رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
عشان خاطري
رد جلال بلطف ونبرة تحمل الجدية
_احنا لسا چايين من سفر طويل وتعبانين وأمكم كمان تعبت نريح النهاردة وبكرا ننزل ونروح المكان اللي تحبوه
زموا شفتيهم بعبوس وظهر اليأس على محياهم فلم تتمكن من مقاومة الحزن الذي في عيناهم وابتسمت لهم بحنو أمومي وهتفت لجلال برقة
_خلاص ياچلال بعد الغدا خدهم خليهم يلعبوا شوية وأنا هقعد استناكم إهنه
_طب خلاص كفاية
لم ينقذها من ھجموهم اللطيف عليها سوى صوت رنين هاتف جلال فأشارت لهم بحزم أن يلتزموا الصمت حتى يتمكن والدهم من التحدث فابتعدوا عنها ببطء وهم يضحكون في هدوء ثم غادروا الغرفة.
تقف في المطبخ منذ ساعة تقريبا تقوم بتحضير الفطار فليلة الأمس كانت مرعبة وانتهت بأنه تركها بمفردها في الغرفة لكن النوم لم يمر على عيناها حتى لثانية واحدة وظلت الليل كله مستيقظة حتى ظهر ضوء النهار وارتفعت الشمس في السماء وأشعتها ملأت كل مكان فهنضت من فراشها مبكرا ووقفت في المطبخ تحاول الهاء نفسها عن الحزن والتفكير بتحضير الطعام.
رد بنبرة خالية من المشاعر
_لا
لوت فمها بأسى ثم تقدمت إليه ووقفت أمامه مباشرة تهتف بندم وحزن
_أنا آسفة
رمقها بطرف عينيه في جمود ثم ازاح نظره عنها وتجاهل آسفها دون أن يرد عليه حتى لكنها لم تيأس وتابعت تقول بصدق
_حقك عليا واوعدك أول وآخر مرة بعد إكده مش هتصرف من دماغي أبدا غير لما آخد أذنك الأول ومش هعمل إكده تاني أبدا غير لو كان بعلمك
_لا مقصدش والله.. قصدي يعني مش هعمل أي حاچة تضايقك تاني واللي تقوله هيتنفذ من غير ولا كلمة
لانت نظراته مجددا لكن تعبيرات وجهه الجافة كما هي وحتى الآن لا يرد عليها يستمع فقط لمحاولاتها في الاعتذار ونيل رضاه بصمت ابتعد عنها والتقط عباءته لكي يرتديها وبينما كان سيهم بارتدائها بنفسه وجدها تتولى هي عن المهمة وهي تهمس ببسمة رقيقة
_أنا هلبسهالك
الټفت لها بوجهه ورمقها بانزعاج وهو يهتف
_بعدي يدك
انزلت يدها ببطء ووجه مقتطب وتركته هو