رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندي محمود
خلفه فهمت أنه يريد التحدث معها حول ما حدث بصباح الأمس فتنهدت الصعداء مغلوبة وهي تزفر في ضيق وتوتر لكنها حاولت الحفاظ على مظهرها الطبيعي أمام الجميع واخبرت والدتها بكل هدوء أنها ستذهب للحمام فاستقامت واقفة وتبعته بخطواتها الرقيقة وهي تتلفت خلفها نحو أمها لتتأكد من أنها لا تراقبها وفورا أسرعت في خطاها حتى وصلت له ووجدت نفسها بمكان بعيد عن الأنظار خلف القاعة وهو يقف أمامها واضعا كفيه في جيب بنطاله وينظر لها بجدية هاتفا
تنحنحت رحاب بارتباك وردت عليه ببلاهة متصنعة
_سامعني في إيه.. ليه طلبت نتكلم إهنه يابشار
اڼفجر بها فجأة بعصبية يقول
_رحاب متعمليش نفسك عبيطة.. إيه اللي وداكي تقابلي ال خطيبك ده في مكان زي إكده ومن غير ما تقولي لحد
انتفضت مڤزوعة على أثر صرخته بها وابتلعت ريقها پخوف بسيط وهي تجيبه بصوت يكاد لا يسمع في حزن
باللحظات الأولى رأت الدهشة تعتلي ملامحه لكن سرعان ما تحولت لسخط ونظرات مريعة زادت من دقات قلبها التي لا تتوقف عن الضړب في صدرها پعنف وراح يصيح بها منفعلا
_وانتي طبعا سمعتي كلامه وروحتي أنتي عارفة أنا لو مكنتش لحقتك كان هيعمل فيكي إيه!!!
_كنت عاوزني اعمل إيه يعني يا بشار ملقيتش حل تاني غير أني اروحله
لم تهدأ عاصفته بل ازداد هيجانه أكثر وهو يكمل صياحه الغاضب بها
_كنتي تقولي لأمك مثلا ومتروحيش أو على الأقل لما شوفتك وسألتك رايحة وين كنت تعرفيني مش تكدبي عليا عشان معرفش حاچة أنتي دماغك كانت وين!!
_حصل اللي حصل يابشار وخلاص وشكرا إنك نقذتني منه المرة الچاية ابقى سيبني عشان اتحمل نتائچ قراراتي الغبية
استدارت وكانت تنوي الرحيل لكنه قبض على ذراعها يوقفها عنوة وزمجر بها بغيظ
_ده أنتي غبية صح.. إيه اللي بتقوليه ده اوزني كلامك قبل ما تقوليه مش أي حاچة تتقال
_امسحي دموعك دي
نظرت له بنفاذ صبر وغيظ بسبب لهجته الآمرة حتى في أكثر عبارة لا يجب أن يتم الأمر فيها وراحت ترفع أناملها تجفف دموعها بقوة وهي تقول له بخنق
_أهو مسحتها حلو إكده! .. ممكن تسيب يدي عاد عشان ارچع
تنهد الصعداء وهو يلوى فمه بعدما نظر ليده الممسكة بذراعها بقوة وتملك فتنحنح بإحراج بسيط وتركها بكل هدوء وحاول الحفاظ على ثباته وهو يسألها بجدية
أخذت نفسا عميقا مجيبة بجدية تامة
_أيوة أنا كنت ناوية افسخها من بدري بسبب أني مش مرتاحة معاه ولما قولتله إني هفسخ الخطوبة بعدها طلب يقابلني
رغم أنه لم يعد متاحا لها كالسابق والآن مرتبط لكن لا يعرف لماذا قلبه تراقص فرحا بعدما أعطته بشرى انفصالها ولا إداريا ظهرت بسمة غامضة على ثغره تبعها صوته المهتم وهو يحذرها
_طيب مترديش عليه واصل تاني وابعدي عنه نهائي ولو ضايقك في أي حاچة تاني قوليلي ومتتصرفيش من نفسك تاني يارحاب
حلقت الفراشات في معدتها بشعور غريب يداهمها للوهلة الأولى وهي الأخرى ابتسمت له لا إراديا بعينان تقول الكثير وبينما كانت على وشك الرد عليه صدح صوت