رواية نبض الۏجع عشت غرامي الفصل السابع بقلم فاطيما يوسف
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
رأسها بين يديها تتأوه جراح الروح وتبكي بدون صوت وكأن البكاء يعزف ألحانه بهدوء صامت يدمي قلبها
_________________________________
مع شروق شمس يوم جديد فعند شروق الشمس وحلول الصباح تتفتح قلوبنا كما تفعل الأزهار في الحقول وتبدأ أمنياتنا كالعصافير ترفرف باحثة عن سبيل لتحقيقها
ما أجمل أن نراقب الشمس عند حلول الصباح فهي لا تنعكس على مرآة عيوننا فقط بل على مرآة القلب فنشعر أن القلب ذاته يشرق مع حركة الشمس
فتعلمنا الشمس مع إشراقتها في كل صباح أن النور لا بد أن ينتصر وأن لكل ظلام نهاية مهما طال أو استمر
تهبط رحمة الأدراج وهي في كامل اناقتها بنشاط وجدية فاليوم ستحضر محاضراتها ثم تذهب إلي المكتب كي تباشر عملها فمنذ ثلاثة أيام لم تذهب وذلك للعطلة الرسمية
_ وه السنيورة متلهوجة إكده ليه هو معاد الوزارة فاتك ولا حاجة
لوت الأخري فمها بملل ورددت بسماجة
_ أها بالظبط إكده صباح الخير ياحاجة زينب .
ردت صباحها بفتور وهتفت
_ ايوه خوديني في دوكة اني مش قلت لك بالليل يابت إنتي نضفي المطبخ علشان ام حسين تعبانه ومش هتيجي لمدة اسبوع وأني تعبت لوحدي ولا البعيدة معندهاش د م.
_ وه نسيت خالص واتلهيت في المذاكرة ونمت على نفسي معلش ياحاجة زينب سماح النوبة دي
وتابعت كلماتها وهي تحمل حقيبتها على عجالة
_ اني متأخرة لما اجي هشوفه الموضوع ده ادعيلي ياحاجة .
ألقت كلماتها وتركتها وغادرت المكان واستقلت سيارتها وذهبت إلي جامعتها
اندهشوا من سلامها العاجل وهتفت احداهن بصوت عال وصل إلي مسامعها
_ أيوة أيوة على الناس اللي اشتغلت وعليت وبقت تسلم على الماشي وتجري .
أدارت جسدها إليهم ورددت بعيون متسعة دون إحراج
_ وه هتحسدوني إياك يابت منك ليها ولا ايه بقت عيني عينك إكده !
_ بنهزروا وياكي ياست رحمة ولا إنتي بقيتي تبصي لنا من مناخير عالية بقي .
عبست ملامح وجهها من هرائهم الذي يضيع لها وقتها وهتفت وهي تشيح بيدها في وجههم
_ بقول لكم إيه يالا عندينا محاضرة مهمة وسيبوكم من الكلام التافه ده متضيعوش وقت عاد .
فرحمة لم ولن تتهاون في دراستها فلديها حلم لابد أن تصل إليه
أنهت رحمة يومها الدراسي وخرجت من الجامعة قاصدة مكتب المحاماة التى تعمل به
كانت تجلس على مكتبها منهمكة في تفاصيل العمل الذي لم ولن ينتهي في ذاك المكتب الشاق ولكن تحبذ ذلك بشدة
وأثناء انهماكها في العمل سمعت صوت ماهر الغاضب يردد عبر الهاتف
_ إنتي ياهانم ياللي برة فين قهوتي ! خمس دقايق تكون على مكتبي وحسابك عسير معايا .
انتفضت من مكانها وهي تنظر في ساعة يدها ووجدت أن ميعاد قهوته مر علي وقتها أكثر من نصف ساعة هرولت سريعا وقامت بصنع القهوة بنفسها عندما لم تجد الساعي
أنهت صنعها وذهبت على عجالة إلى مكتبه وكادت أن تتعثر في خطواتها بضع مرات من شدة التوتر
دلفت إلى مكتبه ونظرت إلى وجهه وشهدت علامات الڠضب على وجهه بشدة
وما إن وصلت إليه حتى تعثرت قدماها في طرف السجادة المفروشة على الأرض وطارت القهوة من يدها وانسكبت على بدلته
وقعت الصينية بمحتوياتها أرضا وتهشم الزجاج
أما هو نظر إلي ماحدث بذهول وهو يحاول نفض حلته من ما حدث لها وهتف موبخا إياها
_ إنتي ايه يابني آدمة إنتي اللي عملتيه ده !
وايه اللبخة اللي انتي فيها دي هو إنتي مش عارفة إنتي شغالة مع مين ! الظاهر إني غلطت واتسرعت في شغلك معايا وانك مستهترة .
أدمعت عيناها من عصبيته وكادت أن تقوم وسندت بيدها أرضا وإذا بها تص رخ صر خة عالية جعلته انتفض من مكانه
لقد دخل الزجاج وملأ باطن يديها مما جعلها تشهق شهقتها العالية والتى أډمت يداها بشراهة
هبط لمستواها عندما رأي أذيتها و أمسكها من يدها وهو يحاول إخراج الزجاج من يدها مرددا بطمئنة لها فقد صعبت عليه
_ معلش اهدي هحاول اشيله لك بس اتحملي يارحمة .
ثم بدأ بنزع الزجاج من يدها بهدوء ويداه تحتضن يداها كانت لأول مرة تنظر إلي ملامحه عن قرب نظرت إليه وتاهت في ملامحه الرجولية وتنفست رائحته بعمق
ولأول مرة يدق قلبها الصغير پعنف فقد شعرت ابنة العشرين بالإعجاب للأربعيني الأعذب وفجأة اعتلى صوتها پصرخة عالية
_ أاااااااه يدي بتوجعني أووي .
حرك رأسه بحزن على توجعها وأردف
_ معلش يارحمة اهدي قربت أهو .
وبعد دقائق أنهى نزع الزجاج من يدها ثم سندها كى تقوم من مكانها وأجلسها على الكرسي ثم تركها ودخل إلى الحمام الخاص بالمكتب وأخرج علبة الإسعافات الأولية
وخرج إليها وجدها تمسك يداها وتتوجع
تحدث إليها
_ معلش اتحملي شويه هاتي يدك أطهر لك الچرح .
أعطته يداها التي ترتعش بشدة من خجلها منه قبل ۏجعها لأول مرة تشعر ذاك الشعور الذي ألفه قلبها لأول مرة تترك لعيناها العنان أن تنظر لرجل
احتضن كف يداها مرة ثانية وبدأ بتضميد چراحها وبعد أن انتهي نظر إليها مرددا بحنو شعر به تجاه تلك الصغيرة التي حركت سريرة ذاك المتجمد وهو يهتف
_ خلاص ياستي كله تمام قومي بقي روحي على بيتك ومتجيش الا لما يدك تخف .
ابتسمت إليه وشكرته بامتنان
_ أنا بشكر حضرتك جدا يافندم ومتأسفة علي اللخبطة اللي حصلت للمكتب بسببي .
عاد إلي كرسيه وهو يجيبها
_ مفيش لخبطة ولا حاجة أنا اللي اتعصبت زيادة عن اللزوم ومكنتش أعرف أنك بتتوتري وپتخافي أووي اكدة
عموما حصل الخير واتفضلي يالا روحي .