الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

انسي اللي عرفتيه وسمعتيه واصل وكأنك مسمعتيش حاچة
ثم تركها بقوة وهو يتجه لباب الغرفة ويغادر ليتركها بمفردها تتصارع بين أفكارها في رغبتها بإخبار ابنها بحقيقة والده وبين خۏفها منه ومن تهديده.

كان بلال يقود سيارته وبطريقه للجامعة ومر من أمام منزل حور أثناء طريقه وكأن الظروف استمعت لرغبته في رؤيتها فوجدها تقف بالشارع العمومي وتبدو في انتظار سيارة أجرة لكي تذهب للجامعة فضحك بسعادة غامرة وقاد سيارته باتجاهها ثم وقف خلفها ونظر لها من النافذة يقول مبتسما
_لو فضلتي واقفة إكده هتفوت عليكي محاضرة الساعة تسعة 
انتفضت بفزع عندما سمعت صوته والتفتت بسرعة للخلف وهي تضحك لتجيبه بحيرة
_وأنت عرفت إزاي أن معايا محاضر الساعة تسعة 
زم شفتيه ببراءة مزيفة مردفا
_مجرد تخمين
ضحكت بخفة ثم قالت في نفاذ صبر وهي تتأفف
_المواصلات كلها يتيجي مليانة وأنا واقفة يجي اكتر من نص ساعة بفكر ارجع البيت والله ومروحش خالص
قهقه بقوة فشردت هي في ضحكته الرجولية الجذابة ولكن سرعان ما انتشلها من أحلامها بصوته وهو يقول بعبث
_طب ما أهو في مواصلة فاضية قدامك! 
التفتت حولها تبحث عن السيارة الفارغة الذي يتحدث عنها وهي تسأل بعفوية
_فينها! 
عندما عادت بنظرها له وجدته يتمعنها مبتسما وهو يرفع حاجبه ففهمت مقصده ورغما عنها ضحكت بحياء واضح وردت عليه
_ لا متشكرة مش عايزة اعطلك 
ظهر الاقتضاب على محياه من رفضها وهو يقول مازحا
_تعطليني إيه ما أنا رايح الچامعة معاكي.. انتي هتعطليني صح لو فضلتي واقفة إكده كتير ووقتها هتضيع المحاضرة عليا وعليكي والنهاردة أنا معايا امتحان وتسليم مشروع تخرچ يعني مستقبلي معتمد عليكي
انطلقت ضحكتها الرقيقة وهي تردف پصدمة متصنعة
_ياااه مستقبلك معتمد عليا.. للدرجة دي! 
أجاب بلال مبتسما وهو يكمل مزحه
_واكتر كمان.. هااا ناوية تشيلي ذنبي ولا هتركبي عشان اوصلك واحنا الاتنين نلحق مستقبلنا
استمرت في الضحك وهي تهز رأسها مغلوبة منه ثم قالت في النهاية تبادله المزاح
_هركب وامري لله.. ده مستقبل برضوا مش لعب عيال 
أجابها ضاحكا بأعين تفيض عشقا
_أيوة چدعة 
استدارت حول السيارة وفتحت باب المقعد المجاور له لتستقل بجانبه وهو ينطلق بالسيارة نحو مقر الجامعة...

داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة الجلوس الخاصة بعمل جلال.....
كان يجلس يباشر أعماله على الحاسوب ويضع آخر الحسابات بمعرض الأجهزة العائد له وللعائلة حتى اقتحم عليه الغرفة ابنه الصغير.. الذي اقترب منه وجلس بجواره يسأله في اهتمام وحزن
_أبوي هو أنت صح كنت تعبان امبارح في المستشفى
الټفت جلال نحو عمار ثم ترك ما بيده وراح يمسح فوق شعر ابنه بحنو متمتما
_أيوة كنت تعبان شوية وبقيت كويس الحمدلله دلوك متقلقش 
أماء لأبيه بابتسامة راحة ثم ظهر الحماس والسعادة على وجهه وهو يردف
_امي قالتلي أن قريب هتچيبلنا أنا ومعاذ أخت
اشرق وجه جلال بفرحة مختلفة وجميلة وراح يسأل ابنه بتلهف
_هي قالتلك أنها حامل في بنت 
هز عمار رأسه بالأيجاب وأكمل
_ايوة قالتلنا أنا ومعاذ وسمعتها كمان دلوك كانت بتتكلم في التلفون وبتحچز عند الدكتور
تلاشت ابتسامة جلال تدريجيا وظهر الانزعاج البسيط على ملامحه فمسح على شعر ابنه بلطف وهتف
_أنا هطلع اشوف أمك وأنت خلي بالك على الورق ده لغاية ما أرچع 
امتثل لأوامر أبيه بهز رأسه بالموافقة بينما جلال فاسرع للأعلى حيث غرفتهم جانب منه سعيد ويتطاير فرحا بأنها ستمنحه فتاة هذه المرة وجانب آخر غاضب من تصرفاتها وكأنه لا وجود له.
فتح باب الغرفة ودخل فوجدها تقوم بتبديل ملابسه شهقت بفزع عندما رأته وقالت مستاءة
_مش تخبط قبل ما تدخل 
تجاهل السخافة التي تفوهت بها للتو وهتف بعصبية
_معاكي معاد دكتور النهاردة مش المفروض تبلغيني

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات