رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والثلاثون بقلم ندى محمود توفيق
لها بخبث وتمتم
_إيه مش أنتي اللي طلبتي وأصريتي
قالت بصوت متلعثم ومضطرب
_خلاص رچعني للكرسي تاني تعبت وعاوزة اقعد
هي أساسا لا تستطيع الوقوف على قدميها وعندما رأته ينحني عليها احست بأن توازن جسدها كله اختل فأسرعت تتشبث بكتفيه خشية من أن تسقط بينما هو فضحك واقترب من أذنها يهمس لها باستمتاع
_قبل ما تحاولي تستغلي نقاط ضعفي عشان تچننيني عليكي ابقي فكري زين في اللي أنا ممكن أعمله واديكي شوفتي أنتي بلمسة وحدة بس بتبقي كيف
ازدردت ريقها بخجل وقالت
_طيب مش هترچعني عاد للكرسي
هز رأسه بالرفض مجيبا بابتسامة متلذذة
_هو احنا لحقنا لسا مخلصناش
_عمران أبوس يدك كفاية
ضحك بقوة وقال لها بجدية وحنو
_متخافيش مش هعمل حاچة تاني هنكمل الجلسة بكل أدب واحترام
أشاحت بوجهها للجهة الأخرى وهي تزفر بقلة حيلة وسط ابتسامتها الخجلة ثم التفتت له مجددا وأكملت معه جلستها وهي تتحرك بمساعدته ورغم أن خطواتها كانت بطيئة لكن كلاهما لاحظوا الفرق بين الجلسة السابقة والآن وأن قدرتها على الحركة بدأت تتحسن بسرعة شديدة.
بصباح اليوم التالي داخل منزل ابراهيم الصاوي......
كانت إخلاص تتابع ابراهيم وهو يقف أمام المرآة يهندم من ملابسه قبل أن يخرج الڠضب يتملكها كلما تتذكر حديثه مع عفاف بصباح الأمس واعترافه بأنه هو المتسبب في قتل خليل صفوان.
حاولت السكوت والبقاء هادئة لكنها فشلت في التحكم بأعصابها حيث هبت واقفة واندفعت نحوه تهتف منفعلة
الټفت لها باستغراب وقال بحدة
_هو إيه اللي كيف عملتها!
تجمعت العبرات في مقلتي إخلاص التي تابعت بحړقة على زوجها
_هي اللي وزتك صح.. أنت متعملش إكده من نفسك أبدا ده خليل كان كيف أخوك ومهما كانت المشاكل في إيه بينكم متوصلكش للقتل واصل لكن هي فضلت توز في ودانك كيف الشيطان لغاية ما خلتك تقتله
_بتخرفي تقولي إيه ياولية أنتي.. إيه الچنان اللي بتقوليه ده!!
انهمرت عبرات إخلاص وهي ترد عليه بأسى
_ده مش چنان ده الحقيقة يا ابراهيم اللي أنا مش قادرة أصدقها لغاية دلوك.. متحاولش تنكر عشان انا سمعت بودني امبارح أنت والعقربة عفاف
_سمعتي إيه
إخلاص بصوت مبحوح
_سمعتك وأنت بتقولها أنك بتقرب منهم عشان ميحسوش ولا يعرفوا أنك أنت اللي قټلت خليل
كتم على فمها بيدها في نظرات ملتهبة وهو يهتف محذرا إياها
_وطي حسك ده لحد يسمعنا وتودينا في داهية
دفعت إخلاص يده عن فمها وهتفت پألم وقهر
_چلال رفع السلاح على راس ولدك عشان فاكر أن هو اللي قتل أبوه.. وطلعت انت اللي قټلته مش خاېف على ولدك ولا بتفكر فيه أنهم ممكن يحاولوا يأذوه
ابراهيم بنبرة رجولية قوية وساخطة
_عمران راچل مش عيل صغير ومفيش مخلوق يقدر يقربله ولو حد فكر يقرب من ولدي ولا يأذيه آخد روحه بيدي
ابتسمت إخلاص مستهزئة وهي ترد عليه بأسى
_ ومفكرتش فيه هيعمل إيه لما يعرف أن أنت اللي قټلته سواء هو أو حتى بلال وفريال
جذبها ابراهيم من ذراعها پعنف هاتفا وهو يحذرها بنبرة مخيفة لا تمزح
_لو لسانك وقع بالكلام قصاد عمران ولا بلال مش هرحمك يا إخلاص فاهمة ولا لا..