رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
إخلاص وهي تنده عليه فتوقف والټفت لها فوجدها تسرع نحوها بوجه ذابل من فرط البكاء وتسأله بتلهف
_عمران وين يابشار مرچعش البيت من امبارح!
تنهد الصعداء بإشفاق على حالها وقال نافيا
_معرفش مكانه هو كلمني تلفون بس متقلقيش عليه هو كويس
اقتربت منه أكثر وامسكت بيده تتوسل إليها بنظراتها الأمومية
_وغلاوتي عندك يابشار ما تكذب عليا ياولدي لو تعرف مكانه وقولي
_والله ما اعرف يامرت عمي مقاليش حاچة وأنتي عارفة ولدك لما بينشف راسه سبيه لما يهدى
إخلاص پبكاء حار وندم
_عمران مش هيسامحني أنا عارفة ولدي مش بينسى بسهولة وعنيد وقاسې لما بيشيل من حد
أجابها بشار بنظرة حادة ونبرة معاتبة
_ومفكرتيش ليه إكده ليه يامرت عمي من الأول الصراحة عنده حق يزعل منك ويشيل اللي عملتيه مش هين وميتغفرش بسهولة كنتي عاوزة ټأذي مرته وټموتي ولده
_ندمانة والله اتكلم معاه يابشار وقوله أمك بتقولك مستعدة تعمل كل حاچة عشان ترضيك بس ترچعلها أنا مقدرش على فراقه ولا زعله مني
أطلق زفيرا حارا بقلة حيلة وقال لها بلطف
_حاضر هتكلم معاه اهدى أنتي وبلاش تتعبي روحك عشان حتى لو هيسامحك مش هيبقى دلوك يعني لسا محتاچ وقت
داخل منزل چلال.......
خرج عمران من غرفة الطبيب بعدما انتهوا من الفحص واطمئنوا على طفلهم وأخبرهم الطبيب أن ألم المعدة وبكاء الطفل في أول أيامه بعد الولادة يكاد يكون طبيعي كانت تسير آسيا بجوار عمران وتختلس النظر إليه فتراه ينظر لطفلهم ويبتسم له بحنو حاولت هي الأخرى إخفاء ابتسامتها السعيدة والمتأثرة بحنانه وحبه الشديد لابنه رغم كل شيء بينهم لكنه يأثر قلبها بكل مرة تشهد على تصرفاته الأبوية الجميلة مع صغيرهم.
رغم ضيقه من سؤالها وكأنه غريب تريد تهميشه وإبعاده عن طفلها لكنه قد اتخذ عهدا أن يجعلها تسامحه فهو أدرك خطأه عندما لم يصدقها وجرحها بكلماته وهي الآن لديها الحق في الڠضب والتصرف بقسۏة معه مهما قالت وفعلت قليل أمام ندمه أنه لم يصدقها.
رد عليها بكل بساطة وهو لم يبعد بنظره عن الطريق
_ولدي تعب.. مش ده المفروض اللي يحصل وآجي معاكي للدكتور واطمن عليه حتى لو أنتي كنت ناوية تروحي من غير ما تقوليلي
ابتسمت بتهكم واستياء ثم نظرت له بڼارية وقالت
_أيوة إكده وأنا بسأل نفسي واقول إيه اللي چراله ساكت ليه ولا زعق ولا اتعصب ولا شك فيا وقالي كنتي هتطلعي من غير ما تقوليلي تروحي وين
أطلق زفيرا قوي بوجه عابس ونظرات ثاقبة ثم اوقف السيارة على جانب الطريق ونظر لها بعينان
_حقك عليا أنا آسف
اتسعت عينيها وفغرت شفتيها پصدمة لا تستوعب شيء ما تلك الحالة التي هو بها وعلى ماذا يعتذر هل اعترف بخطأه أخيرا أم ماذا!
_آسف على إيه!
رفع شفتيه عن يدها ونظر لعينيها بغرام صادق وأسف وهتف بندم
_على كل حاچة أني مصدقتكيش وظلمتك ومخدتش حقك وحسستك بعدم الأمان والثقة لما شكيت فيكي وعلى الكلام السم اللي قولتلهولك يومها
خرج صوتها محملا بالفضول والحيرة
_وياترى إيه اللي خلاك تعترف بغلطك دلوك وتعتذر مني
مسح على وجهه پغضب ثم قال بوجه يحمل هموم الدنيا كلها
_عرفت كل حاچة وأن أمي هي اللي زقتك من على السلم وكانت عاوزة تسقطك
مالت بوجهها للجانب وهي تضحك بصمت في تهكم وثقة ثم عادت ونظرت له بقوة وقالت
_سمعت بودنك صح.. أصل أنت مكنتش هتصدق غير لما تسمع بودنك حقيقة أمك اللي فاكرها ملاك كام مرة اقولك واترچاك واقولك ياعمران والله ما بكذب أنا إيه مصلحتي أن اكذب عليك في حاچة كيف إكده هو أنا هوقع نفسي قصد عشان بس اخرب بينك أنت وأمك لكن أنت قافل راسك ومعزوش تصدقني وأخرها خالص لما غلبت مني قولتلي يمكن بيتهيألك لما لقيتني هملت البيت وسبتك عشان كنت بتكذبني ومش مصدقني فقولتلي إكده عشان متخلنيش احس أنك مش مصدقني دلوك بعد ما عرفت وسمعت بودنك چاي تعتذر مني وتقولي أنا آسف
انحنى عليها ولثم رأسها بقبلة بث فيها كل شوقه وغرامه لها وهتف يترجاها
_سامحيني ياغزالي ڠصب عني والله مهما كان دي أمي وكان صعب أصدق أنها تعمل فيكي وفي ولدي إكده أنا لغاية دلوك مش مصدق كيف عملت إكده فيا وفي ولدي اللي ملوش ذنب في حاچة
ابعدت رأسها عن شفتيه وقالت بجفاء وهي تحاول التحكم بدموعها
_عرفت الحقيقية بس بعد فوات الآوان ياعمران خلاص
_لساتك مرتي ومفيش حاچة فاتت تعالي ننسى اللي فات ونبدأ من الأول واوعدك إني هتغير وهتشوفي عمران تاني خالص بس متحرمنيش منك يا آسيا والله أنا فراقك بېقتلني ودلوك عاوزة تحرميني من ولدي كمان
امتلأت عيناها بالعبرات وهي تراه أمامها يتوسلها كالطفل الصغير لكي لا تتركه لان قلبها لحبيبه الغالي وللحظة كانت ستستسلم له لكن بسرعة تراجعت بعدما تذكرت كلماته الچارحة التي سمم أذنها بها فسحبت يدها من كفه واشاحت بوجهها بعيدا عنه هاتفة بقسۏة
_مفيش بيني وبينك ياعمران دلوك غير سليم وبس متنتظرش مني غفران أنا لو نسيت انك مصدقتنيش وسامحتك عمري ما هنسى كلامك ليا ولا هسامحك عليه
امتلأ صدره باليأس لكنه لن يتوقف عن المحاولات معها حيث هتف بصوت رجولي عاجز
_آسيا أنتي عارفة أنا بحبك كيف وروحي فيكي معقول صدقتي كلامي وأنك صح اتخدعتي فيا أنا كنت متعصب ومش داري باللي بقوله عارف أني غلطان ومفيش عذر للي قلته بس والله العظيم الكلام ده ما صح ولا عمره هيكون ده اتقال في لحظة شيطان بس أنا استاهل عقابك ليا بس على الأقل عاقبيني وأنتي چاري متحرمنيش منكم افتكريلي أي حاچة زينة ياحبيبتي
_يلا بينا نرچع بيتنا بس المرة دي مش بيت أبوي هنعيش من إهنه ورايح أنا وانتي وولدي وعيالنا
الجايين في بيتنا وحدينا بعيد عن أي حد ممكن يضايقنا أنا كنت مستني الفرصة المناسبة عشان اقولك على المفاچأة دي ومفيش انسب من الوقت
تمالكت أعصابها المڼهارة بصعوبة وهتفت بصوت مبحوح من فرط البكاء
_روحني بيت أبوي ياعمران
_حاضر هروحك بيت أبوكي لغاية ما تهدي وترتاحي يا آسيا ومتفكريش في الطلاق عشان مش هيحصل وأنا هفضل وراكي لغاية ما اصلح كل حاچة بينا وتسامحيني ومتنتظريش مني أني اصبر عليكي كتير واهملك أنتي وولدي بعيد عني أنا هسيبك دلوك بس
لغاية ما تهدي فترة مؤقتة يعني وبعدين هترچعي معايا بيتك وهناك عاقبيني كيف ما أنتي عاوزة
............... نهاية الفصل ...........