الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السابع والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

بدد الضوء ظلام عتمته فاستجاب جفن عينيه الثقيل له فتحهما رويدا رويدا حتى اعتاد على ضوء الغرفة الغريبة التي لم يتذكره.
لم يستغرق الأمر الا بضعة دقائق وتقاذفت إليه ذكريات الليلة الماضية نهاية باصاپة كتفه ضم آدهم كتفه واستقام بجلسته فتأوه بخفوت حينما لامست يده جرحه الحديث ليجد شخصا يهرع إليه يأمره بود 

_متحاولش تحرك نفسك وجعك هيزيد مع كتر حركاتك چرحك لسه طري من فضلك حاول تهدى.
انصاع إليه لشعوره بۏجع قابض فعاد بظهره للوسادة من خلفه وراح يتساءل وعلامات الألم تتسرب على بشرته 
_إنت مين
رد عليه بابتسامة هادئة زادت من وسامة وجهه المحرف بجاذبية مهلكة 
_أنا دكتور يوسف صديق عمران ودكتور علي.
وربت بيده على كتفه الغير مصاپ 
_حمدلله على سلامتك يا سيادة الرائد.
منحه ابتسامة ممتنة لما قدمه إليه من معروف لا ينسى 
_أنا بشكرك على وقفتك جنبي ومعالجتك ليا اعتبرها دين في رقبتي وأكيد هيجي اليوم وهرده.
منحه ابتسامة رغم رزانة معالمه الا أنها كانت ساخرة لمن يبرع بتحليل الوجوه فتابعه باهتمام لمعرفة سر سخريته الغريبة فوجده يجذب المقعد لجوار الفراش وقال بهدوء لا يفارق ذاك الشخص 
_أولا مش أنا اللي عالجتك أنا دكتور نسا وتوليد اللي عالجك مراتي دكتورة ليلى ثانيا مش هلوم على باقي جملتك لإن شكلك كده قضيت سنين كتيرة هنا وسط الأجانب فبقى عندك إيمان إن كل البشر زيهم مش بيعملوا حاجة من غير مقابل أو رد دين.
وتابع بنفس ابتسامته التي لا يتغير منوال سخريتها 
_شكلك نسيت هنا شهامة العرب والمصريين بالأخص يا سيادة الرائد! 
تحرر وجه آدهم عن جموده وصاح ببسمة واسعة 
_يا دكتور أخدتني لسكة غير سكتي ليه أنا غرضي من كلامي أن تكون واثق إنك ليك صديق إضافي هنا وده بشكل كبير بسبب اللي عملته معايا وله كمان سبب إني على ثقة إن دكتور علي وعمران الغرباوي معارفهم ناس تتاقل بالدهب ومعرفتهم كنز تفتكر هفرط فيهم بسهولة
راق له حديثه وأضرم بأنه شخصا ذكيا يعلم كيف يحرف حديثه ليصبح مسيطرا فحافظ على ثبات ابتسامته وقال بخشونة امتزجت مع صوته الرجولي 
_إنت بقيت صاحبنا من اللحظة اللي رجلك خطت فيها الشقة يا حضرة الظابط.
ورفع صوته للأعلى قليلا مناديا 
_دكتور علي..
_حمدلله على سلامتك يا آدهم الحمد لله اصابتك كانت سطحية وربنا كتبلك النجاة.
نقلت ابتسامته حبه وتقديره لشخصه الطيب وقال بامتنان 
_أنا بخير بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضل مساندتك ليا إنت وعمران وطبعا أصدقائه اللي عي فضول أتعرف عليهم.
أستأذن يوسف بالخروج قائلا باصرار 
_أنا هريح برة شوية يا دكتور علي وإعمل حسابك مش هتتنقل من هنا الا لما تفطر معانا عمران على الطريق وزمانه على وصول..
وغادر مرددا 
_عن إذنكم.
خرج يوسف تاركا علي برفقته فجلس علي على المقعد قبالته فقال آدهم بحرج 
_أنا بقيت كويس يا علي وعايز أرجع شقتي.
عاد يوسف يطل برأسه من خلف الحائط يحذره بنظرة صارمة 
_مفيش خروج من هنا الا بعد ما نطمن عليك ده لو على اعتبار إنك حابب فعلا تتعرف علينا زي ما بتقول فالموضوع ده هياخدله حسبة أسبوع كده يا حضرة الظابط.
وانحنى بجسده الرياضي يجذب الباب ليغلقه هامسا بغمزة 
_خدوا راحتكم.
ابتسم آدهم وهو يتابع مغادرته وخاصة حينما رفع علي يديه باستسلام 
_مفيش كلام بعد كلام دكتور يوسف.. الا بقى لو مش مرتاح هنا ساعتها هكلمه وأقنعه أنا.
نفى ذلك سريعا 
_أنا لسه فايق قدامك من شوية يا علي ملحقتش أشوف نفسي مرتاح ولا لأ بس الجواب باين من عنوانه حبيت يوسف ده جدا.
ابتسم علي وهز رأسه بتفهم ثم قال بمزح 
_وجمال بردو يتحب أنا بقيت مصر أكتر إنك تخليك هنا يومين تلاته على الأقل دكتورة ليلى ويوسف ياخدوا بالهم من چرحك.
هز رأسه وعاد يفرد جسده باسترخاء بينما يكافح علي عدد تلك المكالمات التي لا تنتهي فجذب الهاتف بضيق من تصرفات شقيقته الغير مدروسة وقربه من آدهم قائلا بنبرة قاتمة لمسها آدهم وخشى على معشوقته من غضبه 
_طمن شمس انك بخير.
واستطرد بهمس لم يكن مسموع الا له 
_ومن فضلك يا سيادة الرائد تقدر حساسية الموقف وتأكد عليها متحاولش تكلمك بأي شكل الا لما يكون بينكم أي ارتباط رسمي.
هز رأسه بتفهم وسحب الهاتف من يده وهو يراقب انفعالات وجهه المتعصب أجلى صوته باتزان وقال بإيجاز 
_شمس أنا كويس مفيش داعي اتصالاتك دي من فضلك متزعجيش دكتور علي ولا أي حد أنا بخير وأول ما أسترد صحتي هكلمك بنفسي مع السلامة.
وأغلق الهاتف ثم قدمه لعلي متسائلا بنزق 
_تمام كده يا دكتور
التقط الهاتف وأعاده لجيب جاكيت بذلته السوداء ببسمة انتشاء 
_تمام يا حضرة الظابط.. خلينا متعاونين كده لحد ما نوصل مع بعض لبر الآمان.
قهقه ضاحكا وقال 
_هكون متعاون حاضر مع إني كنت أتمنى تكون إنت اللي متعاون وتجيب مأذون واتنين شهود نكتب من دلوقتي ونخلص.
_آه ده أنت داخل على طمع بقى وعايزها كتب كتاب مش خطوبة! لا وما شاء الله أمالك وطموحاتك واصله السما مفكر إني بالساهل هسلكهالك من ايد عمران وفريدة هانم.
رمش بعدم فهم فتابع الاخير باستهزاء 
_الأخت الوحيدة دي بتبقى مشكلة لا أخ عايز يفرط فيها ولا أم عندك مثلا عمران أشك إنه هيحاول يخترع بينكم ألف مشكلة عشان يأخر الجوازة.
أغلق عينيه بانهاك داهمه وهمس ساخطا 
_بشرى لحرب جديدة داخلة عليا!! 

فتح النافذة على مصرعيها وانحنى بجسده إلى أخيه يحركه برفق مناديا 
_سيف قوم بقالي ساعة بصحيك يالا!!
فتح عينيه بتذمر وردد بخفوت 
_شوية يا يوسف بالله عليك.
ضم شفتيه معا في محاولة لكبح أفكاره الچنونية لمحاولات إيقاظه فاكتفى بجذب يده بقوة أرغمته على الوقوف أمامه فردد بضيق صريح 
_أيه يا يوسف أنا معنديش محاضرات غير بعد الظهر نازل زن على وداني من الصبح ليه حرام عليك يا أخي!
رمقه بنظرة باردة وبهدوء أخرج مبلغ من المال من جيب بنطاله وجذب يد الأخر ليضعه پعنف بين لائحته هاتفا بأمر حانق 
_حالا تنزل الماركت تجيب حاجات للفطار وياريت تستنضف وتشرفني في أول حاجة أعتمد عليك فيها يمكن لو أيوب مكنش نزل جامعته من بدري ونزل هو معاك بالي كان هيكون مرتاح ومطمن أكتر بس هتعشم فيك خير وبتمنى عشمي ميحدفش فيا جون!
ارتبك أمامه وردد بتوتر من نبرته 
_استنضف أيه! أنا خلفيتي عن الفطار جبن ولنشون وبيضتين عندك اختيارات أفخم!!
التقط نفسا مطولا وزفره هامسا بتعب 
_إعمل اللي تعمله بس متتأخرش.
هز رأسه وهو يخفي انزعاجه من عدم استكماله لنومه المريح بعدما تمكن من الحصول عليه بصعوبة بعد هبوط أيوب لجامعته فجذب قميصه الموضوع على المشجب وارتداه ثم إتجه للأسفل. 
طرق الباب مرتين متتاليتين ومع أن استمع لصوت خطواتها تقترب من الباب حتى ترك ما يحمله من الأكياس على بابها وغادر على الفور.
فتحت أديرا الباب تتفحص الطارق فاندهشت حينما لم تجد أحد تحركت للدرج فاحتكت قدميها بأكياس الطعام الموضوعة من أمامها

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات