رواية لخبطيطا الفصل الخامس بقلم عبد الرحمن الرداد
حياته مش يقضي بقية عمره في الزعل! لازم تنهي الحداد اللي مش بينتهي ده وترجع لحياتك
نظر إلى طفله ثم عاد ببصره إلى والدته وردد قائلا
أنا فعلا هنهي الحداد ده وهعمل حاجة مفيدة وهي إني أقتل رماد أظن مفيش حاجة أحسن من كدا الواحد يعملها ولا أيه يا أمي
ضيقت نظراتها ورددت بعدم رضا
أنت عايز تعمل اللي أقوى اتنين في العالم معرفوش يعملوه وماتوا قصاد قوته! ده اسمه اڼتحار
لو كل واحد في العالم جيه عدو أقوى منه احتل أرضه وبقى ياكل من خيرها ونسبها ليه لو كل واحد قال كلامك ده إن هو أقوى من مني وده اڼتحار يبقى عمر ما عهد العدو الظالم ده هينتهي رماد احتل ارضنا دي ونفسنا اللي بيخرج حرام علينا لو موقفناش قصاده وحمينا أرضنا ورجعنا خيرها تاني أنا خلاص قررت وعايزك لو حصلي حاجة تخلي بالك من طيف وتحكيله عني وتخليه هو كمان يواجه رماد علشان يبقى راجل
لا لا أكيد أنا بحلم يخربيتكم ودتوني فين
رفع كريم أحد حاجبيه وردد بتعجب
بقولك أيه قولنالك خليكي وأنتي اللي شبطتي حكيتلك كل حاجة في الطريق وآدي الإثبات
نظر عبدو إليها وقال متسائلا
فكرتي في قوة أيه
اتسعت ابتسامتها ورددت بحماس شديد
فكرت في قوة الميك آب كل درجات ألوان الميك آب اللي مش بلاقيها بطرقعة صباع هتبقى بين ايدي وافتح شركة وابقى غنية
قوة الميك آب قولي إنك بتهزري! قولي بهزر علشان ميجيليش شلل نصفي حالا
عبثت ملامحها وقالت بتوتر شديد
أيه هو غلط! هو ده اللي جيه على بالي والله طيب مينفعش نطفي القوة ونشغلها تاني من أول وجديد
صاح عبدو بنفاذ صبر
هو راوتر! قوة أيه اللي هنطفيها ونشغلها وبعدين اختارتي قوة ميك آب طب قولي مثلا قوة الضحك اهو تضحكينا في همنا ده ونستفاد لكن أكيد ولا أنا ولا كريم هنقولك مثلا هاتي روج لونه بينك مخضر نحارب بيه رماد علشان نموته من الضحك
هدي أعصابك وفرها لخناقة رماد أنت عارف سهوة وأنت بنفسك كنت بتقول فنجان القهوة افيد من قعدة سهوة وقد صدقت اعتبرها طفلة واخدينها فسحة
وأثناء اندماجهم في الحديث جاء صوت رجولي من خلفهم قائلا
نورتوا أرضنا مرة تانية
التفتوا ونظروا إليه بحيرة قبل أن يقول عبدو
أفندم! حضرتك تعرفنا منين!
اعرفكم منين ده موضوع طويل جدا ومش هحكيه ومتسألش ليه كل اللي أقدر أقوله دلوقتي إن اسمي مازن وهساعدكم في حربكم مع رماد ده أولا ثانيا هقدر أساعدك تظهر قوتك يا عبدالرحمن!
ضم حاجبيه وردد بتساؤل
ازاي!
اقترب خطوتين منه وردد بجدية
فيه حالات نادرة جدا قوتهم مش بتظهر وحل المشكلة دي هي الجواز يعني علشان قوتك الخارقة تظهر لازم تتجوز بنت من الكوكب ده!
توقعاتكم للي جاي وايه رأيكم في الرواية تفتكروا رماد ممكن يعمل ايه تاني!
عبد الرحمن الردادهنا ھتموت في الحقيقة المۏت كان قريب جدا منك ثانية واحدة كانت كل الحكاية انتهت بس أنا مسمحتش بده
لم ينظر إليه بل وجه بصره إلى طيف الغارق في دمائه ثم الټفت ورمق نيران التي فارقت الحياة هي الأخرى وسيطرت عليه حالة من الصدمة انتهت بقوله
ثانية واحدة كانت انتهت بالنسبة ليا لكن من ثواني كانت انتهت بالنسبة ليهم هم أنت جبتني هنا ليه
ضم كفيه أمامه ليجيبه بثقة كبيرة
أنت مش كان حلمك تعيش يوم مع أبطال رواياتك! اديني حققتلك الحلم ده
هز رأسه بالرفض ورمقه پغضب قائلا
كان حلم لكن اتحول لكابوس ماتوا قصاد عيني! ايه الغرض من كل ده ها انطق أيه الغرض
ابتسم وعاد إلى الخلف خطوتين ثم فرد ذراعيه في الهواء ليجيبه قائلا
علشان ادمرك! أو بمعنى أصح أخلي قلبك مېت اصعب حاجة للكاتب هو إن أبطال روايته يموتوا قصاد عينيه لأن أقرب حد للكاتب هم أبطال روايته اللي أنت شوفته ده هيخليك مهما تشوف مش هتتوجع زي اللحظة دي
ضم حاجبيه وصړخ فيه پغضب
وليه كل ده!
اقترب منه بخطوات هادئة حتى أصبح على مقربة منه ثم مال برأسه وهمس بجوار أذنه قائلا
علشان تتحقق كل شروط الزمن الزمن دايرة كل عنصر فيها بيأثر على التاني أنا وأنت عناصر في الدايرة دي وتأثيري عليك هيخلي ليك تأثير على عناصر تانية وشروط الدايرة تكتمل وبكدا توازن الزمن هيتحقق أنا هقولك الحقيقة علشان اريحك جزء من الثانية لكن بعد ما تعرفها الجزء بتاع الحقيقة ده هيتمحي من ذاكرتك وهتعرفه تاني في الوقت المناسب
التقط أنفاسه ثم همس بالحقيقة بالقرب من أذنه وكانت تلك الحقيقة کاړثة كبرى اتسعت حدقتي عبدو پصدمة وتراجع إلى الخلف وهو يقول بعدم تصديق
لا لا ده مش حقيقي ده مش حقيقي أبدا استحالة استحالة
ضحك رماد وردد بصوت مرتفع
لا حقيقي ودلوقتي أنت هتنسى اللي اتقال ده نهائي وهيتمحي من ذاكرتك بس هتعرفه تاني في الوقت المناسب
ثم فرد ذراعه الأيمن الذي اهتز بقوة خارقة وظهرت شرارات كهربية كثيفة حاوطت يده ثم انطلقت واستقرت برأس عبدو الذي وقع على الأرض وصړخ بصوت مرتفع.
ضوء خفيف تسرب إلى جفونه قبل أن يفتح عينيه ليجد نفسه بداخل غرفته بهذا الكوكب الآخر نهض من على فراشه ووجد صديقه
كريم يجلس على مقعد بجوار السرير ويضم وجهه بين كفيه ويبدو عليه الحزن الشديد فرفع هو أحد حاجبيه وردد بتساؤل
فيه أيه يا كريم قاعد زي المطلقين كدا ليه
أبعد يديه عن وجهه ونظر إليه بحزن قائلا
عبدو ...
وقبل أن يكمل انتبه له فنهض من مكانه وتراجع إلى الخلف بړعب وهو يقول پصدمة
عبدو!
رفع أحد حاجبيه وردد بتعجب من طريقته
أيوة عبدو مالك خۏفت كدا ليه كأنك شوفت عفريت
اقترب منه مرة أخرى وهو لا يصدق ما يحدث ثم قام بجذب أذنه بقوة فصړخ هو پتألم قائلا
آآآآه! أنت عبيط ياعم هتخلع ودني أنت اتعديت من فادي ولا أيه
اعتذر عن ما بدر منه وأوضح قائلا
معلش بس بتأكد إنك عبدو أصل قلبك وقف وقولت إنك مت خلاص وكنت قاعد مش مصدق اللي بيحصل وفجأة لقيتك قمت أنت كان مالك
نهض من على الفراش ووقف أمامه ليقول بتوضيح
كنت مع رماد تعالى معايا
تحرك بسرعة إلى الخارج ثم اتجه إلى الأسفل فنهضت حور عندما رأته أمامها وحضنته ولم يكن يتوقع رد فعلها هذا وابتعد عنها بحرج فرددت بجدية
عبدو أنت كويس
نظر إليها وردد بعتاب
أنا كويس ومرة تانية بلاش اللي عملتيه ده
هنا اقترب فادي وردد بعتاب
يا أخي سيبها تحضنك دي كانت زعلانة أوي وكنا فاكرين إنك مت!
نظر إليه وقال بهدوء
طبعا ده لازم يكون رد فعلك يا راجل يا شهم سيبكم من الحوار ده أنا مكنتش مېت ولا حاجة بس رماد نفذ فيا حاجة اسمها الاسقاط النجمي أكيد