رواية صرخات انثى الفصل السادس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت
هنتجمع فيها بالجنة وابنه بيتزف فيها شهيد.
منحه ابتسامة هادئة واخفض قدميه عن الفراش ليكون قبالته
_إنت راجل يا أيوب أنا كان ليا الشرف إني أتعرف عليك النهاردة صحيح الظروف اللي جمعتنا النهاردة بالقتيل اللي جوه ده مكنتش ألطف حاجة بس المهم إننا اتقابلنا.
منحه ابتسامة هادئة وقال بفضول
_طيب قولي بقى عنك أي حاجة إنت من ساعة ما دخلنا هنا وإنت نازل فيا استجواب حتى جامعتي وعنواني في مصر مسبتش حاجة الا لما عرفتها.
_هتعرف عني أيه بلا هم أنا شخصية تعر أقسم بالله.
شاركه أيوب الضحك حتى أدمعت عينيه ومع ذلك قال باصرار
_ولو بردو أنا مصمم.
ابتسم له عمران وقال بجدية تامة
_إسمع يا سيدي أنا شاب ومش هينفع أقولك بسيط عشان هظلم البساطة أنا عجينة بتتشكل حسب الشخصية اللي بتتعامل معاها زي ما سبق وقولتلك بس الفرق إن اللي قدامك ده خاض حرب مع نفسه علشان يبعد عن طريق مكنش يحب إنه يمشي فيه.
_أنا اتولدت في عيلة من الطبقة الآرستقراطية هنا في لندن يا أيوب من لما وعيت على الدنيا وأنا مشوفتش غير الطبقة دي بكل قرفها وڠصب عني اتطبعت على طباعهم حتى لو كان جوايا عرق من التربية الشرقية اللي والدتي فريدة هانم حاولت تحافظ عليه بس هي كانت غريبة أوي عايزنا نجمع ما بين الغرب في تحضرهم وكل الصفات اللي ممكن تكون حلوة لكن الۏحشة لا كانت عايزة تعوض بالصفات الشرقية اللي هتخلينا رجالة في نظرها وما بين دول ودول صاحبك تاه ومبقاش عارف هو مين!!
_كنت بحاول أبقى كويس بس ڠصب عني اندرجت للكفة التانية سكرت وزنيت وارتكبت معاصي كتيرة بس الحمد لله فوقت لنفسي بالوقت المناسب وبعدت عن كل ده قربت من ربنا ولقيت في قربه الدوا لكل چروحي استرجعت كل نصايح علي أخويا من تاني ومشيت عليها وحسيت وقتها إن حياتي بقيت أفضل.
_ربنا كان رزقني بنعم كتيرة مشوفتهاش غير لما فوقت يمكن اللي حصلي ساعدني في ده.. يعني الحاډث اللي كان هيحصلي على الطريق والسم اللي شربته من البنت اللي غلطت معاها وكنت فاكر إنها بتحبني فوقني وخلاني مستحيل هرجع للتجربة المرة دي تاني وأهو أديني بحاول أكفر عن ذنوبي وربنا غفورا رحيما.
_ربنا مبيقفلش أبواب رحمته في وش حد يا عمران محدش فينا بيتولد ملاك كلنا بنغلط وبنرتكب معاصي بس المهم التوبة وعدم ارتكاب الذنب مرة تانية استسلامك لشيطانك من تاني هو الأبشع من كل ده.
هز رأسه باطمئنان وردد
ونهض عن الفراش يخبره بابتسامة صافية
_على فكرة أنا كمان كنت بدرس في نفس جامعتك.
وأعدل من ياقة قميصه بعنجهية
_لازم تعرف إني بحضر ندوات واجتماعات كتيرة جوه الجامعة بتاعتك على سبيل إني وجهة مشرفة.
وغمز بتسلية
_هنتقابل كتير سواء هنا أو هناك وياريت تنجز بأخر سنة ليك علشان شركاتي هتكون نقطة إنطلاقة ليك يا بشمهندس.
نهض قبالته وقال بمزح
_خلاص كده مش هشيل هم الشغل هتخرج وأجيب شهادتي وأجيلك بس بشرط تقنع الشيخ مهران يسيبني أشتغل معاك هنا لإنه عايزني أنجز وأنزل مصر.
إلتحف برداء الخۏف المصطنع وصاح بفزع
_أقنع مين يا ابني هو أنا شوفتك قبل كده ولا كان فيه بينا سبق معرفة!!
اڼفجر ضاحكا والاخر يضحك برفقته فخرجوا معا فوجدوا علي يقف برفقة يوسف وسيف الذي يراقب ضحكات أيوب وعمران بنظرة مغتاظة وفجأة جذب أيوب للداخل وترك علي برفقة عمران يخبره بالعودة للمنزل بينما سيظل هو لجوار آدهم حتى الصباح فانصاع إليه لحاجته للنوم وغادر على الفور.
بداخل غرفة أيوب.
تفاجئ بسيف يدفعه بقوة وڠضب يحتد بعينيه فتساءل باستغراب من حالته الغريبة
_في أيه يا سيف
حرر ما كبت داخله وصاح به
_إنت بقالك ساعتين قاعد مع عمران وسايبني بره أيه القعدة معاه عجبتك أوي!
أسبل بفيروزته بعدم استيعاب لحديثه وردد وهو يكبت ضحكة كادت بالتحرر عنه
_وفيها أيه لما أقعد مع عمران أو غيره!!
احتدت نظراته المسلطة تجاهه وكأنه سيبتلعه بنيران ستحرقه
_ماشي يا أيوب براحتك بس خليك عارف إني مكتفي بيك ومش عارف أصاحب غيرك.
واستكمل بضحكة صاخبة وهو يخبره
_أقسم بالله ما قادر أصاحب غيرك مع إنك في هندسة وأنا في طب ده إنت لو مراتي مش هحبك ده يلا!!
ابتسم أيوب وأشار له بسخرية
_أنا أهو بحاول أستوعبك وأفهم اللي في دماغك بس صدقني مش راكبة معايا إنت بتغير عليا يا سيفو
جاراه على نفس الوتيرة
_ومغيرش عليك ليه يا حبيبي ما أنت لسانك حلو وموقع الكل في حبك المهم إني أكون صاحبك الأول والأخير وصاحب بقى مېت ما تصاحب ميفرقش معايا.
فرق ذراعيه وهو يردد بضحكة رجولية
_هات حضڼ يالا والله إنت أخويا مش صاحبي أينعم إنت عبيط وغريب بس أنا راضي!
لكمه سيف پغضب فانبطح الاخير أرضا وقال باستهزاء
_بدل ما تتشطر عليا كنت اتشطر على اللي ساكن فوقنا ده بيروقك أكتر ما بيروق دقنه يا أهبل!
تمدد على الفراش بنوم وصاح بتحذير
_طب اخرس بقى عشان أنام شوية مش كفايا منيمين القتيل في أوضتي!
قهقه ضاحكا ونزع عنه قميصه ثم ألقى بجسده جواره وأغلق الضوء حاول أيوب أن يغفو بهدوء ولكن مازالت تفاصيل وجه سيف يلاحقه وكأنه يواجه زوجته التي قبضت عليه مع إحدى النساء فاڼفجر بنوبة ضحك أخرى جعلت من يجاوره يردد بسئم
_هننام النهاردة احنا!!!
صعد عمران بإنهاك لغرفته يشتاق لرؤيته ومعانقتها التي حرم منها بهذا اليوم الشاق فهمس بتمني وهو يعرج من المصعد
_يا رب تكون لسه صاحية.
خفق قلبه طربا حينما وجدها تجلس على الفراش فصاح بحماس
_لو بتسمعي دعوات قلبي مش هتستجبيله بالسرعة دي أكيد مستنياني صح
وأحاط كتفيها بيديه ليجبرها على الاستدارة إليه فبرق بدهشة حينما وجد أثر البكاء على عينيهافانحنى أسفل قدميها يداعب كف يدها بحنان وصوته الرخيم يتسلل لها
_ مايا!! في أيه
منح عقله التخمين بأمرها وقال بعدما ظن أنه سبب حزنها
_حقك عليا يا روحي أوعدك إني مش هتأخر بالشكل ده تاني بس والله صديق ليا تعب جدا وأخدناه لشقة سيف حتى أنا سايب معاه دكتورة ليلى ويوسف وعلي وجتلك على طول.
مازالت تحتفظ بالصمت وخصلاتها تحجب وجهها عنه أبعد عمران خصلاتها للخلف قائلا بحزن
_هتخبي نفسك عني كتير يا مايا أنا أعتذرت ووعدتك مش هتكرر تاني.
رفعت عينيها إليه تمنحه نظرة محبة لحنانه ورددت بصوتها المتقطع من أثر البكاء
_أنا مش زعلانه منك يا عمران أنا زعلانه على خالتي.
انتصب بوقفته وجلس جوارها يتساءل بلهفة
_مالها ماما
أزاحت دموعها قائلة بحزن
_معرفش مالها يا عمران أنكل أحمد كان عندي من ساعة وطلب مني أروحلها وأخلي بالي منها روحتلها لقيت عنيها ورمة وكان باين عليها انها بټعيط رفضت تقولي مالها وخرجتني من الأوضة وقفلت على نفسها ومن ساعتها مخرجتش ولا راضية تفتحلي.
احتل الړعب والخۏف وجدانه فصاح وهو يسرع لجناحها
_ازاي متبلغنيش يا مايا متصلتيش بيا ليه!!
لحقت بخطواته