السبت 30 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

اكتر.. وأعملي حسابك من بكرا هتنزلي تاكلي معانا على السفرة مهتقعديش وحدك تاني
باغتته برد مطيع دون أن تبدي أي ردة فعل معارض حتى بمجرد نظرة
_ ماشي 
غضن حاجبيه بحيرة وتمعنها بتدقيق في شك من ذلك التحول المريب بينما هي فردت عليه ببرود
_ بتبص إكده ليه قولتلك ماشي
كان رده عليها بالصمت وطالت نظرته لها قبل يستقيم واقفا ويتركها متجها للحمام لكي يأخذ حمام دافيء قبل أن يخلد للنوم وأكملت هي تناولها للطعام وبعدما انتهت توقفت ولفت حجابها جيدا فوق شعرها ثم غادرت الغرفة ببطء بسبب تعبها وهي حاملة الصينية فوق يديها واتجهت بها للطابق الأرضي حيث يقع المطبخ.
خرج من الحمام بعد دقائق طويلة نسبيا وهو يرتدي جلبابه الأبيض وشعره الأسود الغزير تتساقط منه قطرات المياه حين وقع نظره على الفراش ولم يجدها فتطلع نحو الباب بتلقائية ووجده مفتوح اندفع للخارج بسرعة يقود خطواته تجاه الدرج قاصدا الطابق الأرضي.
بتلك اللحظات كانت هي بطريقها للغرفة مجددا لكن داهمها دوار عڼيف واختل توازنها على أثره وكانت على وشك السقوط من الدرج لولا أنها استندت بكفيها وجسدها على الحائط مغمضة عيناها بتعب شديد واضح على ملامح وجهها الذابلة وقف هو للحظة عندما رآها بهذه الحالة ثم اقترب منها ووقف بجوارها يحاوطها بذراع وبالآخر يمسك بيدها لكي يسندها ويساعدها على الوقوف والصعود معه لغرفتهم وسط صوته الرجولي وهو ېعنفها بلطف
_ أنتي إيه اللي نزلك أصلا!
ردت بصوت يسمع بصعوبة وهي لا تقوى على فتح عيناها حتى
_ نزلت اودي الوكل في المطبخ 
تنهد مغلوبا وقال بهدوء في لهجة جادة
_ طيب اسندي عليا واطلعي على مهلك
نفذت ما قاله دون وعي فكانت ترى أمامها بصعوبة أساسا القت بحمل جسدها كله عليه حتى أن رأسها القتها على صدره مغمضة عيناها فكانت تشعر وكأن كل شكل يدور بها في حركة دائرية ولو تركت يده أو ابتعدت عن صدره للحظة ستسقط من فوق الدرج بأكمله.
صعدت معه درجات السلم ببطء شديد لكنه توقف عندما رأى أمه أمامه ووقفت تتطلع لآسيا بنقم واغتاظت حين رأتها بين أحضان ابنها هكذا فقالت ساخرة
_ مالها دي!
تطلع عمران لأمه پغضب بسيط وقال بنظرة ذات معنى
_ تعبانة ياما 
رمقت آسيا بقرف وقالت بانزعاج مستنكرة
_ وواخدها في حضنك إكده ليه ما تسيبها تطلع لحالها ولا هي اتكسحت خلاص!
كانت آسيا تستمع لكل ما تقوله لكنها لم تكن بحالة تمكنها من المواجهة والوقوف بشموخ أمام تلك المرأة فتجاهلت الأمر مؤقتا وبقت متشبثة بذراعين زوجها أما هو فرمق أمه بحزم وقال في نبرة رجولية غليظة
_ تصبحي على خير ياما.. بكرا نبقى نتكلم على رواق 
لم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث أكمل طريقه هو وزوجته تجاه غرفته وبقت إخلاص مكانها تتطلع في آسيا پحقد وغيظ.
دخل الغرفة واقترب بها من الفراش ثم تركها لتتسطح هي بجسدها عليه في رفق مغمضا عيناه وبعد دقيقتين تقريبا سمعته يقول بنبرته المميزة
_ اشربي وخدي العلاج قومي يلا 
فتحت عيناها ببطء واعتدلت في نومتها بصعوبة ثم جذبت كوب الماء من يده ومعه أقراص الدواء الخاص بها وابتلعتهم مع الماء ثم عادت تتمدد مجددا على الفراش وجذبت الغطاء تتدثر به مغلقة عيناها بتعب وماهي إلا لحظات قليلة حتى غطت بسبات عميق فابتعد هو عنها وأجرى مكالمة ضرورية بخصوص العمل ثم عاد مجددا الفراش وتسطح بجسده القوي بجوارها على الجانب الآخر وأغلق عيناه بإرهاق يترك جسده وعيناه تنعم بقليل من الراحة بعد ذلك اليوم الطويل والحافل بالأحداث.

انت في الصفحة 7 من 9 صفحات