رواية معدن فضة الفصل الاربعون بقلم لولي سامي
الأريكة التي تواجه الفراش مقررا عدم الاقتراب منها إلا إذا طلبت هي ذلك
................................................
تجمعت العصافير لتغرد فوق نافذتها ربما لتخبرها بإشراق عهد جديد.
فركت ميار عيونها تحاول حجب أشعة الشمس عنها حتى استطاعت اخيرا أن تفتحهم لترى أمامها چواد يغفو على الأريكة المقابلة لها تمعنت النظر في ملامحه .
تذكرت عندما لم تستطع أن تراوغه عن نفسها بصراحة فقد فقدت الشجاعة باللحظة الأخيرة .
ولكنها فكرت في خدعة أخري وهي أن تتدعي النوم بفستانها المفتوح ربما تجرأ هو وتقدم بجوارها ولكنها غفت لا تعلم متى ولا كيف ولم تشعر حتى به وهو يدثرها .
استقامت من فراشها متجهه له وهي تمتم قائلة هحب فيك ايه اكتر من كدة
تمرر كفها على شعره تداعبه برقه هامسة لذاتها عارف انت حلو اوي حتى لو شعرك منحكش.
ثم انخفضت يدها قليلا لتلامس ذقنه مكملة بهمس وابتسامة دقنك ده مكنتش موجوده بس عارف كدة احلى كتير .
اطالت النظر لوجهه تتملكها رغبة في أن تقبل كل انش به لتبوح بمكنونات صدرها وهي تقضم شفتاها كنت مستنياك امبارح بس راحت عليا نومه ....
يارب تفهم لوحدك بقى وتسهل الموضوع عليا شوية .
شهقت عندما وجدت نفسها ترفع وتستقر أعلاه لتجده يفتح عيونه قائلا وانا مش محتاج أن أسمع اكتر من كدة
انا كلي ملكك .
ثم في غمضة عين وجدت نفسها اسفله لا تعرف كيف ومتى وقبل أن يجعلها وقت للتفكير كان قد انقض على شفتيها بكل رقة ورغبة لتذوب بين يداه كقطعة الثلج على سفح ساخن فيغمرها في انهار حبه .
بعد فترة من ملحمتهم الرومانسية التي لم تخلو من عبارات الغزل التي اذابتها أكثر أغمضت عيونها باستمتاع بينما هو ظل شاردا للحظات يراوده سؤال يريد أن يسأله أو بالأحرى ليطمئن به ولكن راهب رد فعلها تجاه سؤاله.
أزاح شعرها الحريري الذي التصق بوجهها من أثر التعرق وابتلع لعابه بتوتر ثم قال ميرو ....
انا ....... . انتي ...... اقصد يعني انا اذيتك ... يعني في حاجة
ابتسمت ميار وفهمت مغزى سؤاله لتمسح وجهها بصدره باستمتاع كالقطة التي تتمسح بصاحبها ثم اومأت بالرفض واطلقت صوتا تزوم به معبره عن الرفض .
ليكرر سؤاله وكأنه يريد إجابة واضحة تثلج قلبه فقالت بسعادة ظاهرة عليها انا محستش اني متجوزة أو أن الجواز حلو غير معاك يا چواد .
بس دلوقتي بحبك اكتر......
لا انا بعشقك ومقدرش استغنى عنك ....
ربنا يخليك ليا.
قولتيلي بقى انهي حته موجعتكيش
كتمت ميار ضحكتها قائلة چواد انا جعانة .
تمعن چواد النظر فيها وابتسامة ماكرة أجابها وانا ھموت من الجوع .
............................................
استيقظت فاطمة بكسل لم تعتاده بالفترة الأخيرة بحياتها لتنظر بجوارها حيث فؤاد الغافي فتتذكر ما حدث بالأمس فتقضم شفاها السفلية وتطلق تنهيدة ثم تحمد الله.
سحبت هاتفها من على الكوميد لترى الساعة قد تجاوزت العاشرة لتشهق وتحاول أن تهم من الفراش لولا الأيدي التي لحقت بها فاستدارت مبتسمة صباح الخير.
ابتسم فؤاد وتعادل بجلسته قائلا صباح الفل والياسمين ايه رائحة فين على الصبح
سحبت فاطمة مئزرها ترتديه وهي تقول هقوم اجهز صباحية ماسة .....
راحت عليا نومة ومش هلحق اعمل حاجه.
امسك فؤاد كفها وربت عليه قائلا