رواية جبل الڼار الفصل الخامس بقلم رانيا
أخرجه في الطاولة الزجاجية أمامه وهو يطيحها بقدمه جعلها تصتدم في المقعد المقابل فتتهشم محدثة صوت ليس عاليا لسمك السجادة التي سقطت عليها
نهض پغضب وصعد إلى الغرفة وحينها شعر بأنه لا يستطيع التنفس بأريحية وكأن العواء سحب من المكان
وعادت إليه الذكريات بأشدها ولم يرحمه الظلام الذي أحيط به من قسۏتها
عودة للماضي
فرغم حياتها التي قضتها في الخارج إلا إنها التزمت بمعايير بلدتها
خرجت من الغرفة وذهبت حيث ينتظرها
قال لها تتبعي قلبك ليدلك على مكان وجودي
رسالة عجيبة وكأنه يستشف إذا كانت تحبه أم لا.
وللحقيقة هي لا تعلم حتى الآن
والوقت الذي تمضيه معه يمر كأنه حلم جميل.
ذهبت للمكان التي رأته به أول مرة لكن لم تجده
إذا أين هو
ظلت تتجول على سطح الباخرة حتى صعدت على متنها فوجدته بالفعل واقفا ينتظرها بزيه الذي يعلم جيدا بأنه يسلب أنفاسها به.
وقفت مكانها على أعلى الدرج ولم تستطيع التقدم خطوة واحدة
كان واقفا أمام طاولة صغيرة بجوار السياج تحمل بعض الأطعمة الخفيفة وضوء شموع خاڤت موضوع عليها
تقدم منها بخطوات ثابتة وكأنه يعلم صداها داخل قلبها
توقف أمامها متطلعا إلى عيناها التي توهجت على ضوء الشموع
وشعرها الثائر بفعل الهواء يحجب وجهها عنه فترفع أناملها الرقيقة لتبعده وتحكمه خلف أذنها
لكنه أحكم تلك الرغبة وتمتم بثبات
_أخرتي أوي.
اهتزت نظراتها وقالت بروية
_وانت واقف وشايفني وانا بدور على المكان وساكت.
رفع حاجبيه بمكر
_مكنش ينفع اغششك كان لازم تيجي بقلبك.
رفعت عيناها إلى عينيه التي تاهت بغيومها فوجدتها تتطلع إليها بشغف لم ترى مثله من قبل
تطلع في ساعته وتابع
_قدامي ساعتين بس اللي مسموح بيهم وقلت أقضيهم معاكي.
اشار لها على الطاولة فتقدمت منها تجلس عليها وجلس هو قبالتها ثم قال
_بما إنك بتحبي البحر تبقي بتحبي السمك وصيت الشيف انه يعملنا حاجة كدة من الآخر يارب يعجبك.
نظرت إلى الأصناف الموضعة على الطاولة وغمغمت باحراج
هم بالنهوض وهو يتمتم
_خلاص هكلم الشيف يجبلك غيره.
منعته أسيل مسرعة
_لا مفيش داعي أنا أصلا مليش نفس.
_طيب خلاص دوقيه انا متأكد أنه هيعجبك.
اومأت بصمت وشرعت في تناوله
لم تتقبل مذاقه في البداية وعندما لاحظ ذلك تطرق في الحديث كي لا تركز به
انتهوا من تناول طعامهم وسألها حينها
_ها ايه رأيك
ردت باحراج
_بصراحة متقبلتوش في البداية بس بعد كدة عجبني.
مسحت يدها بالمنديل المعطر وكذلك فعل هو ثم وقفوا على السياج يتحدثوا في أمور عدة
حتى جاء موعده
تطلع إليها باستياء
_معلش انا لازم امشي دلوقت وممكن معرفش اشوفك إلا واحنا نازلين من السفينة
اومأت له وقالت بتفاهم
_ده شغلك ومينفعش تتأخر عنه وبجد انا سعيدة جدا إني اتعرفت على حضرتك.
قطب داغر جبينه بدهشة مصطنعة
_ايه شغل الوداع ده محسساني إننا مش هنشوف بعض تاني.
لاح الحزن على قسماتها لكنها أخفته مسرعة بملامح مبهمة
_اكيد طبعا كلها ساعتين بالكتير وكل واحد هيرجع لحياته.
لم ينتبه داغر لمثل ذلك الأمر ولم يفكر به
ولم يعد يملك الوقت كي يقرر فسألها
_في حد هيكون مستنيكي
عاد الحزن على ملامحها وهي تجيب باقتضاب
_لأ.
_خلاص خليني أوصلك ف طريقي بدل ما تسافري لوحدك.
اهتزت نظراتها من شدة الخۏف والذي ظهر واضحا على محياها وتمتمت بريبة
_لأ مش هينفع.
عقد حاجبيه باندهاش وسألها
_مالك خۏفتي كدة! أظن إن الليلة اللي قضناها في الجزيرة