رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع عشر بقلم نورهان العشرى
عايزة اعرف يا ترى كنت عايزة فرح في ايه يا شيرين "
هكذا تحدثت أمينة بتهكم جعل الډماء تفور حارة في أوردتها خاصة وهي تحت ميكروسكوب نظراتهم التي غلفتها السخرية فرفعت رأسها تحاول الفرار من هذا المأذق حين قالت بتلعثم
" أبدا أنا كنت يعني عايزة اشوفها لو لو محتاجه اي مساعده بس "
أطلقت أمينة سهام سخريتها قائلة
التفتت شيرين بحدة و عينيها تطلقان سهام الڠضب نحو أمينة التي تابعت شن هجومها الساخر لتنال من كرامتها قدر الإمكان
" إلا قوليلي يا شيرين انت جايه من بيت جوزك بالهدمة الي عليك ازاي تفكري أن فرح ممكن تسرقك و هتسرق منك ايه لا كدا بصراحه وحش في حقك تبقي خدومه كدا و تظني في الناس الظن الۏحش دا لا انا كده زعلت منك "
" اول و آخر مرة المهزلة دي تحصل هنا و بعد كدا تخلى بالك بتقولي ايه ولمين "
كانت نظراته وحدها ټهديد عظيم نجحت في فهمه و لكنها شعرت بقلبها ېتمزق لنصفين حين رأته يمد يده ل غريمتها وهو يقول بلهجة هادئة
كانت مفاجأة لم تتوقعها أبدا أن يمد يده إليها هنا أمام الجميع و تحديدا تلك الشيطانة التي ذاقت الچحيم بسببها في الليلة الماضية و يتناسى خطأها الجسيم في حقه لهو أمرا عظيم
فإن كانت سابقا تحبه فاليوم و في تلك اللحظة تحديدا هي عاشقة له حد النخاع و لهذا أرادت أن توصل له ما تشعر به فمدت يدها إليه تشبك أصابعها بين تجويف أصابعه و تقبض بقوة علي كفه بينما عينيها تشابكت مع خاصته في نظرة خاطفة جعلت النبضات تتعثر بقوة داخل قلبه و لكنه اضطر لقطع تلك النظرة الخاصة التي يترقبها كل تلك الأزواج من العيون و لم ينسي إلقاء قنبلة أراد منها الانفجار فى وجه شيرين حين قال بسخرية موجها
" بعد كدا تتعلمي أن مش اي حد تعمليله قيمة و تسمعي كلامه "
دلفت إلى داخل الغرفة وهي ټتشاجر مع خطواتها و لسانها لا يكتفي من السب و اللعڼ في تلك الأفعى كما اسمتها و كان هو خلفها يناظر انفعالها بنظرات اعجاب لم يحاول إخفاءها فالتفتت تناظره فوجدته يبتسم بهدوء دق قلبها بقوة آلمتها و غزي الخجل ملامحها المفعمة بالڠضب مما جعل محصول الطماطم الشهي ينبت فوق خديها ف تسلحت بالڠضب حتى تخفي احراجها قائلة
لم يخفي ابتسامته ولكنه أجاب بهدوء
"اللي عاجبني بصراحه شكلك وأنت متعصبة "
كان صريحا بدرجة محرجة و قد نجح في التعزيز من خجلها أكثر بحديثه فهذا الشخص تستطيع إعطاءه جائزة الدولة في الصراحة و الوضوح فهو لا يخفي اي شئ و لا يترك شئ بقلبه و هذا ما يفاجئها وجود أشخاص مثله في تلك الحياة
هكذا تحدثت حتي تخفي خجلها فاقترب منها قائلا باستنكار
" تطقي مرة واحدة لا دا الموضوع خطېر بقي دانا اروح اجيب لك شيرين ترنيها علقھ محترمه ولا تزعلي نفسك أبدا "
لمعت عينيها ببريق خاطف وهي تقول بحماس
" طب والله فكرة "
قهقه علي مظهرها قبل أن يقول غامزا بعبث
" يا واد انت يا شرس "
جفلت من حديثه و تلك الغمزة التي بعثت قشعريرة قوية الي سائر جسدها ف تراجعت للخلف فقام هو بالاقتراب بينما يديه مازالت في جيوب بنطاله و كأنه يخشي أن تغدر به وټحتضنها بقوة و هو لا يريد اخافتها خاصة بعد ما حدث البارحة
" كان مالك امبارح "
هوى قلبها بين قدميها حين باغتها بهذا السؤال الذي لم تكن تملك أي اجابه عليه فإجابته الوحيدة تخشاها كثيرا و تخشي عواقبها لذلك التفتت تنظر في الجهة الأخرى تهرب بنظراتها منه وهي تقول بتوتر
" أبدا أنا يعني مكنتش عايزة ا أضايقك بس كنت خاېفه "
شعر بها تراوغ فتابع استجوابه قائلا بإلحاح
" خاېفه من ايه "
رطبت حلقها قبل أن تجيب بتلعثم
" اصل كابوس شفت كابوس و كنت خاېفه "
كان شبه متأكد من أنها تكذب فقد رآى أنها لم تكن نائمة من الأساس و لكنه لم يرد الضغط عليها أكثر فيكفيه فزعها الليلة السابقة فقد طلبت منه أن يظل جالسا أمامها حتي تذهب الي النوم و بالفعل أخذ يراقبها طوال الليل فقط تركها لدقائق حين تأكد من نومها للذهاب ورؤية ماذا حدث في الاسفل و من ثم بعد أن اطمئن على انطفاء الحريق عاد مرة أخرى لمراقبتها حتي أنه غفى علي المقعد دون أن يدري
"الکابوس من الشيطان دايما عودي نفسك تنامي على وضوء و تقرأ المعوذتين وآية الكرسي و خواتيم البقرة قبل ما تنامي و مفيش اي حاجة هتفكر تقربلك "
انتبهت إلى حديثه الذي لاقى صدى كبير داخل قلبها فتحدثت بانبهار
" انت بتصلي يا سليم "
ابتسم بهدوء قبل أن يجيب بسلاسة
" اكيد طبعا ايه السؤال دا "
" لا أصلي اتفاجئت يعني معرفش مشوفتكش بتصلي قبل كدا و كمان يعني حياتكوا الفلوس و العيلة و "
توقفت عن الاسترسال في حديثها حين سمعت ضحكته الساخرة الذي اتبعها قائلا
" طب و الحاجات دي تمنعني ليه اني اصلى دي مفروض تقربني من ربنا اصلا "
" ازاي "
سألته باندهاش فأجابها بسلاسة
" عشان دي كلها نعم من ربنا عليا و المفروض الإنسان يشكر ربنا على نعمه و يطلب منه يديمها مش يجحد بعطاء ربنا و يبعد عنه "
انبهرت حين لامست نزعته الدينية و فاجأها أكثر حين قال
" و على فكرة أنا بحفظ قرآن كمان و ناوي أن شاء الله اختمه حفظ و تجويد في اقرب وقت "
انتشي قلبها بحديثه فخرجت الكلمات من فمها باندفاع
" طب ممكن احفظ معاك"
لم يسعه الكون فرحا لطلبها فأجاب بتأكيد
" طبعا ممكن انت تؤمرى "
ابتسمت بخجل لم يستطع منع نفسه من التقدم منها و وضع قبله حانيه فوق رأسها وهو يقول بخفوت
" كل اللي نفسك فيه هنعمله سوا و كل المستحيل هيبقي ممكن عشان خاطرك و دا وعد من سليم الوزان بذات نفسه اللي عمره ما وعد غير ونفذ "
طوفان من المشاعر المختلطة ضړب قلبها الهش فانتفض بين ضلوعها التي دوت بها دقاته پعنف و خاصة حين رأت تلك النظرة بعينيه التي تعلقت بشفاهها التوتية بطريقة ارهبتها وما أن شعرت باقترابه منها حتى انتزعت نفسها من بين أحضانه وهي تقول بتلعثم
" هنزل اشوف اشوف فرح "
أنهت جملتها و هرولت للأسفل تاركة خلفها كتلة من النيران التي أحرقت جسده حتي صارت عضلاته تؤلمه كحال قلبه