رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل الثامن بقلم فاطيما يوسف
بتوترها فلكزتها على كتفيها قائلة
_ يالا ياداكتورة همي عاد علشان ميقولوش علينا قلالات الذوق .
حاولت أن تهدأ من توترها وعدلت من ثيابها وحجابها وحملت المشروبات بيدين ترتعش وهي تتهادى في خطواتها كي تتفادى الوقوع
خرجتا اليهم وفور أن رأتهم ألقت وجهها أرضا من شدة خجلها ثم مرت على الرجال أولا بالمشروب حتى وصلت إلى زينب والتي فور وقوفها أمامها حتى نطقت بتكبير
وتابعت حديثها وهي تنظر إلى عمران مرددة بابتسامة
_ زينة الصبايا ياولدي دخلت قلبي من أول ماشفتها ربنا يبارك لك فيها ويتم لكم على خير ياضي عيني.
تحمحمت سكون بهدوء وأردفت بصوت خاڤت
_ شكرا ياحاجة ده من ذوقك الجميل.
_لاااااا اني من اليوم تناديني بماما زيك زي رحمة وحبيبة يابتي.... جملة اعتراضية نطقتها زينب لسكون وهي تنظر لها بمحبة نابعة من قلبها وأكملت
أنهت كلماتها وهي تجذبها من يدها تشدها الي أحضانها وبدور سكون شددت من احتضانها وهي تردد بطاعة
_ حاضر ياماما الحاجة .
لم تستطيع النظر إلي عمرانها كي تراه أو تملي عينيها من طلته وظلت على خجلها وتوترها
أما هو لم تطلع عيناه فقط بل خصص كل حواسه لرؤيتها العين تنظر لطلتها والقلب يخفق غراما لعبيرها والروح تستعد شوقا لحديثها فطلتها كالبدر ليلة تمامه وعبيرها زهره يفوح أبهى عطوره وحديثها المنتظر هو كل مناه وأماله
فاق من شروده بها على جملة والده
_ مبروك ياولدي مبروك يابتي نتوكل على الله ونقروا الفاتحة وزي ماتفقنا إن شاء الله هنكتب الكتاب بعد شهر من دلوك والجواز كمان تلت شهور .
رفعوا أيديهم جميعا يرددون فاتحة الكتاب بأفواه منفرجة من السعادة بعد الانتهاء تناولوا المباركات بينهم مهنئين بعضهم البعض
_ربنا يتمم بخير وعقبال الليلة الكبيرة يالا ياأم عمران نتكل على الله إحنا ونسيبوا عمران مع عروسته شوي .
ردد مسعد قائلا
_ ما لسة بدري ياحاج مستعجل على إيه قعدتك مايتشبعش منيها .
أما ماجدة تحدثت وهي تحتضن زينب
_ طيب هما لو وراهم مصالح ومتعجلين يمشوا وخليكي إنتي ياحاجة أني اتونست بيكي والله .
_ اني الود ودي مسيبش عروسة ولدي وامشي وأقعد وياكم بالساعات والله بس علشان أمور الدار إنتي دارية بيها مبتنتهيش
واسترسلت حديثها وهي تقصد سكون
_ متقلقيش ياعروسة الغالي هزهقك مني زيارات لحد ما تقولي جاي يابوي منيها المرة الفاضية داي .
هزت سكون رأسها باستنكار وأردفت بنفي
انفرجت أساريرها من ردها وازدادت ملامحها فرحة عارمة وهتفت
_ تسلمي ياأم لساان بينقط شهد ياقمرة إنتي.
وظلا يودعان بعضهم حتى انقضي الجميع وأخيرا تركوا العاشق ومعشوقه يجلسون وحدهم في الشرفة الموجودة أمام عيناهم
دقات قلوبهم تسبقهم ويكاد يسمع كل منهم دقات الآخر من فرط سعادتهم
كانت سكون تجلس أمامه محپوسة الأنفاس تريد أن تنظر داخل عيناه ولم تستطيع أن تفعلها حينما استمعت إلي اسمه يخرج من بين شفتاه كترنيمات أعذب الألحان أغمضت عيناها وداخلها مغرم بسحر اللحظة التي انتظرتها كثيرا فهتف مناديا عليها بصوت مبحوح وهو يتعمق في النظر إليها
_ سكوني ليه مبتطلعيش ليا مرايداش عيونك تسكن عيون عمران .
انقلب وجهها وازداد احمرار وتوهجا من ذاك العمران وكلامه ونبرته التي يتحدث بها وقررت أن ترفع عيناها سهما بسيطا كي تروي عيناها برؤيته ورددت بهمس
_ له بس متوترة ومكسوفة شوي بس .
اقترب بمقعده قليلا منها ولكن مع حفظ المسافات وشبك كلتا يداه وهتف
_ياااه كنتي فين من زمان استنيتك كتييير ومكنتش متوقع إن يوم ملقاكي هتبقى صدفة ومن يومها عيوني بتتلهف لشوفتك .
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشها إليه
_ طيب انت متعذبتش كتير ياعمران أما أني استنيتك كتييير تاجي وكل مرة بشوفك قلبي ميبطلش دقات وانفاسي بتبقي محپوسة لحد ما تفارق المكان .
اتسعت عيناه بذهول من اعترافها المفاجئ وردد بدهشة ارتسمت على معالم وجهه
_ كيف الكلام ده ياسكون إنتي كنتي تعرفيني من زمان وعشقاني كمان وأني معرفش
تنهدت وبعيناي عاشقة أومأت له بأهدابها وتحدثت
_ أعرفك من تلت سنين أول مابدات تدريب في المستشفي شفتك وانت قاعد مع الدكتور محمد كانت أول حاجة وداني تسمعها منيك ضحكتك على موقف بيناتكم بصوت عالي خلاني انتبهت ومن وقتها ارتبكت وركزت ودققت في صاحب الملامح ومن يومها ابتديت اركز مع الدكتور محمد وكل مرة بتاجي له زيارة بتاخد حتة من قلبي وياك وأنت خارج وكل يوم بيمر علي وانت مشايفنيش بټعذب وبحس إنك بعيد عليا ابعد من السما للأرض .
ضم حاجبيه وأغمض عيناه لوهلة من اعترافاتها وضغط بإحدى يداه على الأخري ثم فتح عيناه وهو ينظر لها نظرة عاشق
_ يااااه تلت سنين ياحبيبي وانتي بتفكرى فيا ومستنية القدر يجمعني بيكي !
تلت سنين وانتي بتتلهفي لشوفتي واني مدراينش
وتابع كلماته وهو يشير على حاله بتنهيدة حارة
_ ياه ده أني من أول عيني ماوقعت في عيونك من اول نظرة ومن أول همسة متحملتش كيف اتحملتي عڈاب العشق ياسكوني كل السنين داي
مرت الذكريات أمام عيناها وتذكرت كم اشتاقت له ولم تجده كم ودت رؤيته في أوقات حزنها وفرحها ولم تجده
خرجت تنهيدة من صدرها وأجابته
_ كنت بصبر نفسي من المرة اللي بشوفك بيها للمرة اللي بعديها وكل مرة بشتاق فيها ومبشوفكش وتطول الغيبة بدعي ربنا يبعتك حدي علشان قلبي يهدى .
كان يحسد نفسه في تلك اللحظة عليها ود الآن أن يحتضنها ويأخذها بين ذراعيه كي ينسيها ألم الاشتياق فحقا مؤلم أن يكون حبيبك أمام عيناك ولا تستطيع حديثه
رأت نظرته المرتكزة عليها ويبدو عليها الشفقة فسألته
_ مالك ياعمران بتبص لي إكده ليه
اخذ نفسا عميقا ثم زفره وتحدث بوله من إحساسه بها
_ تعرفي نفسي أخدك بين أحضاني وأضمك لقلبي وأفضل أطبطب عليكي علشان أنسيكي أي لحظة خليتك تتعبي وتسهري وانتي بتفكرى في عمران .
ابتلعت انفاسها بصعوبة من كلماته الكبيرة علي بداية عشقهما وهتفت برجاء
_ لااا ياعمران بلاش الكلام ده عاد مهتحملهوش خليني صابرة الشهور القليلة داي واني متماسكة ده أني انتظرتك كتييير لحد ما ربنا جبر قلبي.
أحس بخجلها وهداها مرددا
_ من عيوني ياعيوني إنتي فات الكتييير مبقاش إلا القليل .
وهكذا حديث المحبين العاشقين أوله نظرة وأوسطة ابتسامة وآخره كلمة عهد أمنتهم باستكانة.
مرت الأيام على أبطالنا وهم منخرطون كل في وجهته فوجد قررت اصطياد سلطان وانتوت على أن تنول عمران في خطتها الواثقة من نجاحها تلك المرة
أما مكة انشغلت كثيرا في