رواية صرخات انثى الفصل الثامن عشر بقلم ايه محمد رفعت
لا تترك شفتيه بينما رماديته تحاربها بكل قوة وحروفه تخرج بطيئة مغرية لمسمعها
_بأمانة كده أنا مش راضي عن وضعنا ده يرضيك أبقى لبانة في بوق عمي وعلي.. ها.. يرضيك يا بيبي
ارتبكت عينيها وتهربت من عينيه القريبة منها فتابع بخبث
_الحل إنك تيجي تنوري جناحي اليتيم ده حتى مساعدة المړيض صدقة وأنا مريض جدا ومحتاج اهتمام منك.
_حتى شوفي ايدي!
اعتلت معالمها پغضب جعلتها تقذف وابل عصبيتها إليه
_قول كده بقى طيب بص يا حبيبي حكاية عمك وعلي والحوار ده سبق وفتحناه واتقفل يعني الحوار ده مالوش سكة معايا!
تلاشى ڠضبها وحل محله الدهشة من ابتسامته الجذابة التي مازالت لم تتركه بل ملامحه لم تتأثر بتاتا بما قالت بل انحنى يهمس لها
أبعدته عنها وكادت بالفرار فجذبها لمحلها مجددا وهو يلتقط نفسا مطولا يجعله بملامح تتهييء لشيئا جاديا فانصبت فيروزتها إليه تنتبه لما سيقول فأتاها صوته الرخيم
_بصراحة كده لما جيتيلي أوضتي امبارح واتكلمنا وبتاع اكتشفت حاجة مهمة جدا يا مايسان.
_حاجة أيه
طرق بيده على الرخامة من خلفها بشكل أفزعها
_إني كنت مصلي لسه قيام الليل وربنا منزل على قلبي التقوى.
وانحنى لها مجددا يغمز لها بوقاحته
_أنا بقول عدي عليا النهاردة تاني يمكن شيطاني يكون حاضر ونرتكب معاصي!
استنزف داخلها كل محاولات صبرها فدفعته بشراسة جعلت الادوات من خلفها تسقط أرضا وكادت بالتنحي جانبا فتعركلت قدميها بزجاجة الزيت من أسفل قدميها فاندفع ذراعه يضمها إليه هامسا بسخرية
اعتدلت بوقفتها ترمقه بازدراء وصاحت
_إنت مالك النهاردة من الصبح بيبي بيبي حد قالك إني عيلة صغيرة!!
ضحك وهذا استفزها وخاصة حينما قال وهو يجيبها ببرود
_إنت بنتي أنا ومتزعليش يا ستي بنت قلبي الكبيرة عشان متزعليش
وأخفض نبرة صوته ېحطم كبرياء أنثاها المتمردةساخرا من حالهما
تهدل كتفيها بحزن ويأسها يتراقص على ملامح وجهها من أمامه ورددت بهدوء غريب بعد استسلامها لوقاحته ومزحه القاټل الذي لو استمر به لن تنجح بردعه
_مش كنا اتفقنا يا عمران وكنت بقيت لطيف بكلامك معايا أيه حصلك فجأة النهاردة
_عياري فلت بعد ما شوفتك بالقميص المحترم بتاع امبارح!!
وصاح متجهما
_أنا واحد قاعد في حالي أشوف أكل عيشي أتفاجئ بحورية داخلة آ.........!!
كممت فمه بيدها وعينيها تبرقان پصدمة فاستدارت تبحث عن أحد حولها قبل أن تصيح بانفعال
_بسسس إنت أيه!! بالع حبيتين جراءة على الصبح!
وبنظرة شاملة تساءلت
_عمران إنت رجعت تشرب تاني!
هز رأسه ببراءة ومازالت تكمم فمه فانتفضت فجأة حينما لثم باطن يدها لتراقبه پذعر بينما يستكمل هو طريق برائته متسائلا بلهفة
_مالك يا حبيبتي!
بقيت بتخشبية جسدها تبرق له پصدمة لايجاده تمثيل دوره التقديري لجائزة الأوسكار بالتمثيل بينما تابع وهو يتفحصه بنظرة قلق
_إنت تعبانه
هزت رأسها نافية ومازالت تتراجع حيث بامكانها الفرار من ذاك المنحرف الخطېر وبينما هي تتراجع قال ببسمة ماكرة
_أجبلك كوباية مية تبلعي كلامي السم يا بيبي
هزت رأسها نافية فابتسم بوادعة لطيبتها الغريبة وهدوء وقفتها فتكرر وابل اسئلته
_زعلانه مني
هزت رأسها توافقه حزنها منه فعاد يتساءل بمكر
_بتحبيني
هزت رأسها موافقة حبها له فتهللت أساريره وانحنى يطبع قبلة على خدها هامسا بخبث
_وأنا كمان بحبك يا بيبي.
كادت بأن تفر عدساتها من عينيها لفرط فتحهما وبينما هي تراقبه پصدمة افاقت على حقيقة تبلد جسدها أمامه فكانت تختبر مصارعة ما يعتري عقلها بتلك اللحظة عينيها تجوب بالمطبخ وكأنها تبحث عن السکين لطعنه فعادت تحوم من حولها الا أن اهتدت لشيء أهم تمتلكه وكان يدها الذي هوت لتمنحه صڤعة رقيقة تناهز رقة أصابعها وصړاخها العاصف يحيط بأذن ذاك الواقف على عتبة المطبخ يردد بتوسل
_مايا اعمليلي قهوة دماغي من الصداع مش قا...
انقطع حديثه حينما رأها تهوى بصڤعة على وجه أخيه وهي تصيح بوجهه پغضب
_إنت وقح يا عمران!
وتركت المطبخ بأكمله وغادرت من امامهما فاقترب منه علي پصدمة ليجده يضم خده ببسمة خبيثة وهو يردد بالانجليزية
_كان هذا قاسېا يا رجل!
بينما تمرد لسان الاخير هاتفا وعينيه تراقب زوجة أخيه التي تفر للخارج بعصبية الشياطين أكملها
_إنت عملت أيه يلا!
تحلى بثبات مخادع والټفت لعلي يردد بخشونة اعتلت نبرته
_ولا حاجة.
ردد ساخرا
_ولا حاجة!! دي إديتك كف خماسي الأبعاد.
اعتلى الضيق ملامحه وهتف بتأثر
_آه خدت بالك من القلم شرسة أوي بنت خالتك دي بس على مين انا حبالي طويلة واتعودت أمشي بالطريق الطري لأخره فإن شاء الله أجيب أخرها وأتمنى متجبش هي أخري ساعتها مش هيكون في مجال للوقاحة تاني يا دكتور علي!!
واستند على الرخام يجبر قدميه الثقيلة على الحركة وهو يتابع
_يلا أسيبك تعملنا القهوة بقى وابقى اعملي سندوتش كده عشان اعمر الطاسة الخربانه دي لاجل ما أفوق لفريدة هانم أرميها بجوازة عمك دي أهو أتسلى عليها قبل ما تتسلى على مراتك الغلبانة.
وتركه منصدم وكاد أن يتخطاه ولكنه عاد يخبره من جديد
_آه افتكرت.. اوعى تيجي قدام جمال أو يوسف وتشتكي من رقبتك العيال دي لماحة وعقلها بيرمح ورا الخيل هيفهموا الليلة ووكستك السودة هتتفضح قدامهم.
ورفع يده يشدد على كتفه وكأنه يواسيه
_مهما كان انت أخويا وشكلك يهمني.
وتركه وغادر لباب المطبخ الهزاز وصاح قبل أن يختفي من أمامه
_ابقى حط مخدة ورا رأسك خليك ذكي ولماح!!
وهز رأسه بسخط ومر يتحدث مع ذاته وصوته يصل لذاك المصعوق من أمر أخيه
_محدش في البيت ده بيفكر بعقله مصممين تفضحوا نفسكم سواء أخويا أو عمي الاتنين معاتيه!!
واستطرد بحماس
_اصبروا عليا بس أنا قعدتلكم أهو لا شغلة ولا مشغلة!
اتجهت نظرات علي المصډوم تجاه مايسان التي خرجت من الحمام المجاور للمطبخ فور تأكدها من مغادرته فاتجهت لتراقب علي الذي مازال يحتضن رقبته باحراج لسماعها حديث عمران الاخير فتصنعت انشغالها بصنع القهوة بينما ردد هو
_ماله ده!
استدارت إليه بلهفة وكأنه لقط الحديث على لسانها
_معرفش والله من الصبح مش طبيعي.
وهدأت قليلا تفكر بحديثه مع علي ثم قالت
_أنا سمعته بيقول إنه جايب عريس لفريدة هانم
هز رأسه يؤكد لها فتابعت بتفكير
_لو قالها دلوقتي هتقوم الحريقة وزمان أصحابه على وصول إلحقه يا علي واقنعه ميقولهاش حاجة الا بعد ما يمشوا.
حاول هز رقبته مجددا فصړخ ألما وصاح
_آآآه.. منك لله يا عمران.
وإتجه للخارج مضيفا
_اعملي قهوة يا مايا واعمليله يطفح بيقولك محتاج يتغذى قبل ما يشن الحړب!
بغرفة شمس.
لم تتمكن من النوم طيلة الليل تفكر بحديث آدهم المخيف مازالت جملته عالقة بذهنها وتحليلها يكمن بتعابير مقبضة تجعلها تخشى القادم فإن لم يتمكن من الحصول على ذاك الملف قبل موعد تسليم الشحنة السامة لمصر وقتها ستضيع جهوده هباءا وما يزيدها قلقا تعرضه للخطړ حينها لإن الشكوك برمتها ستصبح مسلطة عليه بعد ان تم كشف عملتين متتاليتين لراكان ومن خلفه بنفس الفترة التي تولى بها آدهم العمل