الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل الواحد والثلاثون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

كتاب!
ابتسم وكاد بأن يجيبه فقاطعته فريدة قائلة 
_وأنا موافقة.. قبل سفرك بيوم هيكون كتب كتابك على بنتي بعد اللي شوفته وسمعته على باب بيتك من شوية يخليني أسلملك بنتي وأنا مطمنة يا حضرة الظابط.
تركت شمس الأريكة وهرولت لفريدة تنحني على ذراع المقعد وتضمها إليه مرددة بسعادة
_روح قلبي يا مامتي أنا بحبك أد الكون كله.
ضحكت برقة وخاصة حينما ردد أحمد بخبث 
_بتحبيها بردو ولا واقعة في غرام سيادة الرائد وجاي على هواك فن استغلاله الفرص.
تلون وجهها خجلا وخاصة حينما وجدته يبتسم لها فقال آدهم بحب يتمرد بنبرته الدافئة 
_أنا بشكركم جدت على تفهمكم وبوعدكم إني هحميها بروحي وهقدملها السعادة والفرح وهكون ليها العوض عن كل شيء شافته مع راكان الكلب..
تحلى أحمد برزانته وهدوئه منحه ابتسامة هادئة قائلا 
_ربنا يخليكم لبعض وميفرقش بينكم الفراق أصعب شيء ممكن يهدم أي قصة حب.. واللي بينكم كبير يا آدهم عشان كده حافظ عليها.
واستدار بجسده للخلف ليؤكد على شمس 
_وانتي كمان يا شمس حافظي عليه.
ومن ثم أشار لفريدة التي تتمعن بمضمون كلماته 
_فريدة هانم مش يلا.. كده هنتأخر ومش هنلحق نتفرج على البيت.
هزت رأسها إليه وهي تنهض لتنضم إليه فودعهم آدهم بحبور واتجه برفقتهم للأسف غير مباليا باعتراضات أحمد وفريدة واصرارهما على بقائه ليرتاح قليلا ولكنه رفض بشدة.
وقف يراقبهم وهم يعتلون السيارة البيضاء حتى غادروا من أمامه وأخر ما تسنى له رؤية كفها الرقيق يلوح له بوداع مؤقت أرق قلبه وجعله يخفق دون رحمة فمسد على صدره كأنه يطبطب على قلبه ليهدأ قليلا عن عڼف دقاته على وعد بأن اللقاء سيكون قريب بينهما حينما تصبح زوجة تحل له! 

هائمة هي بغرفتها يحاوط ساقيها جسدها وتندفع إليها ذكرى جمعتها بمن ظنته الحبيب المقدر لها لنجدتها من تلك الوحدة القاټلة التي تخوضها بوجود شقيقها.
الآن تقضي أوقات سعيدة برفقته يشملها باهتمامه وعاطفته وحنانه الدائم تجده كاملا لا عيبا فيه يذكر وها هي الآن تجلس برفقته تعود بعد يوما ممتعا قضته برفقته فتأخرت لموعدها المسموح لها بالعودة به وكالعادة اقتص منها أخيها بأن أذاقها الويل من ضرباته المؤلمة فاتجهت لجامعتها في صباح اليوم التالي تخفي وجهها خلف نظارة سوداء قاتمة تخفى كدمة عينيها ولكنها لم تتمكن من اخفاء السيل النازف جوار شفتيها.
وحينما انتهت محاضراتها واتجهت للرحيل وجدته يقترب منها بسيارته الفاخرة وهبط منها يدنو إليها بابتسامة جذابة ومشاكسة قوله 
_واخده في وشك وماشية من غير ما ترقبي الطريق وتتأكدي إذا كنت جتلك النهاردة ولا اتشغلت قلبي لمحك وادالي إشارة انك خرجتي.
ارتبكت زينب للغاية واستدارت بنصف جسدها إليه حرجا من رؤيته لشفتيها المتورمة وقالت متصنعة الابتسامة 
_يمان معلش أنا لازم أرجع البيت بدري النهارده هشوفك بعدين.
وأسرعت بخطواتها فرارا منه فلحق بها يناديها باستغراب
_زينب! 
لم تهدأ خطواتها السريعة وبداخلها تدعو الا يتمكن من أن يلحق بها مع أنه صار خلفها بالتحديد وحينما عجز عن ايقافها جذب ذراعها إليه وصاح بانفعال
_في أيه بتهربي مني ورافضة تقفي تتكلمي معايا ليه
أخفضت رأسها أرضا عنه تنتحب بصوت منخفض مټألم دفعه لرفع ذقنها هاتفا بحدة 
_بتداري نفسك مني ليه يا زينب!
برق بحدقتيه پصدمة حينما وجد شفتيها متورمة للغاية نزع عنها نظارتها الشمسية ليتلقى صفعه أخرى حينما لمح تلك الکدمة الزرقاء تحيط بعينيها فصاح بانفعال شرس 
_أخوكي اللي عمل فيكي كده صح
اكتفت بهز رأسها والحرج والخذلان ينعكسان عليها دون راجع كاد يمان أن ينطق بما هاجمه من سباب لعين يطول شقيقها ولكنه تراجع وادعى ثباته الزائف مشيرا بيده

انت في الصفحة 4 من 7 صفحات