الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

روحك أنتي خسرتيه وهو عمره ما هيرچعلك وقريب هيطلقك وهفضل أنا چاره ومرته
كانت فريال كالبركان الذي على وشك الانفجار وراحت تهتف بمنيرة في وعيد وغيرة حاړقة
_اطمني هتطلعي من البيت ده قبلي.. ده بيتي وبيت عيالي وأنتي ملكيش مكان فيه ولا حتى في قلب چلال
كانت الأخرى تبتسم بلؤم غير مبالية بما تقوله.. سعيدة بانتصارها عليها وتحقيق رغبتها في جعلها تتألم.. وللأسف كانت فريال هكذا بالفعل حيث بمجرد ما ولتها ظهرها ونزلت على الدرج فرت دمعة مقهورة من عيناها...
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران.....
كان جالسا فوق الفراش شارد الذهن يفكر بحلول لمشاكل العمل التي لا تنتهي ولا يرى أو يشعر بأي شيء حوله حتى أنه لم ينتبه لاختفاء آسيا لفترة طويلة داخل الحمام.
صك سمعة فجأة صوت صړخة عالية انبعثت من الحمام فوثب منتفضا بهلع على أثرها واسرع نحو الحمام لكنه توقف عندما وجد الباب ينفتح وتخرج هي من مزعورة قبل أن يصل حتى لها.. وكانت ترتدي ثوب قصير حريري قصير وبحمالات رفيعة رآها تنتفض وهي تمسح بيديها عن جسدها كله.. فاقترب منها وهتف باستغراب
_مالك
لم تكن تنتبه لحالتها أو كيف خرجت أمامه شبه عاړية فالړعب والزعر المستحوذ عليها سلب عقلها كانت ترتجف وهي تمسح على ذراعيها وجسدها پخوف حتى أن عيناها بدأت تذرف الدموع غضن حاجبيه بقلق حقيقي هذه المرة واقترب منها أكثر يلف ذراعه حولها ويضمها لصدره ليهدأ من ارتجاف جسدها
_في إيه يا آسيا!!
همسات بصوت مزعور ومبحوح
_برص كان في بر..ص في الحمام ووقع عليا 
ضيق عيناه وسألها بعدم استيعاب
_برص إيه وكيف دخل ده! 
آسيا بصوت باكي وهي ترفع يدها من جديد تمسح على جسدها باشمئزاز
_معرفش.. أنا مش قادرة أقف ولا اتلم على أعصابي
ضحك رغما عنه وراح يمسح بيده فوق ذراعها في لطف هاتفا
_طب اهدي مش مستاهل كل ده.. أنتي پتبكي! 
رفعت عيناها الدامعة له وصاحت پغضب وقرف
_ لا مستاهل أنا بخاف منهم قوي وبقرف منهم
كبح ابتسامته بصعوبة وراح يخفض نظره لجسدها ينظر لثوبها الأسود المثير وشعرها الذي من نفس اللون وهو ينسدل فوق كتفيها وظهرها كله بينما هي فرفعت أناملها تجفف دموعها وهي تحاول التحكم بأعصابها والوقوف على قدميها باتزان لكن فور انتباهها لنظراته الجريئة لها ونزلت بعيناها تتفحص نفسها فانتفضت من بين يديه مبتعدة عنه وهي تلف ذراعيها حول نفسها محاولة أخفاء جسدها ثم قالت بخجل وقوة
_ودي وشك الناحية التانية
رفع حاجبه بنظرة مخيفة ومستنكرة دون أن يزيح عينيه عنها للحظة فتوردت وجنتيها من الخجل والتوتر وراحت تتقهقهر للخلف ببطء دون أن تفك ذراعيها من حول جسدها حتى وصلت الحمام ودخلت ثم أغلقت الباب بسرعة عليها تتوارى عن أنظاره.
لحظة بالضبط حتى سمعته وهو يهتف لها من الباب بخبث وابتسامة تستطيع الشعور بها في صوته حتى لو لم تكن تراها
_خدي بالك ممكن تلاقيه لسا قاعد.. لو عوزتي مساعدة اندهي عليا أنا موچود
أشعل خجلها وخۏفها من جديد فراحت تصيح به بغيظ من الداخل
_عمران
ابتعد عن الباب وهو يبتسم باستمتاع ثم عاد يجلس فوق فراشه مرة أخرى.. مستندا بظهره على ظهر الفراش ويديه أسفل رأسه من الخلف دقائق طويلة نسبيا وخرجت هي مجددا بعد أن انتهت من حمامها وهذه المرة كانت ترتدي عباءة منزلية عادية جدا بأكمام طويلة ومحتشمة.. فنظر لها مضيقا عيناه ورفع حاجبيه في نظرة نافرة مشيرا أنه لم يعجبه وكأنه يقول بنظراته أن السابق كان أجمل تعمد التصرف بجرأة ووقاحة حتى يخجلها.. وبالفعل نجح لكنها
حاربت استحيائها ورمقته بشراسة في غيظ دون أن تتحدث ثم أشاحت بوجهها عنه وراحت تقترب من المرآة لتسرح شعرها.. لكن البسمة الرقيقة والخجلة ارتفعت فوق ثغرها لا إراديا حاولت تجاهله وتجنبه قدر الإمكان هذه الليلة علها تسلم من تصرفاته الماكرة....
بصباح اليوم التالي داخل المستشفى.......
كانت آسيا تجلس فوق أحد المقاعد الحديدية أمام غرفة الطبيبة منتظرة خروجها وهي تحدق في الفراغ أمامها بنظرات مرعبة ولا تبشر بالخير أبدا.
هبت واقفة فورا عندما رأت الطبيبة تخرج من الغرفة فاقتربت منها وسألتها
_كيفها دلوك يارانيا 
اجابتها الطبيبة بارتياح
_بقت زينة الحمدلله وكمان شوية وتفوق 
اماءت آسيا برأسها في تفهم ثم تطلعت في صديقتها بنظرة قوية وسألت
_طيب عملتي اللي طلبته منك! 
تنهدت الطبيبة بضيق ورد بقلق
_ يا آسيا اللي أنتي عاوزاه صعب وأنا مقدرش اعملها اختبار حمل من غير علمها
............ نهاية الفصل........

انت في الصفحة 8 من 8 صفحات