رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني عشر بقلم ندى محمود توفيق
يدوق فيه إبراهيم الصاوي طعم الغدر كيف ما غدر بأبويا
_ مية مرة اقولك حسك ميعلاش عليا لمي لسانك ومتنيسيش أن ده أبويا
لم تكترث لا بصيحته ولا بتهديده وتطلعته بكل شراسة تهتف في ڠضب من قربه الشديد منها
_ بعد عني
حين وجدته لا يعيرها اهتمام ويقف كما هو كالسد لا يتزعزع من مكانه انفعلت وحاولت دفعه بيديها صائحة
قبض على كفيها بقوة يوقفها عن دفعه هاتفا بنظرة ممېتة منذرا
_ اتقي شړي يا آسيا وحطي عقلك في راسك متخلنيش اعمل حاچة اندم عليها بعدين
لم تتمكن من تحرير يديها من قبضتيه واستسلمت لقوته الجسدية التي تفوقها متوقفة عن المقاومة فقط كانت تنظر لها بشراسة وغيظ تنتظر أن يحررها بنفسه وبالفعل عندما وجدها هادئه وتوقفت عن العناد وأنه نجح في ترويضها ترك يديها ببطء والقى عليها نظرة أخيرة كلها شدة قبل أن يستدير مبتعدا عنها ليعود لفراشه مرة أخرى بقت متسمرة مكانها تتابعه وهو يتمدد مجددا فوق فراشه ويرمقها بقوة فبادلته النظرة وتقدمت نحوه ثم انحنت على كبس الكهرباء وأغلقت الضوء وهي تشتمه في نفسها تشتعل غيظا منه لكنها لا تستطيع مجابهته ولا يمكنها فعل شيء سوى السكوت والاستسلام تبا لذلك الخۏف الذي يتركني اسمح له بأن يتمادى معي قالتها بينا وبين نفسها بضعف وسخط ثم تمددت على الأرض بمكانها نائمة على ظهرها تتطلع في السقف وهذه المرة كانت تحاول النوم حقا علها تهرب لبعض الوقت مع أحلامها بعيدا عن واقعها المرير.
خرجت جليلة من غرفتها وقادت خطواتها البطيئة تجاه الغرفة المجاورة لها حيث غرفة ابنتها لا تدري ما الذي دفعها للذهاب لغرفتها لكن قدماها قادتها دون إرادة منها أو ربما قلبها الحزين والمشتاق لابنتها هو من قادها.
فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها مجددا ووقفت عنده تتجول بنظرها في أرجاء الغرفة بوجه عابس لم يعد لها وجود ليس بغرفتها فقط بل بحياتهم كلها بعد فعلتها.. رغم أن قلبها لا يصدق أنها ارتبكت ذلك الذنب لكن ما رأته بعيناها كان أقوى من كل شيء ولم تجد مبرر واحد حتى لتدافع عنها بينها وبين نفسها بعد زوجها هي لم يتبقى لها سوى أولادها وكانت تكرث حياتها للعيش من أجلهم وها هي فقدت أحد شقي قلبها لا يمكنها التوقف عن التفكير بابنتها.. ماذا تفعل بمنزلهم وكيف يعاملونها وماذا عن زوجها ماذا يفعل معها رغم أن آسيا ليست بفتاة يراودك القلق عن حالها لكن بعدما حدث لم تعد متأكدة أن كانت مازالت تحتفظ بقوتها أم أنهارت وهي بين هؤلاء الوحوش وحيدة بمنزلهم لا تملك أحد ليقف بظهرها ويحميها.