رواية صرخات انثى الفصل الثامن عشر بقلم ايه محمد رفعت
بابتسامة صغيرة
_لا أبدا كانت هنا من شوية.
ورفع صوته عاليا
_فاطيما.
سمعت لصوته المنادي ففركت يدها بتوتر كانت تظن بأن الامر لا يخصها فستكتفي بجلوسها بالمطبخ تعاون مايا بتسخين الطعام ففاجئها علي بنادئه.
خرجت تتجه للصالون وهي تجاهد لتهدئة انفعالاتها ورسم ابتسامة صغيرة فما أن رآها علي تقترب حتى نهض ليتبع خطواتها البطيئة ليعرفها بمن أمامها قائلا
ارتبكت للغاية بالبقاء بمكان يحوي ثلاث من الشباب لا تعرف الا عمران من بينهم فتبلدت بوقفتها ورغما عنها تشبثت بجاكيت علي بشكل جعل يوسف يتابعها بنظرة دقيقة قادرة على تحليل حالتها باجتياز وادهشه الأمر حقا أيعقل أن يرتبط علي بفتاة على ما بدى له تحمل مرضا نفسيا ظاهرا على ارتباكها وضم أصابعها بطريقة يعلمها جيدا كطبيب.
_أهلا مدام فاطيما وألف مبروك مقدما.
راقبت يده الممدودة برجفة سرت بجسدها وعينيها معلقة على كفه الممدود بحرج فأسرع علي برد الحرج عنها وعن جمال حينما صافحه وهو يضيف مازحا
_فاطيما متدينة شوية لكن انا منحرف وبسلم عادي.
تعالت الضحكات فيما بينهم على عكس تعابير يوسف الجامدة فخطى بها علي تجاه الفتيات ليشير لمايا بتحمل هي أمر تعارفها بهم وقال بلباقة لمعرفته بأنها لن ترتاح بالجلوس هنا
تفهمت اشارته ونهضت على الفور
_أيوه المنظر من هناك تحفة وهنكون على راحتنا أكتر.. اتفضلوا.
وبالفعل انسحبوا معا للطاولة الخارجية فبدأت فاطمة بالتعرف على ليلى وصبا وكذلك فعلت مايا ولكنها لازمت صبا لتستدرجها لأمر العمل بالشركة.
_يا ريتني مشيت ورا جمال من زمان وعرفت إن ليه أصحاب علشان نتجمع التجمع اللطيف ده وأتعرف عليكم أنا من وقت ما جيت هنا وأنا لوحدي.
ردت عليها مايسان بتهكم
_ما أنا أهو بشتغل بالشركة مع عمران وحاسة إني لوحدي بردو كل اللي حوليا هناك أجانب ومفيش غير كام موظف مصريين بس رجالة مفيش بنات عشان كده أنا مش هتنازل عنك يا صبا هخلي عمران يكلم البشمهندس جمال وتنزلي تشتغلي معايا أنا محتاجة لواحدة بمؤهلك ده جدا.
_بجد يا مايسان يا ريت والله نفسي أخرج من البيت وأخد على البلد هنا.
وتلاشت ابتسامتها وهي تقول عابثة
_بس أعتقد إنه مش هيوافق لإني حامل.
ردت عليها ليلى ببسمة رقيقة
_وفيها أيه يا صبا هو إنت راحة تهدي حجارة أنت هيكونلك مكتب وشغلك كله حسابات يعني راحة جدا ومش خطړ عليكي.
_خلاص يا مايا قوليله يكلمه ويا رب يوافق.
هزت رأسها بتأكيد فقطعت ليلى الصمت حينما وجهت حديثها لتلك الصامتة منذ لحظة جلوسهم
_وإنت يا فاطمة مؤهلك أيه وبتشتغلي ولا لأ
رفعت عينيها إليهم بحرج لمسته مايسان فكادت بالتدخل نيابة عنها ولكنها وجدتها تبلغها
_أنا مقدرتش أكمل تعليمي يعني كنت مخطوبة قبل كده وكنت بحب خطيبي فمدخلتش الجامعة وأكتفيت باللي وصلتله عشان أكون معاه.
وبامتعاض استرسلت
_بس محصلش نصيب نصيبي كان هنا مع دكتور علي.
ابتسمت صبا وهتفت بتأثر
_سبحان الله... ربنا يفرحك يا حبيبتي ويجعله العوض ليكي عن كل اللي شوفتيه.
ابتسمت بسعادة وقالت
_يا ررب... تسلمي.
كان يتبعها للخارج حينما تسلل لهاتفه رسالة عمران النصية
اتقل متدلقش وراها كده خليك زي بذر الخوخ لما بيقف في الزور
زم شفتيه ساخرا وغير اتجاهه لمكتب المنزل هاتفا لذاته
_والله عال أحمد الغرباوي بقى ماشي ورا كلام العيال!
وإتجه للمقعد الرئيسي يجذب حاسوبه ليتابع العمل هامسا ببسمة تسلية
_وماله خلينا وراه لما نشوف أخرتها آ....
ما كاد باستكمال كلماته حينما وجدها هي من تلحق به فولجت للداخل تصيح به
_عروسة إيه اللي هتخلي ابني أنا يروح يطلبهالك يا أحمد باشا روح اتجوز اللي تتجوزها بعيد عني أنا وأولادي سامعني!
اتسعت ابتسامته وإلتحف بالبرود يخبرها
_حاضر هروح لوحدي.
وعاد يستكمل عمله وحينما وجدها مازالت تقف أمامه رفع عينيه يتساءل بنفس ذات البراءة الخاصة بعمران الذي بات معلمه الذكي
_في حاجة تانية يا مرات أخويا
سحبت شيطانيها وغادرت المكتب صافقة الباب من خلفها بقوة كادت باطاحة زجاجه الباهظ فاعتلى ثغره ابتسامة جذابة وهو يهز مقعده باستمتاع.
بالخارج.
دمغ يوسف يديه بزيت الزيتون الساخن الذي أحضره له الخادم بناء على طلبه يدلك رقبة علي الذي هتف باسترخاء
_الله عليك يا جو اضغط بقوتك على الجنب ده ربنا يراضيك.
انصاع له يوسف مرددا بسخرية
_وماله يا حبيبي دكتور يوسف لعلاج قفشات العظام تحت أمرك.
كتم جمال ضحكته بصعوبة وقال بخبث
_يوسف بعد الليلة دي عايزك تفتح العيادة تكشف على صبا مش عارف مالها من الصبح كده دايخة وتعبانه.
استدار إليه يمنحه نظرة محتقنة قبل أن يسحبها لعمران المسترخي أمام الشاشة يتناول مكسرات بتسلية
_مش عايزني أكشفلك على حاجة إنت كمان
قال وهو يشير لقدميه بتعب
_رجلي بتنقح عليا يا جو والله خلص أبو علي وتعالى دلكلي رجلي بالزيت يمكن ربنا يجعل في وشك القبول وأقف عليها بقدرة قادر.
الټفت يوسف حوله ثم تحرر صوته المحتقن
_لو مكنتش عامل احترام لوالدتك وعمك كنت قولتلك لفظ من إياهم عارفهم
ضحك عمران بصوته كله حتى كاد بأن ېقتل من سعاله لتوقف التسالي بحلقه بينما تساءل علي بدهشة
_لفظ أيه ده
ضحك جمال وهو يشير له
_بلاش يا دكتور علي إنت محترم وابن ناس.
صدح رنين هاتف يوسف الموضوع على الأريكة فجذب المنشفة يجفف يده ثم رفع الهاتف يجيب
_أيوه يا سيف.
تجهمت معالمه بصورة ملحوظة لجمال وعمران الذي تساءل فور اغلاق هاتفه
_في أيه يا يوسف
جذب مفاتيح سيارته وهو يشير لجمال قائلا
_مفيش حاجة نص ساعة وراجعين سيف بس في مشكلة صغيرة هنحلها ونرجع.
اشارة يوسف لجمال فهمها عمران جيدا فرفع ذراعيه لهم قائلا باصرار
_معاكم..رجلي على رجليكم في الطالعة دي أنا مش متنازل سامعين!!
انتصب علي بوقفته يتساءل بقلق
_طالعة أيه هو في أيه يا يوسف
رد عليه سريعا
_مفيش يا دكتور علي أخوك دمه يلطش بس مش مصدق.
وضغط على شفتيه لعمران يشير له بالصمت بينما انحنى جمال يساعده لتأكدهما بأنه لن يتركهما بالساهل فعاونه يوسف من الجهة الاخرى فالتف لعلي قائلا بمرح
_قولهم يجهزوا الأكل عما نرجع.
راقبهم باستغراب وعاد يتسطح محله بهدوء وكأنهم نسمة عبرت بطريقها للخلاص.
بسيارة جمال.
صاح يوسف بعصبية لمن يغفو بالمقعد الخلفي
_مش عارف لزمتك أيه كنا هنخلص أنا وجمال الحوار ونرجع!
اجابه وهو يجتهد بوضع ساقا فوق الأخر
_لا إنت ولا هو هتقدروا تخلصوا الليلة أنا معايا كورس في التربية ياض.
وتساءل باهتمام
_المهم هو الواد اللي بيروق أخوك ده هو نفسه الواد المصري الملزق اللي ساكن في الدور اللي فوقه وكان بيشتكي منه قبل كده.
هز يوسف رأسه بتأكيد ففرك عمران يديه وهو يهمس ببسمة شيطانية
_فرجت عضلات إيدي نقحة عليا من يوم ما نمت بالسرير.
رد عليه جمال ساخرا
_يا حبيبي إنت مش شايف نفسك احنا مساندينك للعربية يا عمران هتتعارك مع الواد ازاي بس!
اشرأب بعنقه ېعنفه پغضب
_إنت مال أمك إنت يا جمال وديني للواد ده وسيبني أتعامل.
جحظت عين جمال من لفظه الوقح فمرر يوسف يده على وجهه وهو يهمس لجمال
_حقك عليا أنا متعصبش عمران لما بيتعصب بيبقى وقح سوق واستهدا بالله