رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع عشر بقلم نورهان العشرى
المطله علي مروان ما أن تفوه بآخر كلمة و صمت لثوان قبل أن يقول بنبرة ذات مغزى
" طب ما دا في حد ذاته مريب!!!"
ترتشف قهوتها في غرفة الجلوس وهي بأقصى درجات سعادتها فقد نالت مبتغاها في تخريب علاقتهم و التي متأكدة من أنها ستبقى على حالها لوقت طويل لذا كانت تشعر بلذة قوية تغلبت علي ألمها مما حدث و ما فعله بها وحين كانت تسترسل في ذكرياتها الأليمة تفاجئت ب
" صباح الخير لقيتك بتشربي قهوتك قولت نشربها سوي "
زوت ما بين حاجبيها و أخذت ترسل نظرات متفحصة ل
جنة و سرعان ما رسمت ابتسامة متصنعة على شفتيها وقالت بسرور مفتعل
" دا ايه الصباح النايس دا عروستنا الحلوة جايه بنفسها تشرب القهوة معايا دا سليم الوزان هيغير مني بعد كدا "
" لا مټخافيش سليم عاقل "
شيرين بسخرية
" الحب بيجنن اساليني انا "
حاولت رسم ابتسامة متكلفة علي ملامحها قبل أن تقول
" و أنت بقي تعرفي منين حبيتي قبل كدا ولا ايه "
ابتسمت شيرين بخبث وهي ترى جنه التي أمسكت بهاتفها تعبث به لثوان فأجابها بتسلية
هكذا قالت شيرين جملتها الأخيرة بنبرة خبيثة تشبه نظراتها كثيرا ففهمت جنة علي الفور المغزي خلف حديثها ولكنها تجاهلت ذلك وقالت بسخرية
" لا بس واضح انك انكويتي اوي "
شيرين بسخرية
" اوي "
ارتشفت من الكوب الخاص بها قبل أن تقول بخبث
" طب ولما انت كدا مبتحاوليش تصلحي ما بينكوا ليه أو حتي تخلي سالم بيه يتدخل يصلح انا سمعت أن جوزك صاحبه "
" للأسف سالم رافض قولتله اديله فرصة تانية قالي علي چثتي حتي احمد عمال يبعت نبه عليا مردش عليه معرفش دماغه فيها ايه "
كانت تتحدث و عينيها تتابع شئ ما في الاعلى فأرادت
جنة جذب انتباهها حين قالت بحنق
" والله لو بتحبي و مكويه اوي لا سالم بيه ولا غيره يقدر يقف قدامك أنت بس روحي قوليله سيبني ارجع لجوزي و اريح و استريح "
" بمناسبة الراحة هستاذنك اخد الدوا بتاعي عشان صدعت "
هوى قلب جنة بمكانه وما أن أوشكت علي إيقافها حتي أطلقت الأخرى ساقيها للريح وهي تنوي اغتنام تلك الفرصة التي قدمت لها علي طبق من ذهب و بالفعل قامت بفتح باب غرفتها بقوة لتجد فرح التي كانت يدها تمتد لتلتقط هاتف مخفي بين طيات ملابسها وهنا صړخت
" بتعملي ايه في أوضتي "
شهقت فرح و تراجعت للخلف پصدمة فلم تتوقع أن تمسك بها تلك الأفعى متلبسه فقد أرسلت جنة لاختطاف هاتفها دون أن تلاحظ و لكن الأخيرة لم تجده فأرسلت رسالة هاتفيه تفيد أنه ليس معها فظنت بأنها ربما تركته في غرفتها ف توجهت علي الفور الي هناك بعد أن أرسلت تخبر شقيقتها أن تعيقها قدر المستطاع ولكن كانت حيلة التقطتها على الفور شيرين التي اقتربت قائلة بصوت أعلى
" ردي عليا بتعملي ايه في أوضتي "
ارتجفت فرح و لم تسعفها الكلمات في الحديث فاقتربت شيرين منها قائلة ب تخابث
" مدام القطة اكلت لسانك يبقى هجيب اللي هيعرف يقررك كويس "
صاعقة قوية ضړبتها حين فطنت الي ما ترمي إليه شيرين التي اندفعت إلى باب الغرفة وهي تصيح بملئ صوتها
" سالم يا سالم يا مرات خالي يا ماما "
تجمهر الجميع إثر ندائها و كان هو آخر من وصل فتفاجئ من تلك التي كانت ترتجف في منتصف الغرفة و بلمح البصر وصل إليه سبب وجودها ف اوشك على إطلاق مسبة بذيئة من فمه ولكنه أعرض عنها في آخر لحظة و لون الڠضب نظراته و اكفهرت معالمه حين تحدثت شيرين بانفعال
" كنت تحت بشرب فنجان قهوتي و لقيت جنة جايه عماله ترغي في حاجات هايفه ملهاش لازمه و لما استأذنت اطلع أوضتي منعتني و لما اصريت و طلعت اتفاجئت بالست فرح هانم مراتك في أوضتي و بتدور في دولابي "
شهقة قوية خرجت من جوف همت التي ناظرت فرح پغضب قائلة
" حراميه "
جاءها الرد القاطع من أمينة التي قالت بحدة
" اخرسي أنت مش عارفه بتتكلمي عن مين ولا ايه "
أضافت شيرين بحدة
" امال تفسيرك ايه يا مرات خالي للي حصل ادي أنت جيتي بنفسك لقيتيها في نص اوضتي و دولابي مفتوح رأيك ايه و لا بلاش أنت سالم رأيك ايه "
كانت أنفاسه ټحرق صدره من شدة الڠضب و خاصة وهو يراها في هذا الموقف الصعب ترتجف بهذا الشكل و هو عاجز كليا عن احتضانها و تهدئه خۏفها فقد وضعته و وضعت نفسها في مأزق كبير مع تلك الحية التي لم تمرر ما حدث بسهولة و ستحاول النيل منها بكل الطرق
" رأيي انك تخرسي و تدي فرصه للناس تتكلم "
هكذا أجابها بقسۏة و قام بالالتفات الي فرح التي كانت ترتجف من هول الاحراج ولكنه حاول طمأنتها بنظراته و لهجته التي رقت قليلا وهو يقول
" كنت جايه لشيرين ليه يا فرح"
كانت كلماته كالبوصلة التي وجهتها الى طريق الهرب الذي التقطته علي الفور و نظراته التي جعلت عقلها يعود الي العمل فخرجت كلماتها ثابته إلي درجة كبيرة حين قالت
" أبدا أنا جيت اشوفها كانت عايزاني ليه و لما دخلت الاوضه ملقتهاش فكرتها في الحمام روحت اخبط ملقتش حد وفجأة لقيتها داخله من باب الاوضة بتزعق فيا "
برقت عيني شيرين من هذا الكذب وقالت بسخرية
" لا والله دخلت عليا الكذبة انا اللي كنت عيزاك و دا من امتى و هعوزك اعمل بيك ايه ان شاء الله "
كانت غبية برغم شرها و قد وقعت في براثن الفخ الذي أحكمت فرح نصبه جيدا حين قالت ببساطة
" قبل الفرح بكام يوم أنت كلمتيني و قولتي انك عيزاني في موضوع ضروري حتي انك جيتي مخصوص من اسماعيليه يومها عشان تقابلين و أنا كان عندي بروفة الفستان و معرفتش اقابلك و قولتلك قدامنا وقت طويل نتكلم فيه بعد الفرح و عشان كدا جيتلك دلوقتي اشوف كنت عايزاني ليه "
أطلق نفسا هادئا لدي سماعه حديثها الذي كان أكثر من رائع وقعه على شيرين التي امتقع وجهها لدي سماعها حديث فرح و الذي اتبعه سالم حين قال بخشونه
" دا اكيد موضوع مهم اوي اللي يخليك تنزلي من اسماعيليه للصعيد مخصوص عشان تقابلي فرح و عندي فضول بصراحه اعرف انا كمان "
رسمت الحية شباكها حول نفسها تلك المرة فهاهي تقف أمامه كالبلهاء لا تستطيع التفوه بحرف فتلك اللعېنة نجحت في لف الحبل حول عنقها جيدا
" بصراحة و أنا كمان يا سالم