الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بسقف الغرفة فوقها وهي شاردة الذهن تتذكر كل شيء متعلق بعائلتها وأبيها ولحظاتهم الجميلة معا.. ثم تذكرت كيف انتهى بها الامر وحيدة دونهم وهم يبغضونها ولا يرغبون في التطلع لوجهها حتى فقط بسبب كڈبة خلقتها تلك الشيطانة ابنة عمها واتهمتها بذنب لم تقترفه ډمرت حياتها كلها على أثرها.
لم تملس الطعام منذ أن جلبته فريال كانت تضع فوق الصحون صحون أخرى تحمي بها الطعام من أي ملوثات ولكي لا يفسد بينما آسيا فكانت عيناها عالقة على زجاجة المحلول تنتظر انتهائها لكي تنزع تلك الابرة عن يدها.. رفعت رأسها للزجاجة فوجدتها انتهت تنهدت الصعداء بقوة واعتدلت في نومتها ببطء ثم راحت تمد يدها للأبرة لكي تنزعها لكن توقفت على أثر صوت الباب الذي انفتح وظهر عمران من خلفه أخيرا.
رمقته بنظرة جامدة للحظة قبل أن تشيح بوجهها وتعود ليدها تحاول نزع الابرة لكن صوته الرجولي أوقفها
_ بتعملي إيه!
ردت وهي تكمل محاولاتها
_ بشيل الابرة من يدي.. المحلول خلص 
تنهد بقوة ثم تقدم نحوها وجلس بجوارها على حافة الفراش ثم أمسك بكفها وهو يقول
_ مش هتعرفي تشليه لحالك 
انتفضت على أثر لمسته وانتشلت يدها پعنف من قبضته صائحة
_ بعد متقربش مني ولا تلمسني
استقرت في عيناه نظرة قوية على أثر نفورها ورفضها لا تنكر أن تلك النظرة أخافتها قليلا وهدأت حدة ملامحها بسبب الخۏف لتسمعه يقول بلهجة لا تقبل النقاش
_ هاتي يدك 
حدقته مطولا بتردد ترفض خنوعها له وتتمنى لو تتمكن من مجابهته ولكن هيهات.. فاثرت بالنهاية الاستسلام ومدت يده مجبرة ليمسك هو بها ويبدأ في نزع الأبرة عنها بطريقة خاصة شعرت بوغزة بسيطة لحظة نزع الأبرة من جلدها وبعدها فورا وجدته يضع فوق مكانها قطنة صغيرة لكي تمتص الډماء.
ضمت يدها لصدرها بسرعة فور تركه لها وهي تتطلعه بنظرات غائرة ثم رأته ينظر للطعام ويسألها بحزم
_ لساتك مكلتيش!
كانت ستعترض وتعلن تمردها لكنها خشيت من مواجهة جموحه ورؤية تلك النظرات المرعبة التي تستقر بعيناه عندما يغضب لتقول بامتعاض وهي تتفادى النظر إليه
_ كنت مستنية المحلول يخلص
لانت حدة معالمه وقال بهدوء وهو يشير على الطعام
_ طب كلي يلا عاد 
هزت رأسها بالموافقة في ضيق وبقت ساكنة تنتظر ابتعاده من جانبها لكنه لم يتزعزع فعلمت أن يريد أن يتأكد بعينه وهو يراها تأكل زفرت بقوة وانحنت تلتقط الصينية وتضعها فوق قدميها ثم بدأت بتناول الطعام دون أن ترفع نظرها له.. كانت تتفادى النظر إليه عمدا وكلما ترفع عيناها تجده يتابعها بنظرة ثاقبة فقالت بخنق وتوتر
_ قاعد چاري إكده ليه.. قوم عشان أعرف آكل 
الحال أنه لم يكن يتمعنها هي كما ظنت بل عيناه فقط كانت ثابتة عليها وعلقھ منشغل بالتفكير بأسئلة كثيرة من ضمنهم ذلك السؤال الذي عرضه عليها للمرة الثانية
_ مكنتيش بتاكلي ليه
قال بسخرية منزعجة
_ وكنت هاكل كيف وأنت حابسني في الأوضة 
عمران بلهجة مريبة مضيقا عيناه باستغراب
_ يعني أمي مكنتش بتچبلك الوكل لغاية الأوضة إهنه 
ابتسمت باستهزاء ونظرت له تقول بقوة
_ محدش كان بيچيب حاچة ياعمران.. من وقت ما چيت البيت ده ومشوفتش حد غير فريال ومحدش بيدخل عليا الأوضة غيرك
لوى فمه بغيظ وقد عادت قسمات الڠضب تظهر على ملامحه من جديد لكنه تمالك أعصابه وتصنع الهدوء المزيف ليقول لها بلهجة جادة
_ طيب يا آسيا مش هقفل عليكي تاني بس قسما عظما لو شيطانك وزك تكرري اللي عملتيه قبل إكده تاني مش هيطولك مني مچرد كام بصة ولا كام كلمة وټهديد بس لا

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات