الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل السادس والعشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

خديها أثارته بشكل جعله ينحني ليترك قبلة خاطفة على خدها ارتجفت وتوترت مما فعله اعتادت على قبلة أعلى رأسها منه والآن يختبر الأخرى.
أخفضت عينيها عنه بخجل وارتباك جعل صوت أنفاسها تتلاحم بقوة فرحمها صوت الباب ودلوف زينب تقترب من علي قائلة 
_العصير يا علي.
التقطته منها قائلا بامتنان 
_تسلم إيدك يا زينب.
وقرب الكوب من فاطمة فكادت بالتقاطه منه ولكنه أصر على أن ترتشفه من يده فرفعت بصرها لشقيقتها وكأنه توجه له رسالة تحذيرية من وجودها تجاهل اشارتها عن عمد ودفع الكوب إليها فتناولته على مضض وفور انتهاءها منه ساعدها علي بالاسترخاء ومدد الغطاء عليها فاستجابت للدواء الذي وضعه علي بالعصير دون أن تلاحظ هي فغفت بعمق وبسرعة جعلت زينب تتساءل پخوف 
_هي كويسة يا علي
أشار لها وعينيه تتفادى التطلع لها فأخفض عينيه وهو يجيبها 
_متقلقيش يا زينب كل ده طبيعي على حالة فطيمة متشغليش بالك ونامي علشان بكره أول يوم ليكي بالجامعة ولازم تكوني فايقة.
وتابع وهو يتجه للخروج 
_أول ما تصحي اجهزي علشان هعدي عليكي أوصلك.
اتبعته مرددة بحرج من حملها الذي بات ثقيل عليه في أول أيام قدومها الى هنا 
_مفيش داعي يا علي أنا هروح بالتاكسي وهو أكيد هيعرف عنوان الجامعة.
استدار إليها ومازالت عينيه أرضا تتغاضى عن رؤيتها 
_بلاش الكلام الفارغ ده يا زينب قولتلك إنتي بقيتي مسؤولة مني مسؤولية كاملة من لما بقيتي في لندن ولو يا ستي مش قادرة تعتبريني زي أخواتك فأنا بعتبرك زي شمس.
ترقرقت الدموع من عينيها وصاحت بضيق تمكن من لمسه 
_بلاش زي أخواتي لإنك أفضل منهم بمراحل يا علي متظلمش نفسك بالمقارنة بينهم.
رفع رماديته لها فوجدها تبكي وقد بدى له بأنه لمس ألما عميقا داخلها فقال باستغراب 
_ليه بتقولي كده يا زينب
ابتسمت ساخرة 
_عندي أخين وجودهم في حياتي زي الهامش أخ منهم سافر من أربع سنين يشتغل بره علشان يكون نفسه ومن يومها فصل نفسه عننا حتى لما بابا الله يرحمه كان بېموت اتصلت عليه واترجيته ينزل علشان يشوفه بس للمرة الاخيرة رفض إنه ينزل علشان خاېف يكسر الفيزا وحتى بعد مۏته مهتمش حتى يرفع عليا سماعة التليفون ولا يسألني محتاجة حاجة ولا لأ!
واستطردت بأنفاس متحشرجة 
_والتاني إتجوز وبقت حياته كلها متوقفة على بيته ومراته وأولاده وأنا ولا كأني أخته ولا أهمه في شيء ولما بابا اتوفى جالي أخويا علشان الورث وحقيقي كان شهم أوي كان عايز يديني مبلغ وأمضيله على حقي في البيت وأخر همه بقى أنا هروح فين بعد ما أوقعله على الورق مع إنه عنده بيته بس زي ما تقول بيستكتر عليا اني أعيش بطولي جوه البيت اللي له فيه ورث! ولما رفضت مد إيده عليا وأجبرني أوقعله على العقود.
انهمرت دموعها باڼهيار حينما تذكرت ما فعله بها أخيها والتقطت نفسا مطولا تخبر به علي الذي أدمعت عينيه وانتفضت حواسه بعدم تصديق لما قد يفعله أخا هكذا بشقيقته 
_طردني من البيت وملقتش حد ألجئ ليه غير مراد زيدان كان معايا رقمه كلمته واستغربت لما لقيته قدامي تاني يوم معرفش ازاي قدر يرجعلي البيت وكان هيحبسه بس أنا رفضت ده فضل جنبي لحد ما دخلت سنة اولى طب ولما وصلت لسنة تانية لقيته سحب أوراقي وقالي إنه قدملي في جامعة في لندن وإن بمجرد وصولي هنا هلاقي مفاجأة بانتظاري.
وابتسمت تبدد ظلمة ما تعرضت له لفرحة تلألأت داخل عتمة أحزانها 
_وصدق فعلا لما جيت وشوفت فطيمة واقفة على رجليها من تاني.
رفع علي يده يزيح تلك الدمعة عن أهدابه سريعا ثم قال بنبرة مبحوحة 
_خلاص إعتبريني أنا أخوكي الوحيد اللي هيعوضك عن اللي عملوه فيك كده مرضية
منحته ابتسامة مشرقة وراحت تهز رأسها فابتسم وهو يودعها 
_همشي أنا... تصبحي على خير يا دكتورة زينب.
راق لها لقبها الذي عانت لسنوات من الدراسة لحمله فسحبت الباب خلفه وهي تردد 
_وإنت من أهله يا دكتور. 

خرج سيف لأخيه متجهما بعدما ترك أكواب العصير بالداخل راقبه يوسف بابتسامة ساخرة ومازال يتمدد على الأريكة بالردهة
_أيه مالك يا سيڤو مش طايق نفسك ليه
جلس على المقعد المقابل له وهو يتأفف بوابل من الڠضب الذي انهار بصراخه الحاد 
_صاحبك ده مش راحم حد ده من ساعة ما دخل مع أيوب الأوضة وهما نازلين رغي وضحك هو في أيه بالظبط!!
إشرأب يوسف برأسه لأخيه متفحصا معالمه بنظرة دقيقة وكأنه يحاول الجزم ما بين كونه جادي أم يمازحه فاعتدل بجلسته وهو يصيح بشك 
_إنت غيران من علاقة الصداقة المستجدة بين عمران الوقح وأيوب!
زم شفتيه بسخط 
_أديك قولتها عمران الوقح وأيوب ابن الشيخ مهرااان ثم إني من حقي أغير على صاحبي الوحيد الله!!
اڼفجر بنوبة من الضحك وحاول جاهدا أن يسيطر على ذاته فهتف بتبرم 
_يا ابني اخرج من قوقعة الابتدائية دي وبعدين إنت ليه محسسني إن عمران يهودي عمران اتغير يا سيف ومبقاش بيسيب ولا ركعة.
وتابع بتعجب 
_وبعدين إنت مش كان نفسك إنهم يتعرفوا لانهم شبه بعض!
لوى شفتيه بتهكم 
_بقالهم أربع ساعات بيتعرفوا أيه هيفضلوا يتعرفوا للسنة الجاية!! 
عبث بعينيه بعدم تصديق لما يحدث مع شقيقه كان يعلم بأنه يعز أيوب للغاية ولكنه لم يكن يتوقع أن يصل بحب صديقه للغيرة التي تجعله لا يريد أن يصادق غيره فنهض عن الأريكة واتجه لغرفة آدهم مبتسما وهمس بسخرية 
_هتفضل طول عمرك طفل يا سيف أمته تكبر وأخطبلك بقى!
حرر مقبض الباب وولج يتفحص حالة آدهم بعناية تامة بينما تحصل زوجته على قسط من الراحة. 

بغرفة عمران.
تعالت ضحكات أيوب بعدم استيعاب لما يستمع منه من ذاك الغريب الذي مر لقلبه بسرعة البرق فأكد عليه عمران وهو يرتشف عصير البرتقال المقدم له 
_يا ابني ده الذكاء إنك تجاري الحياة والكون زي ما تحب تبقى وقح مع الوقح ومحترم مع اللي يستحق احترامك ومفيش مانع توري اللي قدامك جزء من تدينك لو كان متدين وأبوه شيخ أزهري زيك كده.
عادت إليه نوبة الضحك فقدم له عمران الكوب الأخر قائلا 
_اشرب اشرب.
وتجرع من كوبه ثم اعتدل بجلسته على حافة الفراش متسائلا بمرح 
_قولتلي بقى البنت اليهودية اللي احتلت بيتك برضاك دي إسمها أيه
أجابه أيوب وابتسامته البشوشة تنفرد على شفتيه 
_اسمها آديرا..بس إنت ليه محسسني إني سبتها تحتل بلدي!
وضع الكوب على الكومود وعاد يستقيم بجلسته قبالته هاتفا بحدة 
_عشان هي بتبدأ بالبيت يا أيوب وبعدين إنت ليه عايز تساعدها إنها تتوب إفرض فشلت إنك تعملها هيكون ده كله عليك بأيه إنت بتعرض حياتك للخطړ وعلى حسب ما حكيتلي من شوية إنك وحيد والدك ووالدتك واتولدت بعد عشرين سنه من صبر أيوب اللي اتحلى بيه الشيخ مهران طيب ليه تعمل في نفسك كده ليه عايز تقهرهم عليك!!
تنهد بقلة حيلة وفاض له 
_عمران ربنا سبحانه وتعالى اختصني بده لما وقع محمد بطريقي وكانت توبته على ايدي ويمكن يكون كل ده حصل علشان يكون للبنت دي طريق تاني غير طريقها أنا حاسس إنها هتأسلم.. ولو افترضنا إنها هتكون نهايتي حد يطول ېموت وهو حامل الشرف ده وأكيد الشيخ مهران لما يعرف باللي عملته هيرفع رأسه فوق وهيستنى اللحظة اللي

انت في الصفحة 5 من 8 صفحات