الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية صرخات انثى الفصل العشرون بقلم ايه محمد رفعت

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

سماحة الوجه والسيرة الطيبة المتروكة بين الناس قد تكون أحيانا مصطنعة قد يبدو لك بأن ذاك الشخص ما هو الا صورة مصغرة لملاك يمتلك جناحين مجهولين فيصدمك الأمر حينما يلدغك فتشعر وكأن الأرض تدور بك استعدادا للقيامة القريبة ليتك تعلم بأن أحيانا أصحاب الوجوه العابثة والقلوب التي تبدو متحجرة تخفي من خلفها لونها الابيض الناصع!

تبدد كل شيء حملته داخلها تجاه تلك الفتاة حينما رأت ما تعرضت له بالأمس بكائها تشنجات جسدها انتفاضتها المرعبة كل شيء أثار داخلها الشفقة تجاهها وها هي اليوم تخطو لغرفتها ومن خلفها الخادمة التي تدفع طاولة الطعام بينما تتقدمها بخطوات آنيقة تدرس بعالم الطبقة المخملية من ضمن القواعد المتبعة لفتيات الطبقات العليا.
مازال كل ما تعلمته من الصغر يلزمها حتى حركاتها وقفت فريدة تتطلع لها بنظرة هادئة تترقب خروج الخادمة بعدما تركت يدها عن دفع الطاولة ومع انغلاق الباب رددت بهدوء 
_أحسن النهاردة ولا لسه تعبانه
تلك الصدمة كانت تفوق حد تلك الهزيلة التي تحاول استيعاب ما يحدث هنا وجود فريدة ذاته يصدمها ناهيك عن سؤالها عن صحتها وحملها للطعام خصيصا لغرفتها!
التقطت عينيها نظرة فطيمة المعلقة بالطاولة فقالت بارتباك ظاهري 
_أنا قولت إنك أكيد لسه تعبانه ومش هتقدري تنزلي تفطري معانا فخليت الخدم يحضرولك الفطار هنا عشان ترتاحي أكتر.
وعادت لسؤالها من جديد باهتمام 
_إنت كويسة
ازدردت لعابها تروي حلقها القاحل وبصعوبة رددت 
_الحمد لله. 
وعلى استحياء قالت 
_مكنش له داعي ټعذبي نفسك أنا كنت هنزل عادي أفطر تحت أنا متعودة على النوبات دي وبتعايش معاها لإنها بقت جزء من حياتي وآآ.. 
بترت كلماتها تتوسل للأرض أن تنشق وتبتلعها من تلك المواجهة الغريبة تراجع جسد فاطمة للخلف تلقائيا حينما استمعت صوت حذائها يقترب منها طابعا بالأرض بقوة يتردد صداها لمسمع الأخرى فوقفت قبالتها لا يفصلهما الكثير وبخفة رفعت ذقنها لتواجه نظرات فريدة الهادئة والاخيرة ترفرف باهدابها بحيرة وعدم استيعاب لما يحدث معها فتحررت نبرتها الرزينة تخبرها 
_أنا حاسة بيك يا فاطمة لإني عشت نفس الحالة اللي إنت بتعيشها دي قبل كده في فترة من حياتي بس الفرق الوحيد إن اللي حصلك كان ڠصب عنك لكن اللي كان بيحصل كان بارادتي ومنسوبلي بأنه زواج ويحل له إنه يعمل أي شيء كنت بستسلم وأنا جوايا أنثى بتعافر وبتصرخ وبتتمنى إن الأنثى الشرسة اللي جواها تعبر عن نفسها وتقول لأ بس كانت مجبرة.
اتسعت مقلتيها پصدمة لما تستمع له الآن بينما سحبت فريدة كفها الرقيق عن ذقن فاطمة وتراجعت خطوتين للخلف تضم ذاتها بذراعيها المستكينه أمام صدرها تختفي من أمام أعينها حتى لا ترى دلائل انكسارها صوتها المحتقن من أثر سيطرتها على البكاء هو الذي يصل لها 
_أنا قضيت أسوء عشر سنين في حياتي كلها قټلت فيهم كل شيء حلو جوايا كنت أغلب الوقت بشوف نفسي ست مڠتصبة حقها مهدور وكرامتها متهانة وأوقات تانية كنت بشوف نفسي ست خاېنة مع زوجها بجسمها وروحها وقلبها مع حد تاني.
رفعت إصبعها تزيح تلك الدمعة الطاعنة لكبريائها واستدارت تواجه تلك التي تراقبها پصدمة لتخبرها ببسمة مصطنعة 
_وكان بينتهي بيا الحال بنفس اللي كان بيحصلك ده كوابيس بشعة وصراع نفسي ممېت كان خاطف مني نومي ومخليني عايش كل نفس بعاني وبخوض عجز من نوع تاني.. التبرير! كنت بدور على مبرر قوي أوضح فيه لسالم جوزي سبب التشنجات الغريبة اللي كنت بعانيها كل يوم كنت بكتم جوايا قصة حبي الكبير.
كانت مشتتة تحاول فهم مغزى حديثها الغامض وعلى ما بدى لها

انت في الصفحة 1 من 8 صفحات