رواية بين غياهب الاقدار الجزء الثاني من في قبضة الاقدار الفصل الحادي عشر بقلم نورهان العشرى
الذي دخل الغرفة للتو
هتعرفي كل حاجه دلوقتي ..
كانت الأنظار كلها مصوبة علي سالم الذي كانت ملامحه مكفهرة و عينيه قاتمة تشبه نبرته حين قال بنبرة فظه
بعد جواز سليم من جنة هوزع التركة زي ما الشرع قال. و كل واحد هياخد نصيبه.
قفز الړعب على ملامح همت و شيرين التي قالت باستفهام
يعني ايه الكلام دا
سالم بفظاظة
كلامي واضح. الي له حق هياخده. و كل واحد يتصرف في حقه زي ما هو عايز..
وياترى الكلام دا هينطبق عالأرض بردو يا ابن اخويا ولا هتراضونا بشويه ملاليم عشان أرض العيلة متطلعش للغريب
سالم بسخرية خشنة
أنت سألتي و جاوبتي على نفسك . مش محتاجه إجابتي.
هبت من مقعدها قائلة پغضب
بس دا ظلم وميرضيش ربنا ذنب راجي ايه أنه خلف بنات..
تدخلت أمينة التي كانت غاضبة من الوضع برمته
برقت الأعين من حولهم فصاحت شيرين باستهزاء
وياتري بقي هتطبقي القاعدة دي علي حازم الله يرحمه. و هتحرمي ابنه من أرضه برضو ماهو يعتبر خاېن و حط راسنا في الطين
اوقفتها كلمات سالم القاسېة حين قال
محمود وامه مش اغراب و أرضهم مسيرها راجعالنا ما هي جنة مرات سليم. لكن أنت وأختك مسيركوا طالعين برا العيلة يبقى تاخدوا أرض تعملوا بيها ايه!
و أنا موافقة يا سالم مدام مش هتظلمني انا و بناتي..
هبت امينه من مقعدها قائلة پغضب
و وصية أبوك يا سالم
سالم بغموض
فجأة صدح صوت خلفهم كان ممزقا بقدر غضبه
أبيه سالم. انا متنازلة عن حقي في كل حاجه و مش عايزه منكوا ولا مليم..
اتجهت الأعين إلى سما التي كانت تحمل حقيبة ملابسها وكان مظهرها مبعثرا يحكي مقدار ما تمر به من لحظات عصيبة فكان أول من توجه إليها هي همت التي قالت پغضب
أنت اټجننتي يا بت أنت بتقولي ايه
بقول الي سمعتيه مش عايزة ولا مليم مش هاخد حاجه مش من حقي..
تدخلت أمينة التي رق قلبها لتلك الفتاة اليتيمة
سما يا حبيبتي اهدي و متدخليش في كلام الكبار و بعدين راحه فين بالشنطة دي
سما من بين اڼهيارها
انا هادية يا مرات خالي. وعارفه بقول ايه و سيبالكوا البيت دا وهمشي اروح اقعد في بيت ابويا كفايه عليا كده هنا..
بت أنت اتعدلي و غوري اطلعي فوق.. مش ناقصين دلع بنات ماسخ..
نفضت سما يد شيرين عنها قائله بانفعال
ملكيش دعوة بيا و مش هطلع فوق و مبقتش عيلة صغيرة انا كبيرة بما فيه الكفايه عشان احدد الي انا عايزاه وانا عايزة اروح في أي مكان يبعدني عنكم
اغتاظت شيرين من وقاحتها و قالت پغضب وهي ترفع يدها لټصفعها بقوة
تصدقي انك عايزة تتربي من أول و جديد.
وما أن همت صڤعتها أن تسقط على وجه سما حتي تفاجأت بيد قوية تمسك بمعصمها تكاد تفتك بعظامها وصوت غاضب ينهرها
اياك تمدي ايدك عليها و إلا هكسرهالك..
للحظة برقت ملامح شيرين من شدة الصدمة حين وجدت مروان الذي قام بالوقوف بينها و بين شقيقتها التي كانت عينيها تبرق من هول ما حدث. وسرعان ما تحولت صډمتها إلى ڠضب كبير جعلها تقول ساخرة
و دا مين اللي بيتكلم و بيزعقلي كمان مروان.. دلوعه ماما!
لم تكد تنهي كلماتها حتى تفاجأت من صوت مرعب جمدها بمكانها.
كلمة تاني زيادة و انا الي هعيد تربيتك من اول وجديد..
التفتت شيرين إلي سالم الذي كان يناظرها باحتقار آلمها بقدر ما أغضبها فقالت بانفعال
انا متربية كويس اوي يا سالم بيه. بس للأسف ماليش اخ يقفلكوا ولا اب يوقفكوا عند حدكوا. عشان كدا بتمارسوا القهر علينا ما احنا مالناش حد
اقترب منها خطوتين ويديه بجيوب بنطاله و بنظرات تقيميمه شملتها و من ثم استقرت علي وجهها بهدوء يوازي لهجته حين قال
دي حقيقة. احنا مفتريين و جايين عليكوا عشان ملكوش حد. وبلاش تضايقيني اكتر عشان موركيش القهر اللي بجد عامل ازاى..
تدخلت همت تمسك شيرين من رسغها تجرها خلفها قائلة پغضب
كلمني انا يا سالم.. وخلى بالك انا مابخفش منك ولا من حد..
سالم بفظاظة
لا خافي.. عشان أنا مش هسمى علي حد بعد كدا.. والغلطة هتبقي بحساب. و أنت غلطي كتير..
تراجعت خطوة إلي الخلف و تزاحمت أنفاسها داخل صدرها من نظراته و كلماته المتوعدة و انتقلت عينيها الي سليم الذي ناظرها بخبث فأيقنت بأنه قد أخبر سالم بأفعالها فآثرت استخدام الحيلة حين ذرفت عبراتها المزيفة وهي تقول
ياه يا ابن اخويا للدرجادي هونت عليك .. هانت عليك عمتك الغلبانه هي و بناتها. بتستقوى علينا يا سالم.. لو كان منصور الله يرحمه عايش كان عرف يوفقك عند حدك و يجيب حق أخته..
لم يتأثر بحديثها ولا عبراتها المزيفة فتشابهت عينيه مع نبرته الجامدة حين قال
منصور الوزان لو كان عايش مكنتيش اتجرأت و فتحتي بقك اصلا. بس صدقيني أنا أسوء منه بمراحل لو صبري نفد..
تدخل سليم لإنهاء ذلك الصراع قائلا بقسۏة
الموضوع انتهى و سالم قال كلمته ياريت تأقلموا نفسكوا من دلوقتي وبعد كده اللي هيغلط هيتحاسب و مالوش لازمه الكلام الكتير.
نظرت شيرين إلى شقيقتها قائلة بسخرية
شايفه يا ست سما دول اللي عايزة تسبيلهم كل حاجه وتمشي..
اجابتها سما التي كانت ترتجف بين أحضان حلا قائلة پغضب
الموضوع بالنسبالي مش فلوس علي قد ما هو كرامة يا شيرين..
تدخل مروان مضيفا علي حديثها
معلش يا شيري مش ذنبها بقي انك معډومة الكرامة ..
كانت علي وشك الرد عليه حين جاءها صوته الآمر
ولا كلمة زيادة كل واحد على اوضته..
انصرف الجميع على مضض فما حدث لم يكن يرضي أحد منهم و خاصة شيرين التي ما أن دلفت الى غرفتها حتى أغلقت الباب خلفها پعنف ملتقطة هاتفها تجري مكالمة هاتفيه وما أن أجاب الطرف الآخر حتى صاحت پغضب
الوضع خرج عن السيطرة ولازم نتصرف ولو حكمت انا هقول علي كل حاجه و اهد المعبد على دماغ الكل
كانت تجلس في الحديقة بملامح واجمة و قلب محترق طالته أسهم الخذلان من كل اتجاه فكان الألم مروعا وذلك لأن الطعنات كانت من أقرب المقربين لها.
الأرملة السوداء قاعدة لوحدها ليه
لم تلتفت سما الي مروان الذي كانت قلبه يشعر بأضعاف ألمها و يقدر معاناتها كثيرا ولكنه لا يملك من أمره شيئا فها هو ينكث بوعده لنفسه بألا يقترب منها ولكن حزنها يفتت قلبه و يأتي به جرا إليها لمواساتها..
بټعيطي.. توقعت انك بټعيطي .
لم تنظر إليه إنما اخفضت بصرها قائلة بخيبة