رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق
أشفق على وضعها وحالتها المزرية
_معدتش عارفة أعمل إيه ياعمران تعبت قوي
همس لها بدفء ونبرة رزينة
_اعملي اللي هيريحك قولتلك قبل إكده وهقولك تاني متجبريش نفسك على حاچة طالما حاسة إنك مش جاهزة دلوك
رفعت رأسها عن صدره وقالت بعينان غارقة في الدموع
_كانت بتكلمني وهي پتبكي كيف العيل أول مرة اسمعها پتبكي إكده.. كنت حاسة لو كملت معاها اكتر هنهار في البكا معاها
_هما غلطوا في حقك ولما عرفوا الحقيقة دلوك لازم هيحسوا بالذنب وأمك مهما كان هتفضلي بتها ومش هتقدر ترميكي
صاحت آسيا پألم وبكاء شديد
_كان عندهم استعداد ېقتلوني ياعمران لو مكنتش اتجوزتني وأنت بتقولي احساس بالذنب!!
_متفكريش في الماضي أنتي دلوك مرتي ومعايا ومفيش مخلوق يقدر يقربلك.. ادي لنفسك فرصة لغاية ما تهدى وبعدين قرري أنتي هتقدري تسامحيهم ولا لا
_بزيادة بكا عاد.. الدموع مش لايقة على عيون الغزال دي
رمقته بدهشة وسرعان ما أشاحت بنظرها عنه في خجل ملحوظ دون أن تجيب احتارت ماذا تقول فقررت تغيير مجرى الحوار تماما وقالت له مبتسمة بتعجب
_هو احنا مش لساتنا كنا مټخانقين من كام ساعة وكنت مش طايقني!!
_ولساتني متعصب منك ومش طايقك بس مهنتيش عليا لما شوفتك إكده
لو لم يكمل عبارته الأخيرة كانت ستنفجر به كالقنبلة الموقوتة لكن آخر ما تفوه به امتص كل غيظها منه جعلها تبتسم له بحب وخجل ثم قالت برقة معتذرة
_أنا غلطت صحيح في الكلام اللي قولته ليك أنا آسفة بس مغلطتس في حاچة تاني أنت اللي اتعصبت عليا وفضلت تزعق
_أنتي عاوزة تعيدي الخناقة بينا من تاني عاد ولا إيه.. اقفلي سيرة الموضوع المچندل ده مش ناقصة عكننة تاني
زمت شفتيها بيأس وقالت في عبوس
_أنتي علطول قافش إكده ملحقتش اقول حاچة عشان تتعصب أصلا!
كتمت على فمها بعد أن هتفت بنفاذ صبر
_أهو كتمت ياعمران مش هقول حاچة واصل
_جدعة ياغزال
ابتسمت لا إراديا عندما نعتها بالغزال لكن سرعان ما عبس وجهها وقال بدلال وضيق
_بس أنا لساتني زعلانة منك ومش هكلمك غير لما تصالحني
_أولا أنتي اللي غلطانة طلعتي من البيت من غير ماتقوليلي ولا تاخدي أذني وقصاد إكده وقفتي قصادي الند بالند وبتردي عليا وبتقوليلي حلو ليك ووحش ليا.. ورغم كل ده أنا قاعد چارك دلوك وبهديكي واطبطب عليكي وادلعك غزال ومعرفش إيه وتقولي اصالحك عاوزة إيه تاني!!!
_لساتني متصالحتش وزعلانة أنت مشوفتش روحك كنت بتكلمني كيف
رغم اقتناعه بأنها هي المخطئة لكنه تنازل وسألها بقلة حيلة في خنق
_وأنتي عاوزاني اصالحك كيف عاد يا يآسيا هانم
هزت كتفيها بدلال تجيبه بعبوس
_معرفش أكيد مش أنا اللي هقولك الحچات دي مبتتقالش
قرر أن يقلب الطاولة فوق رأسها ويستغل هو الوضع لتصبح النتيجة واحد صفر
لصالحه بعد عبارتها حيث ابتسم بخبث وسألها بوقاحة
_مبتتقالش ليه.. هو أنتي عاوزاني اصالحك كيف!!
التفتت برأسها له ورمقته بدهشة من تلمحياته المنحطة والجريئة كانت وجنتيها قد توردت باللون الأحمر ونظراتها اشتعلت بالغيظ منه وبظرف لحظة كانت تندفع لخارج الغرفة تهرب منه خجلا وغيظا.. فتتركه يضحك بمتعة...
داخل منزل خليل صفوان......
اندفعت جليلة خارج غرفتها بعد انتهاء حديثها مع ابنتها فقد عرفت للتو أن خلود عادت للمنزل ومحتجزة داخل غرفتها كانت كالثور الهائج الذي لا يرى أمامه وسيدمر كل