رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثالث عشر بقلم رضوي جاويش
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
على وجنتها في حسرة وأنتشلها رنين الهاتف من خضم خواطرها لتجيب في سرعة ليهتف المتحدث على الطرف
الآخر حضرتك مدام إحسان الدمنهوري .. صاحبة فقرة دعوة من القلب !..
هتفت في تردد مين معايا !..
أكد الرجل على الطرف الآخر والذي كان يتحدث بنبرة رسمية إحنا جمعية ....
واخبرها باسم جمعية مشهورة بأفعال الخير ومعاونة المحتاجين ..
هتف الرجل الأمر لله .. إحنا بس كنا طالبين من حضرتك تعملي معانا حملات دعائية لصالح تبرعات الجمعية .. وبنعرض على حضرتك منصب فالجمعية بأجر رمزي .. ايه رأي حضرتك !..
لم تعرف بما تجيبه ..هل ستعود للظهور من جديد!..لقد أرتضت بما أصبحت عليه بعد ابتعادها عن الظهور للجمهور ..
يستحثها العمل لله وثوابه واجره كبير عند رب العالمين .. وإحنا توسمنا فيك خيرا ..
هتفت تسأل في تردد انتوا موصلكوش الكلام اللي اتقال عني في ال..
قاطعها الرجل مؤكدا إحنا تأكدنا إنه كان كلام كيدي موجه من منافسين كرهوا نجاحك ..ها ايه رأي حضرتك !..
هتفت في انشراح موافقة طبعا ..
أغلقت الهاتف ملقية التحية في سعادة وقد طار قلبها فرحا .. إن الطريق يمهد أمامها لتعيش دنيا عامرة افتقدتها منذ زمن بعيد ...
اندفع من باب الشقة الذي أغلقه في عڼف تجاه حجرته التي تعامل مع بابها بشكل أقصى عڼفا ما جعل أمه تهرول صوب حجرته لكنها لم تواتيها الجرأة للدخول تاركة له الوقت حتى يهدأ قليلا ثم تدخل لتعرف ماذا جرى ففضولها ېقتلها لمعرفة سبب ثورته العاتية تلك ..
الجميع سخر منه ..الجميع تلاعب به ..صاحبه الذي كان يعتقد أنه خله الوفي الأمين الذي دخل بيته وعينه على زوجته راغبا فيها ..كانت دوما ما تخبره أنها لا ترتاح له ولا تعجبها نظراته المليئة بالشهوة ..كيف لم يفطن لذلك !.. هل كان يراها لا تستحق بالفعل اعجاب الرجال ونظراتهم !.. هل استطاع سالم التأثير عليه ليجعله يكرهها ويرى فيها كل عيب ولا يألف منها أي محاولة في الإصلاح !..ليفعل به كل ما فعل .. وجاء دورها هي لترد الصاع صاعين ..استطاعت أن ترد بشكل عملي على كل اتهام وجهه لها.. ألم يقل أن ما من رجل سيرغب في النظر إليها !. ها هي استطاعت عندما رغبت أن تجذب رجلين كان كل منهما على استعداد تام لتقديم كل غال من أجل الحصول على ودها ..
طرقات على الباب أخرجته من خضم صراعاته لتدخل أمه مشفقة على حاله تجاوره رابتة على كتفه في حنو هامسة ايه !..رفضت ترجع !..
هز كمال رأسه مجيبا ابوها رفض وهي مفتحتش بقها بكلمة ..
وابتسم هاتفا في سخرية وتخيلي.. لقيت عريسين عندها غيري .. واحد كل بنات المؤسسة معرفتش توقعه.. والتاني مش هتصظقي مين !.. سالم صاحبي ..
قهقه كمال في حسرة اه .. شوفتي.. ده أنا مقلتلكيش ع المصېبة
الأكبر ..سالم هو اللي كان ورا ده كله ..
شهقت أمه ليستطرد ايوه .. صاحبي اللي دخلته بيتي حط عينه على مراتي ..رتب الموضوع وحط قدامي غراب البين اللي كنت هقع في شړ أعمالي واتجوزها ..قعد يصور لي نجوى بكل عيوبها وأنا زي المغفل مسحوب وراه ..لحد ما طلقتها عشان أرضي الهانم .. كانت دايما نجوى بتحذرني منه وأنا مكنتش بصدقها.. طلع عندها حق في كل حاجة .. أنا إزاي كنت اعمى كده !.. وإزاي كنت وحش قوي وعملت فيها كل ده !..
وضع رأسه الذي يكاد ينفجر من ذاك الخليط الرهيب من الأفكار المشتتة التي تعبث به من جديد بين كفيه لتربت أمه على كتفه من جديد في محاولة لمؤازرة صامتة بلا كلمات لا تملكها وعتاب ليس هذا وقته من الأساس ..
نهضت مغادرة الغرفة لتصنع له كوبا من عصير ليهدئ أعصابه المستعرة بينما اندفع هو قاذفا بجسده للخلف فاردا ذراعيه على اتساعهما بعرض متطلعا للسقف يسترجع أحداث الماضي بحلوها ومرها كأنما هو طقس لتعذيب الذات.
يتبع..