رواية لخبطيطا الفصل الخامس بقلم عبد الرحمن الرداد
مش هكتب رواية ولا هعمل أي حاجة أقولك على حاجة! أنا هعتزل الكتابة نهائي وهكمل حياتي عادي
ابتسم رماد ونظر إلى المكان من حوله قبل أن يقول
ده بيبقى الرد في كل الازمنة هتكمل الدايرة ومش ڠصب عنك هتكملها بنفسك وأنت مش واخد بالك هوضحلك بمثال يعني مثلا واحد عرف انه ھيموت في المستقبل عن طريق حاډثة عربية فقال إنه في اليوم ده مش هيخرج من البيت خالص وعلشان كدا وهو شايل مياة مغلية في اليوم ده غرق بيها امه فقام وجري وشالها ووداها العربية وراح بيها المستشفى فعمل حاډثة في الطريق ماټ لو كان خرج في اليوم ده عادي ومكانش قعد في البيت مكانش ھيموت رغم علمه انه في المستقبل ھيموت بعربية لكن هو بنفسه اللي ودى نفسه للمۏت هي دي الدايرة ان المستقبل اثر على الماضي والماضي اثر على حاضر الشخص ده فخلاه يقعد في البيت بالتالي المياة السخنة ڠرقت امه فجري بيها بالعربية وهو متوتر ومش مركز علشان كدا عمل حاډثة وماټ هي دي الدايرة مهما عملت هتكمل قرارك بانك مش هتكمل ده أصلا جزء من اكتمال الدايرة زي القصة اللي حكيتهالك دي بالظبط خيوط معقدة لكن في النهاية بتوصل لطريق واحد
طيب على الاقل عرفني أنت مين وتعرفني منين قولت إنك تعرفني من زمان
اتسعت ابتسامته ورمقه بثقة قائلا
قولتلك على الحقيقة بس محيت الجزء ده من ذكرياتك هتعرف كل حاجة في الوقت المناسب ودلوقتي ارجع مكانك تاني علشان كل حاجة هترجع تاني
بالفعل عاد وجلس مكانه مرة أخرى وتحرك كل شيء من حوله بعد توقف دام لدقائق.
فيه حاجة غريبة حصلت انت كنت باصص كدا وفجأة لقيتك باصص في الأرض
ابتسم عبدو وردد مازحا
أصلي عليا عفريت عفريت اسمه رماد
رفع حاجبيه ونظر إليه پصدمة قائلا
بتهزر! رماد كان هنا بجد
هز رأسه بالإيجاب وأجابه بهدوء
اينعم هو دخول الحمام زي خروجه بردو! شكلنا كدا لبسنا يا معلم
لوى ثغره وردد بعدم رضا
الټفت الأستاذ الجامعي ووجد كريم يتحدث فأشار إليه قائلا
الطالب أبو كاب هناك
انتفض في مكانه وأشار إلى نفسه بړعب وهو يقول
أنا يا دكتور
ابتسم وقال بثقة
أيوة أنت قولي بقى أنا كنت بقول أيه
فكر قليلا قبل أن يقول پخوف
حضرتك كنت بتشرح
رفع أحد حاجبيه وقال بتحدي
أسرع واجابه بجدية
بتشرح المادة اللي مقررة علينا الترم ده
ضحك الاستاذ الجامعي ومعه جميع الحاضرين قبل أن يقول بجدية
لا ده أنت بتستظرف بقى قوم وهات حاجتك والكارنيه بتاعك يا بشمهندس
نظر إلى صديقه بطرف عينيه وهمس بعدم رضا
عاجبك كدا اديني هروح في داهية بسببك وبسبب رماد بتاعك ده
مش قصدي حاجة والله يا دكتور أنا كنت هجاوب
أخذ منه الكارنيه الخاص به وردد وهو يشير إلى باب المدرج
اتفضل على برا مش عايز كلام
ثم الټفت مرة أخرى وتابع الشرح بينما تحركت سهوة وجلست بجوار عبدو قائلة
بقولك أيه يا عبدو بما إنك متخصص الروايات في الشلة وكدا فيه رواية اسمها حرقني واحببته حلوة اقرأها ولا أيه
حرقها بڼار حبه يعني ولا ايه
هزت رأسها بالنفي ووضحت له
لا هو فعلا حرقها واحدة اعرفها على الفيس هي اللي رشحتهالي البطل حړق البطلة علشان قاسې وهي اتشهت وهو بعدين حبها وعالجها وعملها عمليات تجميل وهي حبته في النهاية
فتح فمه من الصدمة واستمر لثوان قبل أن يقول بعدم تصديق
حرقها! وهي حبته في الآخر دي بطلة مهزقة وبطل مفتري وكاتب او كاتبة لسة في حضانة سيبك من الهبل ده يا بنتي وأنا هبعتلك اسم كام رواية حلوين النهاردة بدل الحړق ده
الټفت الأستاذ الجامعي مرة أخرى وشاهدهما وهما يتحدثان فأشار إلى الباب قائلا
يلا أنت وهي على برا حصلوا صاحبكم ونسوه بدل ما هو قاعد برا لوحده
نهض عبدو من مكانه وردد بصوت غير مسموع
نبرت فيها يا عم كريم اديني جايلك
خرج من المدرج ومعه صديقته سهوة واتجها الاثنين إلى الكافيتيريا وما إن رأى وجههم كريم حتى ابتسم وقال
مرحبا بكم في حزب الفشلة طردكم أنتوا كمان!
جلس عبدو قبل أن يقول بعدم رضا
أيوة ياعم اتبسط بقى الدكتور باعتنا نونسك
استقروا في مقاعدهم قبل أن يقول كريم متسائلا
رماد كان عايز أيه
عاد بظهره إلى الخلف وأجابه قائلا
كان جاي يقول إن وجودي هنا مش هيوقف دايرة الزمن الصراحة اقنعني وبفكر نرجع تاني هو فاضل وقت أد أيه على المحاضرة الجاية
نظر إلى ساعته قبل أن يجيبه
فاضل ساعة وربع
لمعت عيناه وردد قائلا بابتسامة
حلو أوي لو روحنا قدامنا ساعة يعني اسبوعين هناك المرة دي مفيش حاجة نخسرها لازم القوة تجيلي علشان أقدر أواجهه
صمت كريم قليلا ليفكر قبل أن يقول
طب هنفتح البوابة فين ده غير إننا عايزين زيت
نهض من مكانه وردد بجدية
فيه مبني ورا الكلية لسة بيتبني محدش هناك والزيت أمره سهل هنجيبه من السوبر ماركت اللي برا يلا بينا
هنا وقفت سهوة وقالت بعدم فهم
أنا مش فاهمة أيه الكلام الغريب اللي بتقولوه ده وبعدين رايحين فين
رمقها عبدو وهو يستعد إلى الرحيل
هفهمك بعدين رايحين مشوار وهنيجي بعد ساعتين سلام
رفضت رحيلهم ووقفت أمامهم قائلة
لا رجلي على رجلكم مش هقعد لوحدي خدوني معاكم مش هعمل صوت
هز رأسه بالرفض وقال بجدية
مش هينفع يا سهوة خليكي هنا
هنا تحدث كريم وقال بهدوء
خلاص هاتها يا عبدو طالما عايزة تيجي وأنا هفهمها الحوار في الطريق وأنتي يا ست سهوة لو اعتبرتيني مچنون بعد اللي هحكيهولك وربنا ما هاخدك معانا وهرجعك هنا تاني امين
هزت رأسها بسعادة وجذبت حقيبتها استعدادا للرحيل قبل أن تقول
امين
بدل عبدو نظراته بينهما قبل أن يقول بعدم رضا
ولا اكننا طالعين رحلة لحديقة الفسطاط يلا نتحرك عايزين ننجز
على الجانب الآخر في الارض الأخرى أمسك يد طفله وابتسم ابتسامة هادئة وهو يردد بحنين
تعرف يا طيف إنك فيك شبه كبير أوي من ماما مامتك كانت بتحبك أوي من قبل ما تشوفك وكانت بتتمنى اليوم اللي تولد فيه علشان تشوفك وتحضنك بس للأسف
صمت للحظات وانهمرت دموعه وهو يتابع
للأسف ماما سابتنا ومشيت مكنتش اتخيل ان يوم زي ده يجي مكنتش اتخيل نهائي
سمع طرقات على الباب قطعت كلامه فردد بصوت هادئ
ادخلي يا ماما
دلفت الأم إلى الغرفة وجلست بجواره قبل أن تضع يدها على كتفه قائلة
غلط اللي بتعمله في نفسك ده يا مازن! هدى الله يرحمها ماټت من أكتر من سنتين وأنت حالتك كل يوم بتسوء مش بتتحسن هدى في مكان أحسن بكتير من هنا ولازم الإنسان يكمل