رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندى محمود توفيق
وهي تبكي بحړقة كلما تتذكر عائلتها ېتمزق قلبها أربا من القهر والألم.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بغرفة جلال...
فنح جلال عيناه دفعة واحدة مستيقظا من نومه بعدما كان غارق بأعماق حلم تشاركه به زوجته نجح عقله في تصوير الواقع الذي يريده وهو عودتها له من جديد لتنير عتمة لياليه الوحيدة والبائسة دونها لكنها هي من أرادت تلك النهاية وحكمت عليهم بالظلام بعدما كانت شمسهم لا تغرب.
استقام جالسا بعد دقائق وهو يمسح على وجهه بقوة مطلقا زفيرا حارا بخنق ثم هب واقفا ونزل من الفراش يتجه نحو الشرفة وقف وثبت نظره على الفراغ أمامه شاردا الذهن حتى قذفت بعقله إحدى ذكرياتهم معا قبل الزواج كان هو يبلغ من العمر عشرون عاما وهي سبعة عشر......
_ ليه قولتليه يوصلنا يا آسيا
ردت شقيقته بكل هدوء ملحوظ في نبرة صوتها
ردت الأخرى بصوت مرتبك
_ خلاص أنا مش هروح معاكي
احتدمت نبرة آسيا التي ردت عليها پغضب
_ مش هتروحي كيف يعني وليه.. كله ده عشان چلال هياخدنا!
هيمن الصمت على فريال للحظات قبل أن تقول بخجل وتوتر
_ أيوة أنتي مبتشوفيش أخوكي كيف بيبصلي يا آسيا.. أنا مبرضاش اقعد معاه في مكان واحد
_ ده على أساس إنك مبتبصيش يعني وهو بس اللي دايب فيكي.. خلي الطابق مستور يافريال ولمي الدور الشويتين دول تعمليهم على حد غيري لكن أنا فهماكي زين أنتي وهو
انتصب هو في وقفته وتنحنح برجولية وهو يبتسم ثم طرق الباب بلطف وكانت فريال هي التي اسرعت للباب تفتح بكل عفوية لكن تسمرت حين رأته أمامها وشعرت بالبرودة تصعد لإطرافها من فرط الخجل والتوتر بينما هو فثبت نظره عليها وابتسم بساحرية وهو يقول
اجفلت نظرها عنه بخجل وردت بخفوت
_ زينة الحمدلله
طالت نظرته العاشقة لها ثم انتزع عيناها عنها بصعوبة متحكما بسيل مشاعره الجارف وتطلع لشقيقته التي تقف أمام المرآة وتلف حاجبها فوق شعرها ثم سألها
_ لسا مخلصتيش يا آسيا !
ردت بسرعة وهي تحاول أن تسرع
_ لا خلصت هلبس الطرحة وهنحصلك طوالي ياچلال
فاق من شروده والحال أن نفس البسمة عادت تحتل صفحة وجهه مجددا لمجرد تذكره لها فقط تلك الظروف القاسېة أصدرت مرسوم بإعدام ذلك العشق والفراق هو نهايته لكنها مهما حاولت لن تتمكن من نزع شوقهم وغرامهم لبعضهم الذي تضمره قلوبهم ليت كل شيء لم يحدث ليتها الآن نائمة بين ذراعيه ليشبع قلبه طول الليل من تأملها وتخلل عبق رائحتها الجميلة لنفسه الضائعة.. ليت!!! ....
مرت تقريبا ساعة منذ رحيل فريال وهو لم يعود لها إلى الآن فبقت بمفردها تتمعن