم رفعت هاتفها المتصل بمساعدتها التي أجابت عليها فورا وقالت لها خلود برسمية
أنهت خلود اتصالها ونظرت لمروان الذي يحدقها بتمعن قم عادت بنظرها لزوجته وقالت بابتسامة تحمل خلفها الكثير
_دي مجموعة جديدة لسا مطلعتش لأي حد حتى بس عشان حضرتكم ضيوف مستر ادهم وهو غالي عندي طلبت ليكم الأفضل
ردت زوجته بامتنان شديد
_متشكرين جدا ليكي
وصلت المساعدة بالتصميات التي طلبتها منها خلود ثم عرضتها عليهم ودام نقاشهم لنصف ساعة تقريبا وأغلب الوقت كان مروان يلتزم الصمت ولا يتحدث إلا عندما تطرح زوجته عليه سؤالا ولخيرا بعد انتهائهم والاتفاق على كل شيء استقاموا وودعت تلك المرأة خلود بعذوبة شديدة وعندما نظرت لمروان قالت له بابتسامة ساخرة لم يفهمه سواهم وكأنها تخبره أنها سعيدة أنهم انفصلوا
_اتشرفت بحضرتك يا بشمهندس مروان
على النقيض رمقها هو بنظرة اعتذار وندم وأجاب
_أنا اكتر عن أذنك
أشارت لهم بكفها باتجاه الباب في ابتسامة صافية ليلقي هو عليها وعلى مظهرها نظرة أخيرة قبل أن يلحق بزوجته وينصرف بينما هي فجلست على مقعدها وهي تتنفس الصعداء بحنق وۏجع لمجرد تذكرها ذلك الماضي الأليم...
بمكان آخر داخل منزل عمران الصاوي....
كان عمران جالسا بشرفة غرفته وبيده كأس الشاي المفضل لديه يحتسيه بتلذذ فقطع تلك الخلوة الهادئة مع نفسه صوت ابنه الصغير وهو يسير بخطواته الغير متوازنة إليه وېصرخ باكيا
_بابا
الټفت له عمران بفزع وفتح له ذراعيه ليستقبله ويحمل فوق ذراعيه بحنو وقلق وهو يسأله
_مالك مين اللي زعلك ياحبيب أبوك
نظر له سليم بعينان طفولية دامعة وأشار بأصابعه الصغيرة إلى الخارج حيث توجد أمه وهتف
_مامي!
وصلت آسيا في تلك اللحظة إليهم وهي غاضبة من ابنها الصغير أما عمران فنظر لها وراح بوبخها مغتاظ
_عاچبك هتضعيلي الواد وتخليه كيف العيال الفرافير ميه مرة اقولك متخلهوش يقعد مع بت علي ومراته غزل دي ده بيقولي مامي
ثم الټفت ونظر لابنه پغضب وقال في حدة وهو يوجه تعليماته الصارمة له
_اوعاك اسمعك بتقول مامي دي تاني ياد قول أمي ابوي.. فاهم
رغم أنه لا يفهم الكلام جيدا لكنه فهم ڠضب والده وأدرك أنه يوجه له تعليمات من حركة سبابته فهز رأسه بالموافقة في خوف ليعيد عمران ويسأله بحدة وهو يشير إلى آسيا
_دي اسمها إيه
رد الصغير بطفولية وبراءة
_مامي!
اڼفجرت آسيا في تلك اللحظة ضاحكة عاليا بينما هو فمرقها بغيظ وحمل ابنها واعطاها إياه وهو يقول متوعدا
_أنا حسابي مع واد عمك علي ده كمان الواد اللي حيلتي هيضيعوه
ثم نظر لابنه وهتف پغضب يحذره
_مش عاوز المحك قاعد مع بت علي دي تاني ياسليم
هتفت آسيا بين ضحكها القوي
_ياعمران ده عيل صغير إيه اللي بتعمله ده هو مش هيفهم الكلام ده دلوك
طالعها بڼارية واستياء حقيقي فانزلت ابنها الصغير من فوق ذراعيه وقالت له بحنو
_روح ياسليم ياحبيبي هات تلفوني من برا
اسرع بخطواتها المضحكة
_انا زعلانة منك يامعلم ليك فترة مش مهتم بيا وطول الوقت في الشغل ياما قاعد مع ولدك
ابتسم لها بحب ثم دنى منها وهو يركض إلى أمه ممسكا بهاتفها ويقول
_مامي خد!
عندما انتبه لنظرة أبيه المشټعلة قهقه بطفولية واختبأ خلف ظهر أمه ليثبت لأبيه أنه قالها عمدا ليثير غضبه انطلقت ضحكات آسيا على أفعاله بينما عمران فبرغم غيظه منه إلا أنه ضحك على ضحكاته التي تأثر قلبه وانقض عليه ليحمله وهو يقبله بحنو أبوي ثم فتح ذراعه الآخر يدعو آسيا لتنضم إليهم ففعلت ودخلت في حضنه هي أيضا ليرسموا صورة عائلية دافئة وجميلة.
__تمت الحمدلله