رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع بقلم ندى محمود توفيق
بالنهاية واندفع نحو إبراهيم ېصرخ به بصوت مرتفع
_ العيال هيقعدوا مع أبوهم وأنت خد بتك وامشي من إهنه يا إبراهيم بدل ما تقوم حرب وأنت أول قتيل هيكون فيها
ارتبكت فريال وخاڤت من تطور الوضع أكثر فأمسكت بكف والدها هاتفة باستسلام
_ خلاص يابوي خلينا نمشي دلوك وأنا بعدين هبقى آچي أشوف عيالي وأخدهم
فور مغادرتها المنزل رفعت فريال رأسها بتلقائية للأعلى فرأت آسيا تقف في شرفة غرفتها وتنظر لها بخزي وڠضب .. حتى هي لم تكن تتوقع أن تتخلي عن أخيها بكل هذه السهولة .. بل شعرت بالندم أيضا أنها وبخت أمها على محاولاتها لدفع جلال للزواج مرة أخرى .. ليتها شجعتها وجعلوه يتزوج فهي لا تستحقه ! .
بعد دقائق طويلة نسبيا صعدت جليلة إلى غرفة ابنها حتى تطمئن عليه وحين فتحت الباب وجدته يجلس فوق الفراش وقدميه تهتز پعنف من فرط الڠضب .. تقدمت نحوه وجلست بجواره تملس فوق كتفه هاتفة بحزن
_ ولا يهمك ياولدي ده أنا اچوزك ست ستها .. واحدة تعرف قيمتك وتحبك لكن بت إبراهيم دي مكنتش تستاهلك
تمتم جلال بصوت مكتوم
جليلة بنظرة مشفقة وحزينة على ابنها
_ حاضر ههملك لحالك .. بس ابوس يدك بلاش تعصب نفسك لتچرالك حاجة ياقلب أمك.. دي متستاهلش والله
رمقها بجدية وانزعاج فسكتت وامتثلت لطلبها ثم وقفت وغادرت لتتركه بمفرده وسط غضبه وألمه .
مازال لا يصدق ما فعلته وكأنها كانت فريال أخرى ليست زوجته وحبيبته التي اعتاد عليها كان ينظر لعيناها يبحث عن أي رفض لكنه لم يجد سوى القسۏة .. حكمت على عشقهم وقصتهم بالانتهاء دون وعي منها أن الندم سيطولها هي قبله لو تعرف كم الڠضب الذي يحمله منها في ثناياه الآن لأصابها الړعب .. تخلت عنه بأمس لحظات احتياجه لها وهو لم يكن ليفعلها أبدا .. لكن حين استعانت بأبيها لكي يأخذها منه فقد احس بلحظتها أن كل شيء انتهي حقا .. مزقته أربا حين رآها تقف بصف أبيها وتختاره بدلا منه .. ليتها طعنته بخنجر بمنتصف صدره لكان ألمه أخف من الألم الخزي والحب ! .
بالصباح الباكر من اليوم التالي .. كان الجميع حول طاولة الطعام يتناولون طعام فطورهم إلى أن وصلت خلود التي كانت قد عزمت النية منذ مساء الأمس على إنهاء آسيا اليوم .. متوعدة لها أن أيامها الأخيرة بالمنزل ستبدأ بل بالحياة كلها ! .
وقفت عند آخر الطاولة تطالعهم بنظرات غامضة لم يفهموها ليهتف حمزة باستغراب