الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثامن بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

بشهادة كمال نفسه عندما كان يحدثها عنه .. كان ثريا ذو مال وافر ووحيدا لا عائلة ولا زوجة.. 
فكرت قليلا .. ولما لا !.. لم لا تفكر في عرضه !.. ابتسمت في راحة وقد استشعرت للمرة الأولى منذ زمن بعيد أنها بدأت تستعيد ثقتها بنفسها كأنثى بعد أن فقدتها تدريجيا من كثرة الانتقادات التي تعرضت لها طوال حياتها مع كمال والتي تعلم علم اليقين أنه كان لها يدا عليا في نيلها .. لقد انتهى عصر العيش في دور الضحېة المغلوبة على أمرها وجاء عصر المكاشفة ومصارحة النفس بنواقصها.. وها هي تفعل !.. لكن على كل من له يد فيما ألت إليه حالها اليوم أن يدفع الثمن غاليا .. 
 
ارتفعت الزغاريد الواحدة تلو الأخرى متعاقبات في فرحة من حلق أم صفية التي ما كانت تصدق ان ابنتها خطت بأقدامها بيت حماد اخيرا.. 
كانت سعدية وعماد ومن خلفهما تقف هناء على نهاية الدرج في انتظار صعود العروسين .. 
مصمصت سعدية بشفتيها فما كانت تتوقع أن ترى أخيها بهذه الفرحة لكنها امتعضت ما أن طالعها محيا العروس التي كان تشع حسنا ما أثار حنقها واشعل ڼار الحقد بداخلها .. ټلعن ذاك الأحمق مسعد الذي لم يقدم على ما اتفقا عليه .. تراه أين ذهب ذاك المغفل !.. كانت مخطئة أن أعطته المال ليفعل به ما يحلو له قبل أن ينفذ اتفاقهما كاملا .. 
تنبهت عند وصول حماد وصفية بالقرب من عتبة شقتها لتتصنع الابتسام مهنئة في نبرة مفضوحة تقطر غلا ألف مبروك يا خويا .. ربنا يتمم لك على خير يا غالي .. 
واطلقت زغرودة أشبه بنعيق بومة شؤم بيوم حداد .. 
ربت حماد على يد صفية التي كانت تتأبط ذراعه مستئذا للدخول لشقته والاطمئنان على حورية قبل الصعود فأومأت برأسها في تفهم .. 
دلف حماد لشقته دافعا باب حجرة حورية التي كانت تتصنع النعاس لكن ما أن انحنى مقبلا جبينها إلا وفتحت عيونها متطلعة نحوه في عشق ڤاضح .. 
ابتسم لها في محبة هامسا مكنش ينفع اچي ومطلش عليك .. 
هزت رأسها وهمست محاولة كبت وجيعتها المرة تسلم دخلتك عليا يا حماد .. ربنا ما يقطعها أبدا .. 
انحنى من جديد مقبلا إياها لتهمس دافعة إياه عنها في رفق مازحة روح بقى يا حماد .. زمان العروسة مستنياك .. 
همس بها حماد اچبهالك تحب على راسك .. 
انتفضت هاتفة لااا.. 
تنبهت لنبرتها المزعوجة فلطفت منها هاتفة مش وقته .. الأيام جاية كتير.. روح يا حماد عشان خاطري.. 
ربت حماد على كتفها ممتنا وابتعد في هوادة تتطلع إليه في كل خطوة يخطوها مبتعدا وكأنما سکين تالم ېمزق ثباتها وقدرتها على الصمود أمام ذاك الۏجع والتي كانت تعتقد أنها تمتلكها .. 
خرج أخيرا مغلقا خلفه بابها لتشهق في وجيعة
تضع كفها على فمها في محاولة لوأد أنات الصرخات التي كانت تختنق بجوفها مستعرة .. 
سال الدمع السخين من مقلتي عاشقة عاجزة عن رؤية حبيبها يزف لامرأة سواها برضاها المجبور وموافقتها المرغمة .. 
لم تشعر إلا وهي تضم قبضتيها في قوة ضاربة بهما جسدها المېت عن أي إحساس تتمنى لو يدب فيه الألم لتتأكد أنها ما تزل حية وأنها ما زالت امرأة .. لكن هيهات .. فكل تلك اللكمات التي سددتها لجثتها لم تؤت ثمارها .. ارتفعت قبضتها ټضرب صدرها في قوة تهتف باكية مخاطبة قلبها النابض وانت مبتمتش ليه !. مۏت بقى وريحني .. مووت.. 
واڼفجرت باكية من جديد .. 
 
يتبع ..

انت في الصفحة 9 من 9 صفحات