الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وسهلا بيكي في الچحيم لو فاكر ولما لقيته دسيته أمان ليا لأني مش ضامنة حد في البيت ده
سكتت للحظة واحدة وتابعت منفعلة
_ وأنت بتتعمد تتقرب مني عشان تچنني وتستمتع ولما حاولت تقربلي امبارح معرفتش أعمل إيه عشان أهرب منك وأخوفك 
ابتسم مغلوبا في غيظ وقال في نظرة شرسة
_ فقولتي أخوفه بالسلاح!
لمست السخرية في نبرته من تصرفها الأهوج والغبي فأبعدت نظرها عنه كاعتراف غير مباشر بسذاجتها لكنها دافعت عن نفسها بثبات تطلق حجة أسخف من تصرفها
_ ملقيتش غيره قصادي 
صر على أسنانه يحاول تمالك أعصابه ثم رفع أنامله يمسح على لحيته بغيظ لينفجر بها صائحا
_ وأنتي بتلعبي في حاچة مبتفهميش فيها ليه من الأساس 
انفعلت من صراخه عليها فصاحت هي الأخرى
_مكنتش أعرف أنه فيه رصاص وكنت فكراه فاضي 
عاد يمسح على وجهه كله هذه المرة وهو يزأر من بين أسنانه ويستغفر ربه للحظة خشيت أن يغضب بشدة ويعود لحالته المرعبة التي كان عليها عندما عاد من المستشفى فتراجعت للخلف واستدارت تهم بالرحيل عن الغرفة بأكملها لكنه قبض على ذراعها يوقفها بنظرات مخيفة هاتفا
_ رايحة وين!
تنفست الصعداء بنفاذ صبر وقالت
_رايحة لفريال عايزة اطلع من الأوضة دي شوية واشم نفسي ياعمران 
هدأت حدة نظراته وكذلك لانت قبضته على ذراعها ليقول بلهجة آمرة
_اللي بيغلط بيتحمل عواقب غلطه عشان يحرم بعد إكده ميدخلش في اللي ملوش فيه.. وأنتي كيف ما شايفة مش بقدر احرك يدي ومش بعرف أعمل حاچة يعني هتفضلي في الأوضة إهنه تخدميني وبس 
طالت نظرتها المندهشة له وسرعان ما تحولت لغيظ لكنها لم تتجرأ على الاعتراض أو حتى التفوه بكلمة واحدة وسكتت كرد بالإطاعة على أوامره ثم وجدته يترك يدها ويقول بخشونة ونظرة تحمل من الوقار والهيبة ما يليق به
_ ودلوك يلا انزلي حضريلي الوكل عشان لازم آكل وآخد العلاچ
اتسعت عيناها وردت بعدم استيعاب وڠضب مكتوم
_أنا هحضرلك الوكل!!!
رد عليها بثبات انفعالي تام ونظرات ثاقبة
_ أيوة أنتي أمال مين غيرك.. هروح اطلب من أمي ولا أختي ومرتي قاعدة
ابتسمت بغيظ وقالت وهي تتمالك أعصابها
_لا إزاي ميصحش طبعا لازم أنا اللي اعمل كل حاچة عشان اتحمل نتيجة غلطي كيف ما قولت.. بس مش خاېف احطلك سم في الوكل!
ضحك بصمت وكانت تلك هي الوهلة الأولى لها تراه يضحك ثم وجدته يجيب بقوة ومكر
_ حاولتي تقتليني مرتين واديني قصادك أهو.. فكرك السم هيحوق فيا
ابتسمت رغما عنها ساخرة وهي تشيح بوجهها للجانب ثم ابتعدت عنه وسارت للخارج تقصد المطبخ لتحضر له الطعام وتهمس بقلة حيلة مبتسمة 
_ عندك حق مفيش حاجة بتحوق فيك ما أنت خارق للطبيعة 

كانت جليلة بطريق غرفة أحفادها لتطمئن عليهم فوجدتهم نائمين في افرشتهم بعمق ابتسمت بحنو وأغلقت الباب مجددا ثم غادرت واتجهت نحو غرفة ابنها لتوقظه من نومه حتى لا يتأخر عن عمله.
وقفت أمام باب غرفته وامسكت بالمقبض ثم فتحته ودخلت وعلى ثغرها ابتسامة دافئة لكنها تلاشت تدريجيا واختفت تماما فور رؤيتها لفريال وهي نائمة بين احضانه وهو يضمها بذراعيه في كل حميمية.....
........... نهاية الفصل........

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات