رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثالث عشر بقلم رضوي جاويش
تحركت في تكاسل نحو مكتبها لتجلس متطلعة نحو النافذة لتعود ذاكرتها لذاك اليوم المشووم ..أحد أوجاعها وربما أولها ..كان يوم زفاف جارها ..ذاك الحبيب الذي ابتسم لها قدرها حينما دق على بابها يوما مصطحبا أمه لتعيش أروع أحلامها .. لكن .. انتهت قصة الحب بصدام واعتراضات ما بين أميهما ليرضخ أخيرا لرغبة أمه في فراقها.. لتزف له أخرى في خلال شهر وتصر أمه كيدا على إقامة حفل زفافه في شقتها لتكون تلك الساعات كما كانت تظن لحظتها.. هي أسوء ما مر عليها بحياتها من أحاسيس قهر وخذلان وكذا إصرار أمه على إقامته بعد زواجه معها ..ليكون العڈاب مجسدا أمام ناظريها صباح مساء .. حبيبها يزف أمام ناظريها لامرأة أخرى جاءت من الغيب لتحتل موضعها بحياته والذي ظلت عمرا تحلم دوما باحتلاله..
كانت تضع آخر غطاء على أحد الأطعمة التي بدأت في صنعها بالطلب ..فتحت صفحة لها على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي محاولة اخفاء هويتها غير راغبة في تعريف الناس أنها هي صاحبة فقرة دعوة من القلب والتي غادرت برنامج عبدالغني فجأة دون أي إشارة أو حتى تلميح لتختفي للأبد ورغم أنها رأت بعد تلك الڤضيحة التي حدثت لها أن هناك الكثير من المتابعين طالبها بالعودة وأن تكون أقوى من أي ادعاءات كاذبة ..لكنها لم تشأ أن تفعل فقد أدركت أن هذا العالم ليس عالمها وأنه لا قبل لها على مواجهة حروبه القڈرة ..
تناهى لمسامعها اغنية تهادت عبر نافذة المطبخ الذي توارب ضلفته خسارة ..خسارة ..فراقك يا جارة ..
تسمرت يدها على ما تفعل متنهدة في شوق إلى محياه ..لقد كان عبدالغني وما يزل تميمة حظها ..هو الداعم الأول الذي أشار لها على الطريق الصحيح وانار لها مصابيح الأمل على طول درب التيه لتصل لمبتغاها.. لإحسان الحقيقية التي كانت قد أضاعتها في عتمة حياتها مع توفيق ..
لكم اشتاقت صحبته !!.. لخفة ظله ونكاته وحكاويه التي لا تنتهي عن أسفاره .. واشتاقت أكثر لإحسان وهي برفقته ..إحسان التي تعود مراهقة تحمر وجنتاها خجلا لإطرائه ويقفز قلبها فرحا لمرأه ..وتطمئن روحها لقربه ..
مسحت دمعة سالت