رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل السابع عشر بقلم نورهان العشرى
لم يعد يحتمل ذنوب أخرى فأطلقت تنهيدة متعبة قبل أن تومئ برأسها وهي تقول بهمس
" حاضر "
سلبت كفها من بين يديه فشعر برجفة باردة اخترقت جسده لدي رؤيتها تغادر منكسة الرأس فإذا به يجد ريتال التي قالت بعفوية
" صديق و اخ انت بتكذب يا عمو "
انكمشت ملامحه بامتعاض تجلي في نبرته حين قال
" جتك خوت أنت وهي بدل ما تديني رصية و لا بنية في وشى و تقولي اخ ايه بتهزلي رأسها رجاله العيلة دي باينهم موعودين بالستات الغبية ولا ايه"
" و بعدين بقي في العيلة اللي هتضيع مستقبلي دي و لا فاهم احب و لا اعلق البت و لا اتنيل اعمل حاجه "
كانت ليلة صعبة بكل ما تحمله المعنى حتى أنها تركت بصماتها على وجهها الذي كان باهتا يلائم تورم عينيها من كثرة البكاء و انطبع الحزن الساكن قلبها علي ملامحها فبدت مروعة تماما كالألم الذي ضړب سائر جسدها فكانت تجر أقدامها جرا للوصول إلي المرحاض وهي بمنتصف الطريق توقفت إثر دقات الباب فعدلت وجهتها وقامت بفتحه و لحسن حظها كانت شقيقتها هي من بالخارج و التي ما أن رأتها حتي اندفعت إليها تحتضن وجهها وهي تقول بلهفه
لأول مرة بحياتها تهزم هكذا فلم تجد ما تقوله توقفت الكلمات على شفتيها فاعادت جنة سؤالها بنبرة أكثر لهفه يشوبها حنان كبير
" فرح ارجوك ردي عليا حصل ايه"
لامس قلبها خيط الحنان الذي يتجلى في نبرة شقيقتها فألقت بنفسها بين أحضانها وهي تقول بنبرة مټألمة يخالطها نوبة بكاء عڼيفة
" انا بمۏت يا جنة "
في الداخل انتهت فرح من سرد ما حدث فشهقت جنة پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
" أنت مجنونه يا فرح ايه اللي أنت عملتيه دا معقول تصدقي الشيطانه دي انا مش محذراك منها قبل كدا "
" ڠصب عني يا جنة بقولك صوته سمعته بودني عقلي وقف عن التفكير وحسيت الدنيا ضلمت في عيني و قلبي دا كأن ڼار قادت فيه معرفش عملت كده ازاى فجأة لقتني مش طيقاه يقرب مني أو يلمسني "
أشفقت جنة علي شقيقتها وقالت بعتب
" كلامك و رفضك ليه بالشكل المهين دا صعب اوي يا فرح و خصوصا أن سالم شخصية مش سهله و أنت ضربتيه في مقټل هنتيه و جيتي علي كبرياءه الموضوع اتصعب اوي "
" عارفه والله عارفه ودا اللي قاهرني لو شفتيه وهو بيقولي قلبك مقالكيش أنه مش انا وانا بغبائي قولتله كنت انت معرفش حصلي ايه وقتها هتجنن "
اقتربت جنة منها ټحتضنها برفق وهي تقول لتهدئتها
" طب اهدي كل مشكله وليها حل ان شاء الله "
تبلور التصميم علي ملامحها و اطلت نيران الاڼتقام من عينيها و قالت بقسۏة
" انا هعرف أجيب حقي كويس و اعرفه اني مكذبتش عليه "
" هتعملي ايه "
هكذا استفهمت جنة فأجابتها بجفاء
" هسمعه الفويس اللي هي أنكرت أنه موجود يمكن لما يسمعه بودنه يبقي بداية الطريق أنه يسامحني "
قالت جملتها الأخيرة بنبرة أرق و من ثم نظرت إلي جنة و أردفت بتوسل
" جنة محتاجه مساعدتك "
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
" ازاي "
" هقولك "
يدور في غرفته بلا هوادة لا يعرف الراحه ولا يملك حتى حق تمنيها كل خلية ب داخل جسده تتوسل أن يصل إلى مبتغاه حتى يستطيع أن يهدئ نيران غضبه الموقدة ولو قليلا
تدخل سليم الذي شاهد حالته المزرية ف ملامحه كانت باهته و عينيه جاحظه و صدره يعلو و يهبط من شدة الانفعال و مع ذلك فهو ك عادته صامت
" أن شاء الله كل حاجه هتتظبط يا سالم انت بس هدي نفسك "
لم يجيبه اكتفي بإيماءة بسيطة من رأسه الذي ارتفع بلهفه حين رأى مروان الذي فتح باب الغرفة و بيده أحد الهواتف ف خرجت الكلمات من فمه مندفعة
" عملت اللي قولتلك عليه "
مروان بتوتر
" اه دورت في التليفون و بصراحه ملقتش حاجه "
تعاظم غضبه فاغمض عينيه بقوة قبل أن يعيد فتحها وهو يحاول التحلي بفضيلة الصبر حين قال بخشونة
" انا عارف انك اكيد مش هتلاقي عليه حاجه سؤالي هنا افحصه و شوف في حاجه اتحذفت من عليه ولا لا "
جفل مروان من لهجته وقال مبررا
" والله فحصته كام مرة عاللابتوب و جبت كل حاجه اتحذفت من عليه في خلال اسبوع و بردو ملقتش اي فويسات أو اي حاجه تخصك "
أطلق زفرة حارة من جوفه فأردف مروان بحنق
" لو عايز رأيي انت غلطان كان مفروض من امبارح اخدت التليفون منها و فحصته و شوفت حوار الفويس دا "
شيعه سالم بنظرات غاضبة اتبعها قولة الساخر
" وابقي مشيت ع الخطة اللي هي رسمتها لنا بالضبط مش كدا"
ناظره سليمبعدم فهم وقال مستفسرا
" تقصد ايه "
وثب من مكانه قائما و يديه بجيوب بنطاله و كأنه لا يريد أن تطال اي شئ فتحطمه من فرط غضبه الذي تجلي في نبرته حين قال
" بقولك أنكرت وجود اي فويسات يبقى هتسيبه عالتليفون ازاي يا بني آدم "
نظر الاثنانمروان و سليم إلى بعضهم البعض فتابع سالم بحنق
" شغلوا دماغكوا شويه مش طالبه غباء بديهيا اي حد في مكاني كان مسك التليفون يشوفه واكيد مش هلاقي حاجه ماهي الهانم عامله حسابها و ماسحة الفويس و وقتها تبقى هي المظلومه و فرح الوحشه اللي بترميها بالباطل و مش بعيد كانت تقولي هاتلي حقي من مراتك وانا وقتها وربي كنت هفرغ سلاحي في دماغها"
" يخربيت دماغك يااخي تصدق عندك حق "
هكذا تحدث مروان فأجابه سالم حانقا
" مكفهاش اللي عملته لا كمان عايزة تشمت فيها لآخر لحظة و تثبتلي أنها كذابه "
تدخل سليم مستفهما
" طب وبعدين يا سالم هتعمل ايه"
ناظر أخاه بتيه لأول مرة بحياته لم يعد يعلم ماذا يفعل ولكنه أراد المراوغة فنظر إلي مروان قائلا بفظاظة
" ملقتش اي حاجة ع الزفت دا مريبة"
مروان بصياح
" وربنا وحياة غلاوة دولت عندي ما لقيت حاجه دا تليفون مهجور اصلا مكالماته كلها هبلة و رسايلها اللي فيه اهبل "
لمعت نظراته