الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

جدا لتساعدها على التذكر بوقت اسرع فأخرج هاتفه وجلس بجوارها على الفراش ثم فتح معرض الصور بالهاتف وظل يبحث بين الصور حتى عثر على صورهم معا ظلت تتأمل في صورهم ولحظاتهم معا فلاحظت أنه كان يبدو عليه الزرانة والهدوء على عكسها هي التي كان يبدو عليها الفرح والسعادة والحماس في كل الصور.
كان هو مع كل صورة يسرد لها تاريخها ومكانها وما الذي حدث بذلك اليوم كانت تستمع له بأذنها ولكن عقلها مشغول بتعبيراته الجامدة في الصور وكأنه ليس سعيد بقدرها تشتت ذهنها وهي تنظر بين وجهه الحالي المفعهم بالحماس والحب والفرحة وهو يريها صورهم معا وبين مظهره بتلك الصور وكأنهم شخصين مختلفين!!.
غادرت غزل المنزل بعد انصراف آسيا لم تخبر أحد بخروجها سوى إنصاف بعدما أوضحت لها أنها ستقوم بشراء بعض مستلزماتها الشخصية وتعود فورا في خلال ساعة كأقصى حد فوافقت والقت عليها تنبيهاتها الصارمة بأن تجيب على هاتفها فور اتصالها به ولا تتأخر بالخارج أو حتى تبتعد كثيرا عن الشوارع التي حولهم حتى لا تضيع طريقها.
ظلت تتجول بين المحلات في الشوارع المجاورة لمنزلهم وهي تشتري من كل مكان ما تحتاجه ودون أن تنتبه أثناء سيرها الحر في الشوارع وقفت عندما وجدت نفسها بمكان غريب لم تره من قبل فراحت تتلفت حولها بزعر هي حتى لا تعرف من أي شارع دخلت لذلك المكان حولها مداخل كثيرة متفرقة لشوارع متداخلة ومتقاربة حاولت التقاط أنفاسها والتريث حتى تستطيع التذكر والعودة للمنزل وظل تتلفت بين الشوارع محاولة تخمين أي شارع منهم الذي يؤدي للمنزل هيأ لها كما تعتقد أو تتذكر أنه الشارع الذي على اليسار فسارت باتجاهه وهي تدعى ربها أن يكون الشارع الصحيح ولا تضيع أكثر.
تحركت بخطواتها البطيئة ودخلت ذلك الشارع دمت بالبداية أنها بالطريق الصحيح لكن أدركت أنها أخطأت الاختيار حاولت السير في الشوارع على أمل أن تجد طريقها وتعود للمنزل لكنها كانت تشعر أنها تبتعد أكثر وأكثر عن المنزل وتضيع أكثر هي بالفعل تائهة ولا تعرف طريق العودة وقفت بمنتصف أحد الشوارع وهي تفكر بخنق واضطراب بسيط ماذا تفعل وكيف تعود للمنزل خصوصا أنها لم تخبر أحدا بخروجها في حين ما كانت منشغلة بالتفكير في حل لتلك المعضلة كانت تلاحظ نظرات الشباب الوقحة والجريئة لها بعضهم يمر من جوارها ويتغزل بها بكلمات سوقية ومنحرفة تسارعت نبضات قلبها وارتعدت بشدة من أشكالهم التي بدت كأنهم مجرمين أو شباب مدمنين ليسوا طبيعين ربما كانت أشكالهم عادية بالنسبة للناس كلها لكن بالنسبة لفتاة مثلها كانت تراهم مرعبين وكأنهم ضمن عصابات الاختطاف الذين يعتدون على الفتيات ومن ثم ياخذون أعضائهم تمالكت أعصابها التي بدأت بالأنهيار وهرولت بسرعة تخرج من ذلك الشارع بخطواتها السريعة لكنها لم تسلم من أعينهم التي كانت تراقبها وتأكلها بنهم
أخرجت هاتفها من حقيبتها دون تفكير وهي تهرول في السير لتبتعد عنهم وأجرت اتصال ب علي بعد لحظات معدودة أتاها رده الهاديء
_نعم ياغندورة
هتفت بصوت مرتعد وهي تستنجد به
_علي help me please انا طلعت اشتري حجات وتوهت ومش عارفة ارجع البيت
انتصب في جلسته بقلق وقال محاولا تهدأتها
_طيب اهدى انتي طلعتي روحتي فين
كانت تجيبه وهي تتلفتت حولها تتفقد هؤلاء الشباب هل ابتعدوا عنها ام لا فوجدت أنهم غيروا طريقهم هدأت أنفاسها المتسارعة قليلا وهتفت
مروحتش مكان بعيد حوالين البيت في الشوارع اللي في نفس المنطقة بس أنا توهت وفي شوارع كتير وحتى مش عارفة هل أنا بعدت خالص ولا لسا قريبة من البيت
علي بصوت رزين ليهدأ من روعها
_طيب اوصفيلي أي حاچة حواليك اسم محل أو مكان
تلفتت حولها تبحث عن أي محلات فقالت وهي تهز رأسها له بالنفي ومازال صوتها يحمل نبرة الخۏف الشديد
_مفيش أي محلات في الشارع كله بيوت سكنية بس في عمارة مكتوب عليها بيت الحج سلام
تنهد الصعداء براحة بعدما عرف مكانها عندما أخبرته باسم منزل ذلك الرجل فقال لها بدفء ونبرة رجولية بث بها الطمأنينة لصدرها
_طيب اهدى أنا في المعرض مع چلال والمعرض قريب من مكانك ده دقيقتين واكون عندك خليكي عندك متتحركيش سامعة
أجابته بالموافقة دون أي اعتراض
_حاضر بس متتأخرش عليا please ياعلي أنا خاېفة أوي
وقف أمامها بالسيارة واستقلت بالمقعد المجاور له ودون أي مقدمات أو حتى تفكير كانت تميل عليها وتلف ذراعيها حول رقبته تعانقه بقوة واڼفجرت باكية وهي تهتف بصوت مرتجف
_ علي thank you بجد إنك جيت بسرعة 
_انتي پتبكي ليه دلوك اهدى أنتي أول مرة تتوهي ولا إيه! 
ابتعدت عنه وهي تهز رأسها بالنفي ثم أطرقت رأسها أرضا وقررت الاعتراف له بما حدث معها وجعل أعصابها ټنهار بهذا الشكل
_اصل كان في شباب شكلهم مرعب ومخيف أوي انا حسيتهم مجرمين كانوا ماشين ورايا وبيبصولي بطريقة غريبة وبيقولوا كلام مش كويس أنا معرفش ده ذم ولا مدح أصلا وخۏفت منهم جدا بس لما اتصلت بيك هما مشيوا فورا 
تحولت ملامح وجهه من اللطف والحنو إلى أخرى كانت مرعبة بالنسبة لها أكثر من نظرات هؤلاء الشباب أظلمت عينيه وتشنجت عضلات وجهه وهو يسألها بصوت محتقن
_شكلهم إيه 
استنجت أنه يريد وصفهم لانه بالتأكيد يعرف أغلب الشباب بمنطقتهم وربما سيقحم نفسه بمشكلة معهم فقالت پخوف محاولة تهدأته وهي تكذب عليه
_معرفس أنا مشوفتش وشهم كويس كنت خاېفة منهم ومركزتش وهما اصلا مأذونيش والله كانوا بيضيقوني بالكلام بس
صړخ
بصوت جهوري منفعل
_كيف يعني مشوفتيش وش أي واحد منهم لابس أيه أي حاچة ياغزل
أطرقت رأسها أيضا واڼهارت في البكاء من توبيخه وصړاخها
_خلاص اسكتي بزيادة بكى تخلي الواحد يخرچ عن شعوره وفي الآخر تبكي قولتلك خلاص متبكيش 
توقفت عن البكاء مجبرة ومسحت دموعها بظهر كفها وجسدها مازال يرتجف فنظر لها وهو يتأفف بقلة حيلة ويستغفر ربه ثم قال بنبرة هادئة ورزينة أخيرا
_يابت الناس ليه مصممة تخليني اوريكي الھمجي اللي جوايا اللي بتقولي عليه ده أنا مش نبهت عليكي مليون مرة مفيش حريم عندنا بتطلع بالخلجات دي من البيت إيه اللي طالعة بيه ده ردي عليا
حاولت الثبات والصمود فخرج صوتها المبحوح وهو تقول
_أنا عايزة اروح البيت من فضلك
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر ثم قال لها بنظرة مرعبة وصوت تحذيري
_ماشي ياغزل هنروح البيت بس من إهنه ورايح مفيش طلوع من البيت باللبس ده واصل مفهوم ولا لا وإلا هتشوفي مني وش مش هيعچبك اديكي شوفتي اللي چرا النهاردة أنتي إهنه مش في أمريكا إهنه في دياب وكلاب صعرانة تاكلك اكل فهمتي يابت العمة!
نظرت له غزل بعينان غارقة بالدموع وقالت في صوت ضعيف
_فهمت ممكن بقى تروحني
اشاح بوجهه بعيدا عنها وهو يزفر ثم انطلق بالسيارة يشق طريقه إلى المنزل....
وصل بشار المنزل بعدما عاد من المستشفى وكان يسير بالمنزل ويصعد الدرج وهو عقله مشغول لمريم ويفكر في كلامهم معا وسؤالها له بنظرة شك وتعجب لماذا لم يكن يبدو عليه السعادة بقدرها في صورهم معا.. ألم يكن يحبها ويبادلها نفس المشاعر أم ماذا! عندما كان على وشك الدخول لغرفته سمع صوت

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات