رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل السادس والعشرون بقلم فاطيما يوسف
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
حاجة تاني .
ثم وجهت أنظارها إلى أبنائها آمرة إياهم
_ يالا ياولاد علشان معاد نومكم جه كفاياكم سهر لحد اكده .
قاموا معها بطاعة اعتاد عليها ذاك الطفلان وودعهم أبيهم بقبلة لهم ثم خرجوا مع والدتهم
انقضى عدة أيام والأجواء هادئة على الجميع ونوعا ما الاستقرار يغلبهم
واليوم الجمعة كان جاسر يستعد لأن يذهب مقهى الأدباء التى تجلس بها منة فهو قد شعر بأنها أصبحت جزءا من حياته ولكنها هي المتحفظة بشدة في المعاملة بينهم لم يشعر منها بأي إحساس تشعره تجاهه فدوما يسألها عن أشياء وإجابتها عكس ما يتمنى ولكنه استشف أنها منغلقة على حالها نظرا لحالتها الخاصة ولكنه قرر اليوم أن يحكيها عن شعوره تجاهها كي يرتاح فهو أحب برائتها وثقافتها وعقلها المتفتح أحس بأنه يريدها في حياته دق قلبه معها
أنهى ارتداء ملابسه ووضع البريفيوم الخاص به ثم صعد سيارته وذهب إلي المقهى
دلف الى ذاك المكان المحبذ لها ووجدها كالعادة تجلس وحدها وصل إليها وألقى السلام ثم سألها
_ أمال روايتك فين النهاردة اللي بتقرأيها وقهوتك وكمان شايفك لابسة طقم ومتشيكة في عبايتك الكلاسيك !
_ كلك النهاردة متغير يامنون ياترى ايه سر التغيير
ابتسمت منه وسألته هي الأخرى
_ طب بمناسبة إننا هنا أصحاب مش صاحب مكتب والمديرة بتاعته ايه رأيك بقي في اللوك الجديد دي حلو علي ولا ايه
أجابها بمشاغبة اعتاد عليها
_ دي كلام بردك وسؤال تسأليه قمر طبعا ياصاحبي
ثم أكمل وهو يسألها عن أخيها
حركت رأسها برفض وقالت
_ له هو مجاش معاي النهاردة.
اندهش من ردها ثم قال
_ الله أمال إنت جيتي لوحدك ولا ايه
ضحكت بخفة ثم أردفت
_ الله إنت أسئلتك كترت قووووي النهاردة يامتر مش عايز تشرب قهوتك ولا ايه
ولا أقول لك اصبر عشر دقايق اشربها مع معاذ علشان أعرفكم على بعض .
_ معاذ مين ! إنت ليكي أخ تاني ولا ايه
حركت رأسها بنفي ثم قالت
_ له متجرجرنيش في الكلام لما ياجي هو يعرفك بنفسه اصبر بس .
منذ أن وصل إلى المقهى وهو يشعر بالغرابة من كل شئ في تلك المنة ثم أمسك هاتفه يتصفحه بملل فهو يشعر بوجود خطب ما
ولم يمكث عشر دقائق حتى وصل معاذ بوجهه البشوش ملقيا سلامه
ابتسم جاسر بذوق لذاك البشوش ثم أجابه
_ أينعم هو أني بذاته مين انت بقى نحب نتعرف
أجابه وهو يجلس بجوار منة الله وينظر إليها بابتسامة
_ اني يا سيدي معاذ بن عم منة وخطيبها لسه قاريين الفاتحة بتاعتنا امبارح طازة .
حقا لقد شعر جاسر بأنه ض رب في مق تل الآن ووجهه صار متعرقا بشدة وهم في عز البرد ثم ابتسم رغما عنه مباركا لهم
ثم استئذنهم بأنه يريد أن يدلف إلى الحمام ولكنه تركهم وخرج من المكان بأكمله وهو يشعر بالخذلان من قلبه للمرة الثانية وكأن الفرح والسعادة ليسوا مكتوبين لذاك
الجاسر ونصيبه من الهوى الخذلان .