رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود
حاولت بكل الطرق لتجعله يستوعب حقيقة أن والدته المتسببة بكل شيء فقط ليأخذ حقها منها ولو بمجرد عتاب بسيط كان سيرضيها لكنه اتهمها بالخرف والافتراء على أمه استمع لكلمات أمه السامة وهي تزرع بعقله فكرة خېانة زوجته له وأنها تحيك الأمور من ورائه والنتيجة أنه تفوه بكلمات كانت أكثر سوءا من كل شيء فعله لفظ من بين شفتيه سم يإمكانه قتل كل شيء جميل بينهم ربما كلاهما أخطأ بحق الآخر ولكنه الآن شعور الذنب والخزي من نفسه يأكله لدرجة تجعله ينسى كل اخطأئها ويفكر كيف سيجعلها تسامحه وتعود له.
ضيقت غزل عينيه بحيرة وابعدت الهاتف عن أذنها وهي تنظر لشاشته باستغراب من أين عرف أنها هي التي على الهاتف وحتى لو نطق اسمها خطأ كيف يعرفه!!.
عادت بالهاتف لأذنها مجددا وقالت له برقة تليق بصوتها الأنثوي
_بس أنا غزل مش غزال!
تقوست تعبيرات وجهه بعدما سمع الصوت الغريب عنه وقال بحزم بسيط
_غزل مين وآسيا فين!!
_آسيا كويسة dont worry وأنا بنت عمتها.. هي متعرفش أني هتصل بيك لأنها نبهت عليا مقولكش
عمران بتعجب وقلق
_متقوليش إيه!
تنحنحت هي بحزن بسيط وقالت بعبوس
_أصل سليم تعبان من امبارح بليل وهي رايحة للدكتور دلوقتي وأنا رايحة معاها فحبيت اتصل بيك وابلغك لأنك أكيد هتبقى حابب تيجي معانا وتطمن على your son
_تعبان كيف يعني ماله
زمت غزل شفتيها بجهل وقالت
_معرفش هي مقالتش لأنها مستعجلة بس هو كويس مش sick للدرجة الخطېرة يعني متقلقش أنا بس فكرت أنك تيجي تكون جمبها عشان متحسش أنها وحدها وتطمن بوجودك معاها هي والولد
التقط مفاتيحه على عجالة وقال لها بجدية وإيجاز
ردت عليه بالموافقة وأنهت الاتصال وهي تبتسم بخبث ونصر وكأنها فعلت معجزة وتمنت أن محاولتها لجمعهم مع بعض في موقف كهذا تسدي نفعا قليلا.
_اوعى ياغزل تكوني چبتي سيرة لعمران
ابتسمت غزل باضطراب بسيط لكنها قالت ضاحكة بمرح
_أنا!!!.. مستحيل اطمني
ازدردت ريقها بتردد ثم اقتربت من آسيا وهي تسألها باهتمام ونظرة عاطفية
انتصبت آسيا في وقفتها والتفتت بجسدها لعزل تنظر لها بحنق وتقول بلهجة لا تقبل النقاش
_أنا مش عاوزاه يكون چاري يا غزل مش عاوزة اشوفه ولو على سليم فهو الحمدلله مش تعبان قوي دي حاچة بسيطة وأنا هروح اطمن عليه عند الدكتور بس يعني ملوش لزمة ياچي مخصوص ويروح معانا
لوت غزل فمها بيأس وحزن يبدو إن محاولتها لإصلاح علاقتهم وجمعهم مع بعض لن تؤتي ثمارها
وستضخم الأمر فقط بينهم اتجهت وجلست على المقعد الصغير وبقت تتابع آسيا وهي تستعد وبعدما انتهت كانت على وشك حمل سليم بين ذراعيها للانصراف لكن رنين هاتفها أوقفها فنظرت في شاشته ورأت اسم عمران فالتقطت الهاتف وأجابت عليه باقتضاب
_نعم
عمران بقلق شديد
_الواد ماله تعبان من إيه!
اتسعت عيني آسيا بدهشة واستغراب لكن فورا نظرت لغزل بغيظ وسألته
_أنت عرفت من مين
عمران پغضب وصوت رجولي مهيب
_هو ده المهم عرفت من فين!!
زفرت بنفاذ صبر وردت عليه بمضض
_متقلقش سليم كويس هو شكله عنده مغص بس عشان بيبكي من امبارح بليل وهروح بيه للدكتور يشوفه ويديله حاچة تهدي معاه
تنفس الصعداء براحة ثم قال بنبرة تبدلت من الخشونة للحنو وهو يلقي عليها تعليماته التي لا تقبل حرية الرفض
_طيب أنا مستنيكم تحت قدام الباب يلا انزلي عشان أخدكم ونروح للدكتور سوا
لوت فمها بانزعاج وقالت تنوي الاعتراض
_لا أنا هر......
قاطعها بنبرة صارمة وصوت غليظ
_أنا مستنيكم تحت يا آسيا قولت يلا
ولم يمهلها الفرصة لتعترض ثانية حيث أنهى الاتصال في وجهها فنظرت آسيا لغزل شزرا وهي على وشك أن تنقض عليها وتفترسها من فرط غيظها بينما غزل فابتسمت ببلاهة في خوف وتوتر بسيط ثم استقامت واقفة وهي تضحك يعبث وتقول مازحة رغم أن حال آسيا لا يتحمل المزاح
_بما أن بقى your husband هيروح معاكم هستأذن أنا أصل مبحبش أكون عزول في النص بقى وكدا معلش يا سوسو
أنهت كلماتها وفرت بسرعة للخارج تنفذ نفسها من طوفان آسيا التي صاحت عليها متوعدة
_ماشي يا غزل حسابي معاكي بعدين
بينما الآخرى فخرجت من الغرفة وهي تضحك باستمتاع وتركت آسيا تمسح على وجهها بقلة حيلة بعدما وضعها أمام الأمر الواقع واجبرها على الذهاب معه للطبيب.
بمكان آخر داخل المستشفى......
التفتت برأسها تجاه الباب بعدما سمعت صوت الطرق فردت بصوتها الناعم هاتفة
_ادخل
انفتح الباب ف ادخل بشار رأسه أولا وهو ينظر لها مبتسما فبادلته الابتسامة العذبة ثم دخل بجسده كله واغلق الباب واقترب منها وجذب مقعد ليجلس بجوار فراشها وهو يسألها بود جميل
_عاملة إيه
هزت رأسها له برقة وهي تهمس بخجل
_الحمدلله كويسة
سألها بفضول واستغراب بعدما انتبه أنها بمفردها في الغرفة
_هو مفيش حد قاعد معاكي ولا إيه!
أجابته بخفوت جميل
_لا ماما موجودة معايا بس راحت تشتري حاجة وجاية
هز رأسه بتفهم ثم قال بنظرة لامعة بوميض حاني
_أنا سألت الدكتور قال النهاردة بليل أو بكر بالكتير وتطلعي
نظرت له بتعب وقالت بلهفة
_أيوة عرفت ياريت اطلع دلوقتي أنا زهقت وعايزة ارجع البيت
ثم تابعت بعبوس وأسى
_على قد ما أنا عايزة ارجع بس خاېفة حاسة نفسي في حجات كتير مش فكراها يعني ذكريات كتير اتمسحت من دماغي أنا حتى شكل بيتنا حاسة نفسي تايهة ومش فكراه كويس
تنفست الصعداء بيأس ثم نظرت في عينيه وكأنها تتعلق بطوق النجاة الوحيد الذي سيعطيها الأمل وهذا الطوق هو بشار ثم قالت له بصوت مبحوح
_تفتكر هرجع افتكر كل حاجة تاني يابشار!
_هتفتكري أن شاء الله واحنا كلنا چارك ومش هنسيبك وأنا أول واحد هفضل جمبك
ثم سكت للحظة وتابع مازحا ليضيف جو المرح على جلستهم وينسيها الحزن
_هنعمل كيف الافلام والمسلسلات ونعيد الإيام كيف ما كانت بكل حذافيرها
ضحكت بخفة ثم رمقته بخبث وهي ترفع حاجبها
_ويعني أنت فاكر كل الأيام اللي فاتت وأحداثها
انحنى عليها بوجهه وهمس في نظرة كلها ثقة وعاطفة اربكتها بشدة
_والله أنا فاكر الجزء الخاص بينا كويس قوي يعني اقدر اعيدلك مواقفنا وكلامنا مع بعض بالحرف لو تحبي
_طيب معندكش صور لينا في خطوبتنا أو من خروجاتنا مع بعض
لمعت عينيه بوميض الحماس عندما ذكرته بأمر الصور وأدرك أنها حقا فرصة جيدة