الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

عشان خاطري
رد جلال بلطف ونبرة تحمل الجدية
_احنا لسا چايين من سفر طويل وتعبانين وأمكم كمان تعبت نريح النهاردة وبكرا ننزل ونروح المكان اللي تحبوه
زموا شفتيهم بعبوس وظهر اليأس على محياهم فلم تتمكن من مقاومة الحزن الذي في عيناهم وابتسمت لهم بحنو أمومي وهتفت لجلال برقة
_خلاص ياچلال بعد الغدا خدهم خليهم يلعبوا شوية وأنا هقعد استناكم إهنه
قفزوا فرحا صارخين وارتموا على فريال يعانقوها بقوة وكل منهم يلثم وجنة من وجنتيها بقبلات متتالية وسط ضحكها القوي وهي تحاول إبعادهم عنها وتهتف
_طب خلاص كفاية
لم ينقذها من ھجموهم اللطيف عليها سوى صوت رنين هاتف جلال فأشارت لهم بحزم أن يلتزموا الصمت حتى يتمكن والدهم من التحدث فابتعدوا عنها ببطء وهم يضحكون في هدوء ثم غادروا الغرفة.

تقف في المطبخ منذ ساعة تقريبا تقوم بتحضير الفطار فليلة الأمس كانت مرعبة وانتهت بأنه تركها بمفردها في الغرفة لكن النوم لم يمر على عيناها حتى لثانية واحدة وظلت الليل كله مستيقظة حتى ظهر ضوء النهار وارتفعت الشمس في السماء وأشعتها ملأت كل مكان فهنضت من فراشها مبكرا ووقفت في المطبخ تحاول الهاء نفسها عن الحزن والتفكير بتحضير الطعام.
كان السبب الحقيقي وراء عدم قدرتها على النوم هو تفكيرها المستمر وحالة العتاب والتعنيف لنفسها على أفعالها بداية بتصرفها الأهوج مع صديقتها عندما سردت لها حياتها الخاصة نهاية بسماحها لسليم أن يدخل المنزل ثم عنادها وردودها المستفزة على زوجها رغم أنها تشعر ببعض الضيق من الذي فعله وحالة الهياج المخيفة الذي استحوذت عليه لكنها تعطيه الحق بالأخص بعدما أخبرها بحقيقة سليم المړيضة.. ويبدو أن الأمر لن يتوقف عند الليلة الماضية فقط بل سيكون له آثار أكثر سلبية ومهمتها هي الآن إصلاح ما أفسدته.
سمعت صوت باب الحمام ينفتح فعرفت أنه انتهى للتو من حمامه الصباحي وكانت ستتجه له لكن توترها منه منعها وظلت مكانها في المطبخ تكمل تحضيرها الطعام في عبوس انتظرته أن يخرج هو من الغرفة لكنها لم يخرج فضيقت عيناها باستغراب فقذت بذهنها احتمال وبسرعة تركت ما بيدها وتحركت للغرفة في خطوات سريعة قدر الإمكان وعندما دخلت ورأته كان شكها صحيح حيث وجدته ارتدي ملابسه ويستعد للرحيل فوقفت خلفه وهتفت بهدوء
_أنا چهزت الفطار مش هتاكل
رد بنبرة خالية من المشاعر
_لا 
لوت فمها بأسى ثم تقدمت إليه ووقفت أمامه مباشرة تهتف بندم وحزن
_أنا آسفة 
رمقها بطرف عينيه في جمود ثم ازاح نظره عنها وتجاهل آسفها دون أن يرد عليه حتى لكنها لم تيأس وتابعت تقول بصدق
_حقك عليا واوعدك أول وآخر مرة بعد إكده مش هتصرف من دماغي أبدا غير لما آخد أذنك الأول ومش هعمل إكده تاني أبدا غير لو كان بعلمك 
خاڼها التعبير في آخر عبارة لها وكأنها تخبره أنها ستكرر فعلتها لكنها ستخبره أولا حتى لا يكون الأمر تم خفية دون علمه اضطربت بشدة عندما رأت نظرته الحادة لها واسرعت تقول في توتر تنقذ الموقف وتصحح السذاجة التي تفوهت بها
_لا مقصدش والله.. قصدي يعني مش هعمل أي حاچة تضايقك تاني واللي تقوله هيتنفذ من غير ولا كلمة
لانت نظراته مجددا لكن تعبيرات وجهه الجافة كما هي وحتى الآن لا يرد عليها يستمع فقط لمحاولاتها في الاعتذار ونيل رضاه بصمت ابتعد عنها والتقط عباءته لكي يرتديها وبينما كان سيهم بارتدائها بنفسه وجدها تتولى هي عن المهمة وهي تهمس ببسمة رقيقة
_أنا هلبسهالك 
الټفت لها بوجهه ورمقها بانزعاج وهو يهتف
_بعدي يدك 
انزلت يدها ببطء ووجه مقتطب وتركته هو

انت في الصفحة 5 من 10 صفحات