رواية جبل الڼار الفصل الخامس بقلم رانيا
يخليكي تثقي فيا.
ازدردت لعابها بوجل وتمتمت برهبة
_مش قصدي بس أهلي لو عرفوا مش هيعدوا الموضوع بالساهل.
تافهم مع خۏفها وقال بتروي
_أنا برضه مش هآمن عليكي تركبي مع حد غريب وخصوصا إننا هنوصل بالليل خليني أوصلك لحد القاهرة وبعدها هطلبلك أبر يوصلك لحد البيت.
أومأت بعينيها وأومأ هو بابتسامته التي تسحرها ثم انسحبت بهدوء وعاد هو لعمله.
خرج حسين من مكتبه فيجد سليم يصعد لغرفته فنادى عليه
_سليم.
استدار له سليم وتمتم باقتضاب
_نعم.
تقدم منه يسأله بجمود
_هي فين
_السفينة وققت الليلة ومش هتوصل غير بكرة اخر النهار.
_طيب غير هدومك وتعالى عشان عايزك.
اومأ سليم وأبدل ملابسه ونزل إليه
_خير
أشار له بالجلوس ثم تحدث
_انا فتحت فرع للشركة في امريكا شاهي هناك وخلصت كل حاجة بتوكيل مني لو شايف إنك
_لأ مش شايف انت عارف كويس إني رافض ابعد برة مصر لو هي شايفة إن الفرع ده هيرفع من شأن الشركة يبقى تتابعه هي انما أنا لأ.
كالعادة لا يقول كلمة واحدة لابنه ليس من باب التعلق به ولكن حتى لا يهدم ما بناه بداخله
أن يكون بكلمة لا يمكن الرد عليها وإنسان لا يمكن أن يهزه شيء
وخاصة حينما تابع
ثم تركه وغادر
صعد إلى غرفتهوهو يشعر بضيق حقيقي من تلك الحياة وذلك المنزل الذي برغم وسعه إلا أنه يشعر دائما أنه ضيق حد الاختناق
خلع رابطة عنقه وفتح الازرار العلوية ووقف في شرفته ربما يخف ذلك الاختناق
الحياة في ذلك المنزل أصبحت لا تطاق لكن عليه التحمل لأسباب عدة وأولهم ألا يترك الساحة لزوجة ابيه التي تود الخلاص منه بأي شكل.
والأهم من كل ذلك هو قلبه الذي عشق وعشقه حكم عليه بالعڈاب منذ مولده.
حكم عليهم أن يكونوا تحت سقف واحد ويتعاملوا كالأغراب.
لذا عليه البقاء مهما ازداد بداخله ذلك الشعور.
في اليوم التالي
رست السفينة في الميناء البحري وبدأ الجميع بالخروج منها وعين داغر تراقبها وهي تسير على الممر
سيكون في ممر منزله
وإلى يخته الذي ينتظره بالإسكندرية وخصلاتها الثائرة موضوعة بأريحية بعض منها على كتفه وأخرى على صدره.
حمحم باحراج من نفسه على تلك الأفكار التي يفكر بها ثم توجه إلى سيارته بعد ان أنهى الإجراءات وانتظر مجيئها.
لكن انتهت أحلامه عندما وجد شاب يقترب منها يقبل وجنتيها بفتور وآخر تقدم منهم ليحمل الحقائب
توقفوا لثواني معدودة ثم رحلت معه
عودة للحاضر
تنهد بتعب من تلك الذكريات التي لا تترك مخيلته لحظة واحدة وكأنها لعڼة سقطت عليه
أخرج هاتفه من جيب بنطاله وقام بالنطق على الرقم المنشد حتى جاءه الرد
_آمر ياكابتن.
_ساعتين بالظبط وتكون جايبلي كل المعلومات المطلوبة عن حور وجدي حمدان.
اغلق الهاتف دون أن يستمع لرد وأعاده لجيبه
عليه أن يعرف كل شيء عنها
أما هي فقد تحججت بحاجتها للمرحاض وأسرعت بالولوج إليه لينتهي ذلك الثبات التي تمسكت به قدر الامكان كي لا ټنهار أمامه وأخذت تنتفض پخوف
وذكريات تلك الليلة تهاجمها بشراسة
عادت بأشدها وكأن المشهد يعاد أمامها
تستنجده تستجديه ترجوه لكن لم يرأف ولم يلين ازدادت انتفاضتها وهي تتذكر عيونه وقتها وكيف كانت بنفس الصلابة التي تراها الآن.
وقفت امام الحوض لتغسل وجهها مرات عديدة